الوثيقة | مشاهدة الموضوع - صحف عبرية: الخطر الحقيقي من حمزة.. شعبيته
تغيير حجم الخط     

صحف عبرية: الخطر الحقيقي من حمزة.. شعبيته

مشاركة » الاثنين إبريل 05, 2021 1:15 pm

11.jpg
 
حاول وزير الخارجية الأردني إلقاء الضوء على ملابسات الاعتقالات الليلية لمسؤولين كبار في المملكة. ولكن مما رواه يؤخذ الانطباع بأن السبب الحقيقي للدراما هو في أقصى الأحوال أقوال ومخططات، قد تكون نسجت في الخفاء مما هي أفعال حقيقية. فلم تقتحم الدبابات قصر الملك في عمان ولم يكن عرش الملك عبد الله في خطر حقيقي.

يمكن الافتراض بأنه لو كانت لدى الملك الأردني أدلة على تخطيط انقلاب حقيقي من جانب الأمير حمزة، لكان اقتاده إلى السجن ولم يكتفِ بالإقامة الجبرية التي فرضها عليه.

قبل أكثر من خمسين سنة تنبأ البروفيسور منفرد ألفرن وهو من أهم المستشرقين بأن مصير الملوك في منطقتنا حسم، وهم سيختفون من حياتنا في غضون بضع سنوات. لقد أخطأ، بالطبع. فالربيع العربي الذي أسقط طغاة قدامى كمبارك والقذافي تجاوز بشكل عجيب الممالك وترك كل الملوك على عروشهم؛ من ملك المغرب في الغرب وحتى ملك السعودية وملوك دول الخليج.

حساسية المملكة تجاه أي تحرك مضاد ورد فعلها السريع يعود إلى الوضع الاقتصادي الصعب والتأييد الذي يحظى به الأمير حمزة في الشارع الأردني

غير أن ذاك الربيع أو الشتاء العربي جعل المتبقين الكبار ملوكا أكثر قلقا وتوترا على حكمهم. بعض منهم على الأقل مقتنع بأن الخطر الحقيقي يحدق بهم ليس بالذات من صفوف الجيش وقوات الأمن، بل أكثر من ذلك من البيت. من النار من داخل المجنزرة. قبل سنة بالضبط أمر ابن الملك السعودي، محمد بن سلمان باعتقال ثلاثة من أبناء العائلة المالكة، وبينهم أميران كبيران بتهمة “محاولة انقلاب”. وعمل الملك عبد الله الأردني يوم السبت وفقا للوصفة إياها بالضبط.

فضلا عن ذلك فإن تخوف الملوك من الخيانة في داخل العائلة المالكة الموسعة ينخرط جيدا أيضا مع تطلعهم الطبيعي لترك الخلافة لأبنائهم على باقي الأقرباء الآخرين. والأمثلة لا تنقص. قبل أقل من أربع سنوات أطاح سلمان ملك السعودية بابن أخيه محمد بن نايف، كي يعين ابنه، محمد، وليا للعهد. الحسين ملك الأردن، على فراش الموت، أطاح بأخيه الحسن، كي يعين عبد الله ابنه للجلوس على عرشه.

وهكذا، مخلصا لتقاليد تفضيل الابن على قريب العائلة، حرص الملك عبد الله على نزع منصب ولي العهد من أخيه حمزة، كي يعين في المنصب ابنه الحسين، الذي في الشهر الماضي فقط حاول أن يثبت مكانته من خلال مشادة مع إسرائيل على عدد الحراس الذين سيرافقونه إلى الحرم.

حتى هذه اللحظة ليس واضحا على الإطلاق كم سار بعيدا حمزة، إلى ما بعد اعترافه نفسه في الشريط الذي هربه بأنه لم يكن شريكا في أي محاولة انقلاب، ولكنه انتقد الفساد المنتشر منذ سنين في قمة المملكة.

ولكن الرد المتسرع من الملك والاعتقالات الليلية تشهد على الحساسية الشديدة في قصر الملك في الأردن تجاه كل ظل محاولة انقلاب وعلى الأعصاب المتوترة. يوجد لذلك عدة أسباب أساسية. الأول – الوضع الصعب للأردن الذي يصارع جائحة كورونا، والاقتصاد الأردني الذي يصعب عليه مواجهة العجز الهائل والبطالة المستشرية، والذي لم يتلقَ إلا القليل من الأكسحين بفضل قرار الكونغرس إلغاء قرار الرئيس السابق ترامب لتقليص المساعدات الخارجية المقدمة إلى الأردن.

سبب آخر يرتبط بلا شك بحقيقة أن حمزة، ابن 41، مع تعليم عال واسع اكتسبه خارج الأردن وسجله العسكري الغني كقائد عسكري كبير في قوات المدرعات، هو شعبي وكاريزماتي أكثر بأضعاف من ولي العهد، الحسين بن عبد الله. إضافة إلى ذلك، فإنه يحظى بتأييد بعض من زعماء العشائر في الأردن، الذين هم السند الأساسي للنخبة السلطوية في المملكة. في المظاهرات الكبرى التي كانت في الأردن قبل نحو ثلاث سنوات على خلفية الأزمة الاقتصادية، رفع اسم حمزة كمن هو جدير أكثر من الحسين لمنصب الخليفة.

في قراره قصقصة أجنحة حمزة كي يزيل كل تهديد حقيقي أو وهمي على حكمه، نال الملك عبد الله تأييدا جارفا من الولايات المتحدة، الغرب ومعظم دول العالم العربي. الرسائل المهدئة بشأن استقرار الحكم في المملكة والتي نقلت من الأردن إلى إسرائيل تشهد على أنه رغم التوتر السياسي السائد بين الدولتين، فإن الملك يولي أهمية كبيرة أيضا للإسناد من جانب إسرائيل.

إسرائيل اليوم – 5/4/2021
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron