الوثيقة | مشاهدة الموضوع - وزير الخارجية العراقية يشكك في عمليات فصائل «المقاومة» داخل إسرائيل
تغيير حجم الخط     

وزير الخارجية العراقية يشكك في عمليات فصائل «المقاومة» داخل إسرائيل

مشاركة » الخميس مارس 28, 2024 9:17 pm

6.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: شكك نائب رئيس الوزراء العراقي، وزير الخارجية فؤاد حسين، الخميس، بتبنّي «المقاومة الإسلامية» في العراق، الهجمات المتكررة لمواقع عسكرية في العمّق الإسرائيلي، والتي عادة ما تنّشرها الفصائل في بيانات صحافية شبه يومية وتتناقلها منصّات مقربة منها مرفقة، في أغلب الأحيان، بمقاطع فيديو مصوّرة تقول إنها توثّق لحظة انطلاق الطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال لم تعلن صحّة هذه المعلومات.

ليس قرارا شخصيا

الوزير العراقي قال في مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»: «قرأت البيانات الصادرة، ولكن الجانب الآخر لم يقل إنها صحيحة، وأنا لا أعرف هل هذه البيانات للاستهلاك الداخلي أو أنها حقيقة؟».
ووفق حسين، فإن «استخدام السلاح داخل العراق يتطلب قرارا من القائد العام للقوات المسلحة، ولا ينبغي لأي شخص أن يتخذ قرارا من ذاته أن يشن حربا على هذه الجهة أو تلك» مؤكدا أن «قرار الحرب يصدر من مجلس النواب العراقي حصراً، وليس قرارا شخصياً».
وآخر ما أعلنت فصائل «المقاومة» هو استهداف مطار وقاعدة عسكرية في إسرائيل بهجوم قالت إنها نفذّته عِبر طائرات مسيّرة، حسب بيانات صحافية ليلة الثلاثاء وفجر الأربعاء الماضيين.
وفي منتصف هذا الأسبوع، توعّد المتحدث الرسمي باسم كتائب «حزب الله» العراقية، محمد محيي، أن المجازر الصهيونية في غزّة «لن تمرّ» دون عقاب.
وقال في تصريحات نقلها إعلام «الكتائب» إن «المجازر الصهيونية اليومية في غزة ومجزرة موسكو لن تمر دون محاسبة أصحاب الفكر الوهابي وأسيادهم في أمريكا وإسرائيل» لافتاً إلى إنه «لم تتخذ داعش الوهابية موقفا حيال المجازر الصهيونية بحق غزة، في الوقت الذي تتحرك في مناطق مناهضة لأمريكا، وهو دليل كونها أداة صهيو ـ أمريكية».
ووفق محيي فإنه «لا يمكن تجاهل حقيقة دور داعش الوهابية ذات الأصول السعودية في خدمة المحور الصهيو ـ أمريكي وسياساته الخبيثة في المنطقة» معتبراً أن «ما تشهده المنطقة من مجازر دموية بحق المدنيين تثبت أن أمريكا هي راعية الإجرام الدولي في العالم». يأتي ذلك في وقتٍ، أكد الأمين العام لفيلق «الوعد الصادق» أحد فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية، محمد التميمي، إن مهمتهم الحالية الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعمه أمام المجازر التي يتعرض لها على يد الكيان الصهيوني.
وأفاد في مقابلة لمجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن «المقاومة العراقية الآن تقف مع الشعب الفلسطيني، وواجبها الآن هو دعمهم ضد الجريمة والإبادة الجماعية بحقهم من قبل الكيان الصهيوني بدعم من الحكومة الأمريكية وبريطانيا وأوروبا».

قائد في فصيل «الوعد الصادق»: سنطرد الأمريكيين بالتوابيت من بلادنا

وأشار إلى أن «القوات الأمريكية ستقابل بهجوم يتجاوز حتى هجوم حماس المدمر في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على إسرائيل (في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى) إذا فشل بايدن (المتهور والخرف) في نهاية المطاف في سحب الجنود الأمريكيين من البلاد».
وأضاف: «إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق، فسنطرد الأمريكيين بالتوابيت من العراق، وسنذل إدارة (البيت الأسود) وسيرون من هي المقاومة وما هي قدراتها، خاصة الآن بعد أن أصبحت لدينا طائرات بدون طيار وصواريخ ذكية بعيدة المدى».
وأكد أن «دور المجاهدين في الفيلق، هو الدفاع عن أرض العراق، وهذا حق تضمنه القوانين الإلهية والمعاهدات الدولية، وبالنسبة لقيادة ومجاهدي الفيلق، فإن استهداف الاحتلال الأمريكي في العراق هو واجب مشروع ووطني وأخلاقي، وسيادة العراق واجب يجب على الجميع احترامه».
وتابع: «كان دور مجاهدي الفيلق، هو استهداف أي وجود أمريكي واضح واستهداف الكيان الصهيوني».
وأوضح أن «الفيلق عراقي، ومجاهديه عراقيون» مردفاً بالقول: «لدينا تنسيق مع فصائل المقاومة في لبنان أو اليمن أو غزة. لكن ليس لدينا تنسيق مع أي بلد، فقط مع المقاومة، ونحن مع وحدة المقاومة».
ومع وجود إسرائيل الآن في المقام الأول على مرأى هذه الفصائل، وتراجع العمليات ضد القوات الأمريكية بشدة، حدد التميمي الاستراتيجية وراء ما أشارت إليه «المقاومة الإسلامية» في العراق باسم «المرحلة الثانية» من العمليات، حسب قوله.

تغيير الاستراتيجيات

وأفاد أنه «كان التغيير في استراتيجيات المقاومة، واضحاً، خاصة بعد الصفقة الأمريكية مع الحكومة، التي كانت تطلب منا بشكل عاجل وقف العمليات الجهادية في العراق، وفي المقابل، سيكون هناك انسحاب فوري من العراق، وعدم التدخل في الوضع العراقي، وسيتم تسليم الأموال العراقية، التي بذمة الأمريكيين».
ومرة أخرى، حذر التميمي، من أن عدم الوفاء بهذه الشروط سيؤدي إلى تصعيد شامل ضد القوات الأمريكية.
وزاد: «نحن نحترم حق الشعوب في العيش بسلام، ومن حقنا أن يكون هناك سلام في بلدنا دون قوات عسكرية أمريكية على أرض العراق» معتبراً أن «الشعب العراقي يحترم جميع الشعوب، لكنه يرفض الوجود العسكري على أرض العراق. وإذا لم تنسحب هذه القوات، فسيتم إرسالها مع التوابيت، وسندمر القواعد الأمريكية». وتابع: «نحن قادرون على تنفيذ عمليات أكثر من حركة حماس في اقتحامها لقواعد الكيان الصهيوني. نحن قادرون على تحطيم هذه القواعد» لكن التميمي، وفي نداء مباشر إلى الشعب الأمريكي، أكد أن «غضب المقاومة كان مخصصا فقط للمحتلين، وليس للمدنيين».
‎وخلص التميمي، إلى القول: «نتمنى السلام للجميع، ونريد أن نعيش في سلام في بلدنا، لذا نطلب من بايدن سحب أطفاله من بلدنا العراق، لنعيش في أمن وازدهار وسلام».
وختم أمين عام فيلق «الوعد الصادق» حديثه بالقول: «نرحب بالشعب الأمريكي لزيارة بلدنا للقيام بزيارة سياحية أو تجارية، لكننا نرفض وجودهم العسكري، ويجب أن يعرفوا أننا لسنا في حاجة إليهم».
ومنذ نحو شهرين، علّقت الفصائل العراقية عملياتها ضد المصالح الأمريكية، بعد توتّر عسكري بين الطرفين أدى إلى تدمير عدد من القواعد التابعة «للفصائل» التي تنتمي «للحشد» بالإضافة إلى مقتل عدد من قادتها وعناصرها.
ويقول المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، إن السوداني «لم يمارس ضغطاً على فصائل المقاومة لوقف هجماتها ضد القواعد الأمريكية، بل كان هناك حوار بناء مبنيّ على مصلحة العراق وبغطاء من أغلبية قوى الإطار التنسيقي».
وحسب تصريحات صحافية محلّية فإن «زيارة السوداني إلى واشنطن ستكون عملية، ولن تكون لالتقاط الصور» معتبراً أن «الزيارة ستناقش ملفات حساسة وأساسية ومنها هوية العلاقة بين العراق والولايات المتحدة والتداخل غير المفهوم فيها ونريد توضيحها».

سقف عال

ومن المقرر أن يجري السوداني زيارة إلى واشنطن منتصف نيسان/ أبريل المقبل، للقاء بايدن والمسؤولين الأمريكيين هناك.
وحسب الشمري فإن «سقف الطموحات للزيارة عالٍ جداً، ونريد توضيح علاقات العراق مع الدول الكبرى وبينها الولايات المتحدة» مبيناً إن «الملف المالي سيكون حاضرا وبقوة وملف التجارة». وأشار إلى أن «الوفد العراقي سيسأل الجانب الأمريكي عن أسباب قراراتهم في فرض العقوبات على المصارف العراقية» مرجّحاً أن تكون الزيارة «ناجحة جداً، وهذا الأمر مبني وفق معطياتنا مع الأخذ بنظر الاعتبار التغييرات في العالم، وهناك بشائر ستزف على لسان رئيس الوزراء».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى محليات

cron