الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أمريكا تعترف بإسقاط الطالبان طائرة تجسس عسكرية ومقتل جميع ركابها.. هل جاء الصاروخ المتطور الذي اسقطها من ايران ام الصين؟ وكيف ستنعكس هذه الصفعة القوية لترامب وقادته على مستقبل الصراع في أفغانستان؟ وهل سيكون الربيع الافغاني ساخنا؟
تغيير حجم الخط     

أمريكا تعترف بإسقاط الطالبان طائرة تجسس عسكرية ومقتل جميع ركابها.. هل جاء الصاروخ المتطور الذي اسقطها من ايران ام الصين؟ وكيف ستنعكس هذه الصفعة القوية لترامب وقادته على مستقبل الصراع في أفغانستان؟ وهل سيكون الربيع الافغاني ساخنا؟

مشاركة » الاثنين يناير 27, 2020 5:41 pm

2.jpg
 
حركة طالبان لا تكذب، والمتحدث الرسمي باسمها السيد ذبيح الله مجاهد قال الحقيقة منذ اللحظة الأولى عندما اكد ان حركته اسقطت طائرة تجسس أمريكية في إقليم غزنة وسط أفغانستان، كانت تحمل على متنها ضباطا كبارا قتلوا جميعا في اكبر صفعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادته العسكريين.
المسؤولون العسكريون الامريكيون، وبعد تلكؤ طويل، اضطروا لتأكيد صحة البيان الذي اصدرته حركة طالبان عن اسقاط الطائرة، مثلما اكدوا انها تنبع لسلاح الجو الأمريكي، ولكنهم اكتفوا بالقول انها طائرة صغيرة، ولم يكشفوا عن عدد العسكريين القتلى ورتبهم حتى الآن.
الصور الأولية التي جرى تداولها على وسائط التواصل الاجتماعي، وخاصة “توتير” لحطام الطائرة، اكدت وبعد فحصها من قبل الخبراء انها من نوع بومبارديه A11A التي يستخدمها الجيش الأمريكي لأغراض التجسس في أفغانستان، انها متوسطة الحجم، وان اسقاطها تم على الأرجح بصاروخ متطور.
ان هذا التطور العسكري الفريد من نوعه أي اسقاط طائرة متطورة تكنولوجيا من هذا الطراز يشكل ضربة قوية للرئيس دونالد ترامب وقيادته العسكرية، وخططه الأفغانية مثلما سيؤدي الى تعزيز موقف حركة طالبان التفاوضي، الذي يشترط سحب جميع القوات الامريكية (14 الف جندي) دون تلكؤ، ودون أي تنازلات من قبلهم، غير تقديم ضمانات عدم مهاجمتها اثناء عملية الانسحاب في حال بدئها.
المفاوضات التي جرت في الدوحة بين ممثلين عن حركة طالبان والامريكيين برئاسة زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي السابق ومسؤول ملف أفغانستان في الإدارة الامريكية انهارت بسبب هجوم شنته حركة طالبان على قاعدة باغرام العسكرية في كانون اول (ديسمبر) الماضي، في رفض واضح لطلب امريكي بتخفيض الهجمات كشرط لاستئناف المفاوضات، والإصرار على مواصلة الهجمات العسكرية في توازِ مع هذه المفاوضات، استنساخا لتجربة المقاتلين الفيتناميين في السبعينات من القرن الماضي.
السؤال الذي يطرح نفسه في أوساط الخبراء العسكريين الأمريكيين حاليا هو كيفية حصول حركة طالبان على هذا الصاروخ المتطور الذي استخدم لإسقاط هذه الطائرة؟ وما هي مخاطره المتوقعة على الطائرات والمروحيات العسكرية الامريكية في أفغانستان؟
هناك نظريتان ربما تجيبان على هذا التساؤل:

الأولى: ان تكون ايران التي تقيم علاقات تحالفية قوية مع حركة طالبان هذه الأيام هي التي زودت الحركة بهذا النوع من الصواريخ المتطورة الذي يضاهي صاروخها الذي استخدم في اسقاط طائرة التجسس الامريكية “غلوبال هوك” فوق مضيق هرمز أواخر العام الماضي في اطار خططها للثأر من الأمريكيين لاغتيال الحاج قاسم سليماني.
الثاني: ان يكون مصدر هذا الصاروخ هو الصين وعبر باكستان، الحليف القوي لطالبان، حيث ان التعاون العسكري بين الجانبين لم يعد سرا، حتى ان الولايات المتحدة جمدت مساعدات بقيمة ملياري دولار سنويا لباكستان بسبب هذا التعاون، وتلكؤ حكومة عمران في الإيفاء بتعهداتها في مكافحة الإرهاب في الجارة الأفغانية.

وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) تعيش حالة من الارتباك، وترفض التعليق على هذه الضربة القوية التي منيت بها قواتها في أفغانستان، وتقديم أي معلومات حول عدد الضحايا ورتبهم العسكرية حتى كتابة هذه السطور، ولكن المصاب جلل.
هل نقول ان اسقاط هذه الطائرة يعني مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب الأفغانية “المنسية”؟ الجواب نعم كبيرة، خاصة ان موسم الربيع الذي تتزايد فيه العمليات العسكرية للمجاهدين الطالبان، وبعد ذوبان الثلوج، بات على الابواب.
جميل ان يتزامن اسقاط هذه الطائرة مع اعلان الرئيس ترامب الوشيك عن تفاصيل صفقة قرنه التي تعني تصفية القضية الفلسطينية وبأرخص الاثمان، في وقت تطالب فيه فصائل فلسطينية بالعودة الى المربع الأول، أي المقاومة بأشكالها كافة بعد انهيار عملية السلام.
لا نستغرب ان يخرج علينا من أبناء الشعب الفلسطيني من يقول: اطلبوا الشجاعة والرجولة والصمود ولو في أفغانستان وعلى يد الطالبان.. والله اعلم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء