الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل خرجت الأوضاع في لبنان عن السيطرة وبات الملايين من شعبه يواجهون خطر المجاعة فعلا؟ ولماذا اضطر الشيخ نعيم قاسم الى الخروج فجأة بتصريحات تنفي استقالة حكومة حسان دياب والتأكيد بأن الاستسلام غير وارد؟ وكيف سيكون الرد على الضغوط الامريكية القاسية؟
تغيير حجم الخط     

هل خرجت الأوضاع في لبنان عن السيطرة وبات الملايين من شعبه يواجهون خطر المجاعة فعلا؟ ولماذا اضطر الشيخ نعيم قاسم الى الخروج فجأة بتصريحات تنفي استقالة حكومة حسان دياب والتأكيد بأن الاستسلام غير وارد؟ وكيف سيكون الرد على الضغوط الامريكية القاسية؟

مشاركة » السبت يوليو 11, 2020 2:32 pm

6.jpg
 
جاءت صرخة السيدة ميشيل باشيليت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان التي اطلقتها اليوم السبت وحذرت فيها من ان الوضع في لبنان بات خارجا عن السيطرة، وان هناك الآلاف الذين يواجهون خطر المجاعة، جاءت هذه الصرخة صادمة، ولكنها لم تكن مفاجئة، في ظل الضغوط الامريكية المتصاعدة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء بمراحل.
السيدة باشيليت ضربت امثلة عديدة تعزز مخاوفها حول احتمال حدوث الانهيار الاقتصادي، مثل القول بإفلاس آلاف الشركات، وخسارة الليرة اللبنانية 80 بالمئة من قيمتها، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم، ولكنها تجنبت الحديث عن الحصار الأمريكي التجويعي الذي أخذ اشكالا متعددة لم تتردد السفيرة الامريكية في لبنان دوروثي شيا في المباهاة بها، وابرزها المطالبة بخروج “حزب الله” من الحكومة، وتحميله مسؤولية عدم وصول المساعدات المالية المطلوبة، والمطالبة بتشكيل حكومة لبنانية جديدة غير خاضعة لنفوذه.
مفاوضات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بعشرين مليار دولار، وتحرير 11 مليار أخرى تعهدت بها الدول المانحة، انهارت للأسباب نفسها، ولكن مع تغليفها بمطالب اصلاحية قاسية جدا.
الإدارة الامريكية الحالية خططت جيدا لإيصال لبنان الى الانهيار، وليس حافته، عندما سارعت بإصدار قانون “قيصر” ضد سورية، ورفضت منح السلطات اللبنانية أي اعفاءات اقتصادية، خاصة مرور البضائع اللبنانية غبر المعبر البري الوحيد الى العالم على سورية، وذهبت هذه الإدارة الى درجة منع قوات اليونيفيل الدولية من شراء أي بضائع من المدن اللبنانية الجنوبية حتى تزيد الخناق على اهل الجنوب الحاضنة الطبيعية لحزب الله، وتضاعف من معاناتهم المعيشية.
الوضع في لبنان يتطور من سيء الى أسوأ بصفة يومية، والحكومة التي تعيش حالة افلاس تقدم مساعدات غذائية لاكثر من 200 الف اسرة تحت خط الفقر، ومعظم المستشفيات أغلقت أبوابها لانقطاع التيار الكهربائي ونقص الادوية، والموارد المالية، الامر الذي يعني ان الانفجار بات وشيكا.
الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله اكد اليوم في تصريحات صحافية ان حكومة السيد حسان دياب الحالية لن تقدم استقالتها نافيا بذلك شائعات راجت في هذا الخصوص، وقال “الاستسلام ليس موجودا في قاموس حزب الله وانصاره” في تحد لهذه الضغوطات ومن يقف خلفها او يساعدها.
السيد حسن نصر الله زعيم الحزب اكد في خطابه قبل الأخير ان لبنان لن يجوع ولن يركع، وان المقاومة اللبنانية لن تتخلى عن سلاحها، لان هذا التخلي يعني إعطاء الفرصة للآخرين لتصفيتها، وانهاء وجودها، واذا وصلت الأمور الى القتل جوعا، فانها ستقتل من يريد قتلها.
دولة الاحتلال الإسرائيلي انهزمت في لبنان مرتين، الأولى عام 2000 عندما انسحبت من الجنوب اللبناني، او ما يسمى بالحزام الأمني، تقليصا للخسائر، ومن جانب واحد، والثانية في حرب عام 2006 الذي ستحتفل المقاومة بالانتصار فيها بعد بضعة أسابيع، ولا نستبعد حدوث حرب جديدة تنتهي بالنتائج نفسها ولكن مع فارق أساسي وهو ان المقاومة ومحورها قد تكون من يطلق رصاصتها الأولى.
أمريكا تجاوزت كل الخطوط الحمراء وربما تحتاج الى من يذكّرها بأنها خسرت 241 جنديا من المارينز قتلوا في هجوم في بيروت عام 1983، وقطع الارزاق من قطع الاعناق، والجوع كافر.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron