الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مَنْ يدحض؟ الكيان: غرفة عملياتٍ بمُشاركة دولٍ عربيّةٍ وعلى أرضٍ عربيّةٍ نسّقت صدّ الهجوم الإيرانيّ وإسرائيل تلقّت الإشعارات بالوقت الحقيقيّ كأنّها حاضرةً! الائتلاف الإسرائيليّ-الغربيّ-العربيّ ضدّ إيران رؤيةً بعيدةً لعدم ثقة الحُكّام بواشنطن
تغيير حجم الخط     

مَنْ يدحض؟ الكيان: غرفة عملياتٍ بمُشاركة دولٍ عربيّةٍ وعلى أرضٍ عربيّةٍ نسّقت صدّ الهجوم الإيرانيّ وإسرائيل تلقّت الإشعارات بالوقت الحقيقيّ كأنّها حاضرةً! الائتلاف الإسرائيليّ-الغربيّ-العربيّ ضدّ إيران رؤيةً بعيدةً لعدم ثقة الحُكّام بواشنطن

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس إبريل 18, 2024 10:41 pm

9.jpg
 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأى مُحلِّل الشؤون العسكريّة في إذاعة جيش الاحتلال، أمير بار شالوم، أنّه نادرًا ما يتّم الحديث في إسرائيل عن الشراكة التي تجلّت ليلة السبت الماضي في غرفة عملياتٍ مشتركةٍ تضم إسرائيل والولايات المتحدة والأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر، لافتًا إلى أنّ مشاركة الأخيرة مفاجئة للغاية، بسبب الشكوك النابعة من علاقاتها مع أطرافٍ معاديةٍ مثل حماس وإيران، على حدّ تعبيره.
ad
ونقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، زعم بار شالوم، في موقع (زمان إسرائيل) العبريّ، أنّ “غرفة العمليات المركزيّة التي تتركّز فيها صورة أجواء الشرق الأوسط تقع في قاعدة العديد الجويّة الأمريكيّة بالقرب من العاصمة الدوحة، وهناك ترّكزت كلّ المعلومات المتدفقة من عشرات أجهزة الاستشعار وأنظمة الرادار، وهناك تمّ بناء صورةً لمقذوفات إيران، مع تلقي إسرائيل كلّ التفاصيل في الوقت الحقيقيّ كما لو كانت حاضرةً في الغرفة.”
ووفقًا لتقرير المُحلِّل، فقد وصف مسؤولٌ إسرائيليٌّ كبيرٌ تحدث للموقع العبريّ، التابع لمجلة (تايمز أوف إسرائيل)، الحدث بأنّه اختراق. “هذه كانت المرّة الأولى التي يعمل فيها التحالف الإقليميّ ضدّ إيران، فوق الرادار وتحت الرادار، حرفيًا”، طبقًا لأقواله.
من ناحيته رأى المُستشرق ميخائيل ميلشتاين، في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه “حتى الآن، إسرائيل هي الوحيدة التي تستخدم مصطلح “ائتلاف” في وصف التعاون غير المسبوق الذي شاركت فيه بعض الدول الغربيّة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دولٍ عربيّةٍ”.
وأوضح أنّ “هناك في إسرائيل مَن ذَهَبَ بعيدًا في الكلام عن بداية تحوُلٍ إستراتيجيٍّ، أوْ انتقالٍ من العزلة العميقة التي خلّفتها الحرب في غزة إلى التأييد والشرعيّة الدوليّة بعد الهجوم الإيرانيّ، واعتبار ما حدث نقطة تحوُل تاريخية من المتوقع أنْ تُحدد الآتي”.
وأوضح: “كانت للأردن مساهمة في هذا السياق، لكن هذه المساهمة تدل أيضًا على أنّ الائتلاف الإسرائيليّ- الغربيّ -العربيّ ضد إيران لا يزال رؤية بعيدة. وقد ادعى الأردن رسميًا أنّه عمل ضدّ “أجسامٍ طائرةٍ” تسللت إلى أراضيه، وامتنع من وصف أنْ يكون لذلك علاقة بإسرائيل”.
واستدرك المستشرق الذي نقلت مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة مقاله إلى العربيّة، استدرك قائلاً: “لكن الذين يبالغون في وصف “التحالف الشجاع” الذي ظهر يتعيَّن عليهم أنْ يفهموا أنّ وراء المشاركة في الاعتراض توجد مصالح وجودية للمملكة التي تخشى تصاعُدَ تهديد إيران التي تحاول استغلال أراضيها من أجل الدفع قُدُمًا بصراعها ضدّ إسرائيل.”
وأشار إلى أنّه “على الرغم من أنّ أغلبية دول المنطقة ترى في إيران عدوًّا أخطر من إسرائيل، فإنّه ليس هناك حاكم عربيّ يُخاطِر بالحديث عن هذا علنًا، الأمر الذي يُعرّضه إلى تهديدٍ مباشرٍ من طرف طهران، أوْ يؤلب الجماهير ضدّه التي تواصل إظهار عدائها العميق لإسرائيل. والعكس هو الصحيح، فأغلبية الحكام في المنطقة يواصلون سياسة المصالحة مع طهران، انطلاقًا من الفهم القائل إنّه من الأفضل التحاور معها بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة في استئصالها”.
ومضى قائلاً إنّه “فيما يتعلّق بإسرائيل، فإنّ عليها أنْ تدرك، كما في مسألة التطبيع مع السعودية، أنّه سيكون من الصعب نشوء ائتلافٍ طالما هناك عقبات في الموضوع الفلسطينيّ، وفي طليعتها الحرب في غزة، والجمود في العلاقات مع السلطة الفلسطينية.”
وشدّدّ المُستشرِق على أنّه “مع تبدد النشوة، ستجِد إسرائيل نفسها في مواجهة مشكلتَيْن استراتيجيتَيْن يجب حسمهما في أقل من نصف سنة: الصراع ضدّ (حماس) ومسألة المخطوفين، والواقع الناشئ في الشمال، والإنجاز الذي تحقق يوم السبت الماضي لم ينعكس في أيٍّ من هذَيْن التحديَيْن، وطبعاً لم يؤدِ إلى اختفائهما.”
“علاوة على ذلك”، أوضح أنّه “من الضروري أنْ نفهم أنّ المواجهة اندلعت بعد أنْ فشلت إسرائيل مرة أُخرى في قراءة نيات “الآخر” (تحليل تداعيات اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في الحرس الثوري في دمشق)، وهذه المشكلة تبرز الآن عبْر الاعتقاد الإسرائيليّ أنّ طهران تعيش شعورًا بالفشل (بينما الوضع هو العكس)، وأنّ الدول العربيّة السُنيّة متحمسة لتشكيل ائتلافٍ ضدّ طهران، وكلّ هذا في الوقت الذي ما زالت المواجهة فيه في غزة مستمرة.”
وخلُص إلى القول: “هناك حاجة إلى معالجة الفجوة الناشئة في إسرائيل، والمتعلقة بالموضوعات المطروحة على البحث، إنّ التفوق التكنولوجيّ، كما ثبت، يسمح بتحقيق إنجازاتٍ عسكريّةٍ، لكنّه لا يساعد في تفكيك أسرار تفكير “الآخر”، ولا يمكن ترجمته إلى ربحٍ إستراتيجيٍّ، ويمكن أنْ يتسبب بضررٍ كبيرٍ”، على حدّ قوله.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار