الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أردوغان في بغداد بعد 13 عاماً: المياه مقابل حزب العمال
تغيير حجم الخط     

أردوغان في بغداد بعد 13 عاماً: المياه مقابل حزب العمال

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين إبريل 22, 2024 2:28 am

1.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

يفترض ان يصل الرئيس التركي رَجَب طيّب أردُوغان، اليوم الى بغداد لاول مرة منذ 13 عاما. وهي زيارة مؤجلة منذ العام الماضي. وبين آخر زيارة لاردوغان للعراق واليوم، هناك تاريخ طويل من الأحداث والاتهامات المتبادلة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بـ”الحشد”.

في الاثناء يتداول ان الرئيس التركي يحمل في جعبته عشرات المشاريع مع العراق في عدة مجالات، اهمها سيكون بالشراكة مع الحشد.

اردوغان قبل سنوات كان قد وصف الحشد الشعبي بانه “منظمة ارهابية”، بالمقابل هدد “الحشد” الرئيس التركي بـ”رد مزلزل” على تصريحاته، فكيف سيتعامل الطرفان اليوم؟

لحظة الانقلاب

على طاولة اجتماعات طويلة كان يجلس فالح الفياض، رئيس الحشد، مقابل هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي والذراع المنفذ لاردوغان، خلال اجتماع جرى الشهر الماضي في بغداد.

لم تكن هذه الجلسة الاولى بين فيدان والفياض، فقد كان الاخير قد زار وزير الخارجية التركي في انقرة في شباط الماضي، بشكل مفاجئ.

وفي الاشهر الاخيرة من العام الماضي، كان فيدان في بغداد والتقى رئيس الحشد، وكانت هذه تحضيرات “الانقلاب”، كما يصفها عضو في احد الاحزاب الشيعية.

بعد زيارة اردوغان الثانية الى بغداد في 2011، بدأ رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي وفريقه انذاك، بتقديم لائحة اتهامات في الاعلام ضد انقرة.

الرئيس التركي في تلك الزيارة كان قد وصل على رأس وفد اقتصادي كبير، والزيارة قد نجحت، بحسب تصريحات الجانب العراقي.

لكن حركة الاحتجاجات التي حدثت بعد ذلك في المناطق الغربية من البلاد، دفعت المالكي ووزير دفاعه وقتذاك سعدون الدليمي الى اتهام تركيا بدعم “الارهاب” ثم “داعش”.

يقول عضو الحزب الشيعي لـ(المدى): “اغلب القوى الشيعية لم تكن جادة بمعارضة تركيا إلا بالقدر الذي تقول به ايران.. يعرف الجميع ان انقرة وطهران يتصارعان داخل أراضينا”.

في 2015 انفجرت فضيحة التواجد العسكري التركي في البلاد، حيث كشف عن وجود نحو سبعة الاف جندي ودبابات تابعة لانقرة قرب بعشيقة، شمال الموصل.

حيدر العبادي، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، حاول مع واشنطن سحب تلك القوات، لكن أردوغان سخر من تلك المواقف.

واخذ الحشد، الذي كان قد تأسس وقتذاك قبل عام واحد، على عاتقه الرد. وقال حينها احمد الاسدي (وزير العمل الحالي) المتحدث باسم الحشد: “سيكون لنا نعم لنا رجال العراق وحشده وقواته الأمنية ردنا المزلزل”.

واضاف الاسدي متحدثا الى أردوغان: “حينها سنعرف من الذي سيلزم حده ويسحق خده، وإن إذا لمن يريد أن يجرب صولتنا لقريب”.

أردوغان حينها خاطب العبادي قائلا: “أنت لست ندّا لي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهمًا بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وأن تلزم حدك أولًا”، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الاناضول التركية شبه الرسمية.

وتابع أردوغان قائلا: “طلب منّا شخصيًا (العبادي) إنشاء قاعدة بعشيقة في عهد (رئيس الوزراء السابق) السيد أحمد داود أوغلو، جميع هذه التفاصيل موجودة على تسجيلات مصورة. تم دخول بعشيقة على هذا الأساس. أما الآن فيقول: ’انسحبوا من هنا‘ إن جيش الجمهورية التركية لم يفقد شكيمته لكي يأتمر بأمركم. سنستمر بفعل ما يلزم كما فعلنا في السابق”.

اليوم تركيا تنشر نحو 7 آلاف جندي وضابط يتغلغلون بعمق يصل الى 100 كم داخل الأراضي العراقية ولديهم 11 قاعدة عسكرية و19 معسكرا في العراق. كما تنوي إنشاء منطقة عازلة دائمية بعمق 40 كم داخل العراق، بحسب تصريحات تركية.

في 2016 وأثناء المعارك ضد “داعش” هدد الرئيس التركي بأخذ تدابير عسكرية في حال تم اقتحام تلعفر، شمال الموصل، باعتبارها منطقة تركمانية، بحسب وصف اردوغان.

اردوغان قال حينها في تصريحات صحفية إن: “مدينة تلعفر التركمانية قضية حساسة بالنسبة لنا، وفي حال قام الحشد الشعبي بأعمال إرهابية هناك سيكون ردنا مختلفا”.

أما الاتهام الاشد من الرئيس التركي، كان في 2017 حيث استدعت وزارة الخارجية العراقية حينها السفير التركي في العراق فاتح يلدز، احتجاجا على تصريحات أردوغان عن الحشد.

وكان الرئيس التركي قد قال، في مقابلة مع قناة “الجزيرة”، إن “الحشد الشعبي في العراق منظمة إرهابية وينبغي النظر إلى من يقف وراءها”.

وأضاف: “إيران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسية وأصبحت تؤلمنا كما في العراق”، وتابع: “إيران تريد التغلغل في دول عربية لتشكيل قوة فارسية”.

سنجار والقصف

مهد انتشار القوات الاتحادية في 2017 بالمناطق المتنازع عليها لظهور علني لحزب العمال الكردستاني، المتواجد في العراق منذ اكثر من 40 عاما سبقت.

الحزب وتحت غطاء وحدات تابعة لـ”الحشد”، بحسب مسؤولين محليين هناك، بدأ بالسيطرة على الادارة، ومنع تنفيذ برامج لاعادة النازحين.

تركيا كانت قد عادت الى ملاحقة حزب العمال المعروف اختصارا بالـ”بي كي كي”، بعد فترة قصيرة من المفاوضات انهارت في 2015.

شنت انقرة أكثر 4 الاف هجوما على العراق خلال ست سنوات، منذ شهر آب عام 2015 لغاية كانون الثاني من عام 2021. بحسب تقرير للأمم المتحدة.

اردوغان في ذلك الوقت هدد باقتحام سنجار، فيما هددت فصائل بمهاجمة القوات التركية التي كانت تتوسع في شمالي البلاد، وفي 2022 اعلن احد الفصائل انه قصف المعسكر في بعشيقة.

بقيت الفصائل تدافع عن سنجار ضد اردوغان، وعززت اكثر من مرة عناصرها هناك، بحسب نواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.

اما الاطار التنسيقي فقد حول في 2022 جلسة حول “الانتهاكات التركية” الى اجتماع لتقاسم حصص التيار الصدري، الذي استقال نوابه آنذاك.

وبقى “الاطار” عقب استلامه السلطة، نهاية 2022، يندد بالخروقات التركية، ويرسل احتجاجات الى الامم المتحدة، حتى “جاء الضوء الاخضر الايراني” ، على مايقول عضو الحزب الشيعي المقرب من التحالف الشيعي والذي طلب عدم نشر اسمه.

واضاف :”هناك تحولات في موقف طهران من تركيا، وربما هي من سمحت اخيراُ بتحديد موعد لزيارة أردوغان بعد ان كان متوقعا في الصيف الماضي”.

وأعلن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، يوم الأربعاء الماضي، أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري زيارة رسمية إلى العراق، يوم الإثنين (اليوم)، وهي أول زيارة له منذ العام 2011، فيما كانت الزيارة الاولى في 2008.

ويقول عضو الحزب: “بدأت التفاهمات تتبدل بعد قيام بغداد العام الماضي، بتنفيذ اتفاقية لابعاد المعارضة الايرانية من الحدود، وضغط ملف المياه على العراق”.

ويعتقد ان العراق قد يبرم اتفاقا مشابها للايراني مع انقرة بخصوص حزب العمال، لكن المشكلة تبقى في ارتباط الحزب مع الحشد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد بوقت سابق، أن قضية المياه ستكون واحدة من أهم بنود جدول أعماله خلال زيارته للعراق، في حين لمّح إلى زيارة أربيل بعد بغداد.

وأشار أردوغان، إلى أن تركيا تدرس طلبات تقدم بها الجانب العراقي بخصوص المياه، مشددًا على أنهم سيسعون لحل هذه المشكلة.

وفي الشهر الماضي، وصفت بغداد لاول مرة، حزب العمال بانه “منظمة إرهابية”، بحسب بيان صدر عقب لقاء الوفدين العراقي والتركي في بغداد.

وكان اردوغان قد طالب العام الماضي، من بغداد اعتبار الحزب “منظمة ارهابية”، اثناء زيارة السوداني لانقرة، ومنح الاول للعراق “شهر من إطلاقات الماء”.

يقول غازي فيصل، الدبلوماسي السابق لـ(المدى) ان “المشروع الأهم لتركيا هو طريق التنمية الذي يمر بالعراق”، مبينا ان “الطريق لن يكون بوجود حزب العمال”.

وسيمر اردوغان خلال رحلة عودته باقليم كردستان، حيث تنتظره هناك ملفات النفط وحزب العمال أيضا.

وحتى الان لا يعرف كيف ستتخلى الفصائل عن “بي كي كي “، لكن عضو الحزب الشيعي يعتقد ان “عمليات إخلاء حزب العمال ستجري في جبل قنديل على ان تبقى لديه سيطرة في سنجار”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار