صنعاء ـ «القدس العربي»: أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) اليمنية، الإثنين، تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف عسكري إسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، تل أبيب، بصاروخ باليستي من نوع “فلسطين 2” فرط الصوتي.
وأوضح المتحدث العسكري للجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، أن “القوة الصاروخية نفّذت عملية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة “يافا” المحتلة، وذلك بصاروخ باليستيِّ فرط صوتي نوع “فلسطين 2″، مشيراً إلى “أن العملية حققت أهدافها بنجاح”.
وأكدَّ العميد سريع “استمرار القوات المسلحة اليمنية، التابعة للجماعة، في تنفيذ عملياتها العسكرية، وضرب كافة الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.
كما أكدَّ “أن القوات المسلحةَ ومعها كافة أبناء الشعب اليمني المجاهد على استعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي- أمريكي يستهدف اليمن وذلك بمزيد من العمليات العسكرية النوعية والمؤثرة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن اعتراض صاروخ وطائرة مسيّرة أًطلقا من اليمن، موضحة أن الصاروخ أوقف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون لوقت وجير، ودفع بكثير من الإسرائيليين للركض نحو الملاجئ.
في الأثناء، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر قولها إن إسرائيل تدرس إمكانية شن هجوم كبير على أهداف في اليمن، فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الإثنين، أن حاملة الطائرات (يو أس أس هاري أس ترومان) دخلت منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية بتاريخ 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. يأتي ذلك بعد فترة قصيرة من مغادرة حاملة الطائرات (إبراهام لينكولن)، عقب إعلان الحوثيين استهدافها في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقبل ساعات من الإعلان الحوثي كان عضو المجلس السياسي الأعلى، المجلس الحاكم في مناطق سيطرة الجماعة، محمد علي الحوثي، قد نشر “تدوينة” كتب فيها بحروف متفرقة ما معناه: “زخة طائرات وصواريخ”.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال إنه تم “اعتراض صاروخ اُطلق من اليمن قبل اختراقه المجال الجوي الإسرائيلي. لقد تم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض”.
وذكر أدرعي، قبل ذلك بساعات، “أن سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية اعترضت في منطقة البحر الأبيض المتوسط مسيّرة معادية أُطلقت من اليمن، حيث تمت عملية الاعتراض قبل أن تخترق المسيّرة الأجواء الإسرائيلية”.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن اعتراض صاروخ يمنيّ فوق وسط إسرائيل، مشيرة إلى تعطل الرحلات الجوية في مطار بن غوريون.
وأكدَّ تقرير لموقع صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلًا عن مصادر لم يسمها، أن الإسرائيليين يدرسون بجدية إمكانية شن عملية عسكرية كبيرة أخرى ضد أهداف في اليمن، والتي من شأنها أن تمثل التدخل الثالث من نوعه. وقالت الصحيفة: “مع نفاد الصبر في القدس، أدركت المؤسسة الدفاعية أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار”.
كما أكدَّ التقرير أن صاروخاً اُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل “أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في العديد من المجتمعات، بسبب المخاوف من الحطام المحتمل سقوطه”، مشيراً إلى “تعليق الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون لفترة وجيزة وسط الهجوم”، لافتاً إلى “ركض الإسرائيليين إلى الملاجئ في العديد من المناطق”، معتبراً ذلك “تصعيداً خطيراً في الصراع الإقليمي الجاري”.
ونقل عن “نجمة داوود الحمراء”، وهي خدمة الطوارئ الطبية الوطنية في إسرائيل، “بعدم وقوع حوادث اصطدام أو إصابات ناجمة عن الهجوم، على الرغم من اكتشاف شظايا صاروخية في منطقة بنيامين غرب القدس”. ونشر الموقع صورة لبقايا حُطام الصاروخ في أحد الشوارع.
وقالت الصحيفة إن هذا يأتي وسط إحباط إسرائيلي متزايد إزاء الهجمات المتواصلة التي يشنها الحوثيون من اليمن. ففي وقت سابق من شهر ديسمبر/ كانون الأول، تم إطلاق صاروخين أرض-أرض وعدة طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل.
وارتفع في الآونة الاخيرة عدد هجمات الحوثيين في عمق الأراضي المحتلة، في الوقت الذي تراجعت فيه الهجمات من جبهتي لبنان والعراق.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، ذكرت، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تدرس إمكانية شن “هجوم كبير” على اليمن؛ رداً على الضربات الأخيرة.
وأعلن الحوثيون منذ مستهل ديسمبر الجاري، قبل هجوم اليوم، عن ثلاث هجمات جميعها بالطائرات المسيرة، وذلك في تاريخي الثالث والثامن من ديسمبر بالتعاون مع فصائل عراقية، بالإضافة إلى عملية في التاسع من الجاري استهدفت مدينة يفنة جنوبي تل أبيب.
ويتوقع قياديون في “أنصار الله” تصعيداً أمريكياً مرتقباً يطال المدن والمدنيين، مهددين برد يستهدف مصالح واشنطن في المنطقة.
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة، نائب وزير الخارجية السابق في حكومة “أنصار الله”، حسين العزي، في “تدوينة” أن “أي تصعيد أمريكي مرتقب يطال المدن والمدنيين أو يستهدف حياة أي يمني أو يمنية بشكل عام- سيمنح صنعاء الحق الكامل في استهداف مصالح أمريكا أينما وجدت، وعلى واشنطن تحمل المسؤولية عن كل ذلك”. وأضاف: “صنعاء لا تبدأ لكنها سترد، وهي باستمرار جاهزة لمواجهة التصعيد بالتصعيد، وسلام البحر بسلام غزة”.
ويشن الحوثيون منذ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، هجمات بالصواريخ والطيران المسيّر في عمق الأراضي المحتلة ضد أهداف إسرائيلية، بما فيها استهداف تل أبيب، وذلك “تضامناً مع غزة”، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. كما يستهدف الحوثيون، بالموازاة، منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، من خلال هجمات بالصواريخ والطيران المسيّر، السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، مؤكدين استمرار عملياتهم حتى يتم إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبهدف ردع عملياتهم البحرية يشن تحالف من واشنطن ولندن منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن يقول التحالف إنها للحوثيين، ليعلن الحوثيون عقب ذلك اعتبار السفن الأمريكية والبريطانية أهدافاً عسكرية.
في السياق، أعلنتِ القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الإثنين، دخول مجموعة حاملة الطائرات (يو أس أس هاري أس ترومان) إلى منطقة مسؤولية “سنتكوم”.
وقالت في بيان موجز على منصة “إكس”: “دخلت مجموعة حاملة الطائرات الضاربة يو أس أس هاري أس ترومان، التي تتألف من السفينة يو أس أس هاري أس ترومان وجناح حاملة الطائرات الجوي 1 (سي في دبليو) حاملة على متنها تسعة أسراب من الطائرات؛ وأسطول المدمرة 28 (دي إي إس أر أو إن)، والطراد من فئة تيكونديروجا ذي الصورايخ الموجهة، يو أس أس جيتيسبيرج، بالإضافة إلى مدمرتين صاروخيتين موجهتين من فئة أرلي بيرك هما يو أس أس ستاوت، ويو أس أس جيسون دونهام، حيث دخلت جميعها منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. تنتشر المجموعة الضاربة لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين”.
وتعد هذه الحاملة هي الرابعة التي تدخل منطقة عملية “سنتكوم” منذ بدء أزمة البحر الأحمر، حيث سبق ووصلت وغادرت كل من الحاملات: إيزنهاور، تيودور روزفلت، أبراهام لينكولن.
وأعلن الحوثيون بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، استهداف حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” ومدمرتين أمريكيتين في البحرين العربي والأحمر، ليتم لاحقاً إعلان مغادرة الحاملة منطقة العمليات.
في الموازاة، أعلنت القوة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر وخليج عدن (أسبيدس)، الإثنين، أن “مدمرة فرنسية تمكنت من إتمام مهمة حماية وثيقة أخرى ناجحة لسفينة تجارية مسجلة من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منطقة العمليات”.
وأضافت في “تدوينة” على منصة “إكس”: “وتضمن المرافقة الآمنة للسفينة التي تحمل الحبوب إلى اليمن، إيصال الإمدادات الأساسية في الوقت المناسب إلى السكان المحتاجين، على الرغم من التهديدات التي تشكلها الصراعات الإقليمية”.
إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة “أنصار الله”، في وقت مبكر من فجر الإثنين، أن الطيران الأمريكي البريطاني شن غارة على محافظة حجة شمالي البلاد.
وقالت وكالة الأنباء سبأ، بنسختها التابعة لـ “أنصار الله”، إن “طيران العدوان الأمريكي البريطاني شن اليوم (أمس) غارة على منطقة بحيص في مديرية ميدي”.
وكان الطيران الأمريكي والبريطاني قد شن، الأحد، غارة على مديرية التحيتا بمحافظة الحُديدة غربي البلاد.