والرهينات الثلاث إسرائيليات، وهن: إميلي داماري (28 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاما)، ودورون شتاينبرخر (31 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ الثلاث “مررن بمعاناة رهيبة”، مضيفا “اختبرن الجحيم. إنهنّ يخرجن من الظلمة إلى النور، من الاعتقال إلى الحرية”.
في “ساحة الرهائن” في تل أبيب، استقبل آلاف الأشخاص عودة النساء الثلاث بالدموع والتصفيق والعناق. وقالت روني تارنوفيسكي (23 عاما)، صديقة إميلي داماري، “إنه شعور لم يساورنا منذ أكثر من عام”.
ويحيي بدء تطبيق الاتفاق الآمال بوقف دائم للحرب في قطاع غزة، ولو أن إسرائيل أعلنت أنها تحتفظ بحق استئناف القتال.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التزامها الهدنة، لكنّها أكّدت أنّ ذلك “مرهون بالتزام” إسرائيل.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمة مصوّرة “إننا، وكل اخواننا في فصائل المقاومة الفلسطينية، نعلن التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار والجاهزية بتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه (…) في كل مراحل الصفقة، مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهون بالالتزام من قبل العدو”.
وأفاد قيادي في حماس فرانس برس الأحد بأنّ الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة سيتم مساء السبت المقبل.
– “كومة ركام” –
وبدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم حتى قبل بدء تطبيق وقف إطلاق النار. واكتظت الطرق في مدن القطاع المدمّر بأعداد كبيرة من العائدين لا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم، وفق ما أفاد مراسلون لفرانس برس. وكان بعضهم يرفع شارة النصر، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.
في منطقة المواصي في خان يونس (جنوب)، قال محمد الربايعة النازح من رفح “الحرب دمرت مستقبلنا وحياتنا، البيوت أصبحت كومة ركام”، مضيفا “سنأخذ الخيمة معنا للعودة لموقع بيتنا في رفح وسنعيش فيها حتى إعادة بنائه”.
وعبّر محمد عبد المجيد النازح في دير البلح (وسط) عن “شعور مختلط”، وقال إنه يشعر “بفرح لأن الحرب انتهت جزئيا وتوقف شلال الدم، وبحزن على الأعداد الكبيرة من الضحايا والمآسي المتكررة التي تحتاج الى سنوات حتى نتعافى منها”.
وبين الموعد الأساسي لبدء تنفيذ الاتفاق الساعة الثامنة والنصف صباحا، وبدء العمل به، نفّذت إسرائيل ضربات على شمال قطاع غزة أوقعت ثمانية قتلى، بحسب الدفاع المدني في غزة.
وبرّرت حماس التأخير في تسليم القائمة بالرهينات الثلاث ب”أسباب فنية ميدانية” واستمرار القصف.
وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، بينهم تسعون معتقلا سيخرجون اليوم.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق قبل ثلاثة أيام. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وبين الفلسطينيين ال1900 الذين ستُفرج إسرائيل عنهم، أكثر من 230 سيتمّ إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، وفق ما ورد في اللأئحة التي نشرتها إٍسرائيل الأحد، وهم يقضون في سجونها أحكاما بالسجن المؤبّد.
وقال مصدران في حركة حماس شاركا في المفاوضات إن عدد الذين سيتم إبعادهم هو 236 سُيبعدون الى قطر أو تركيا حال الإفراج عنهم.
– 600 شاحنة مساعدات –
ودخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار، على ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة مكلف الأراضي الفلسطينية عبر منصة إكس.
وأفادت السلطات المصرية أنه “تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا” إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها “50 شاحنة وقود”.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، لوكالة فرانس برس، “نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن”، في حين بدأت شاحنات الوكالة ومقرّها في روما دخول القطاع.
وأفاد مسؤول مصري بدخول 260 شاحنة مساعدات و16 صهريج وقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة ونيتسانا الحدودي بين مصر وإسرائيل الأحد.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة ستكون “مهمة معقدة وصعبة (..) نظرا إلى حجم الدمار والتعقيدات التشغيلية والقيود الموجودة”.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية الى 46913 منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصا ما زال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.