الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “اجتماع سرّي” بالنجف للانقلاب على الشرع واغتياله فما ظُروفه وواقعيّته ومن يستفيد منه أنقرة أم طهران؟.. ظُهور غامض لنجل الأسد وصف والده بـ”الرئيس” ووضع العلم السوري “الأحمر” ماذا بعد؟.. الشرع يُهاجم “أخلاق ترامب” لأجل غزة فهل قرّر الاكتفاء بتركيا وماذا عن
تغيير حجم الخط     

“اجتماع سرّي” بالنجف للانقلاب على الشرع واغتياله فما ظُروفه وواقعيّته ومن يستفيد منه أنقرة أم طهران؟.. ظُهور غامض لنجل الأسد وصف والده بـ”الرئيس” ووضع العلم السوري “الأحمر” ماذا بعد؟.. الشرع يُهاجم “أخلاق ترامب” لأجل غزة فهل قرّر الاكتفاء بتركيا وماذا عن

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء فبراير 11, 2025 4:45 pm

1.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
من غير المعلوم إذا كان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع سيتّخذ وضعية العداء المُطلق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن هذه المرّة الأولى الذي تخرج فيها تصريحات الشرع عن سياق الأوضاع في بلاده، ويتطرّق للشأن العربي، وتحديدًا الشأن الفلسطيني.
ad
الجولاني وتحرير القدس
الشرع أو أبو محمد الجولاني قبل وصوله لدمشق، رفع شعار تحرير دمشق، والقدس، وصولًا لروما، وذلك حين كان قائدًا جهاديّا لجبهة النصرة، أو هيئة تحرير الشام لاحقًا، لكن هذه الأدبيات يبدو أنها “تبخرّت” حينما وصل الشرع إلى دمشق، وأطاح بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وكان الشرع سارع لتهنئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تولّيه رئاسة أمريكا، وجاء لافتًا بتهنئته له بأنه أبدى ثقته بقدرته على إحلال “السلام والاستقرار” في الشرق الأوسط.
هل تبدّدت ثقة الشرع بقدرة ترامب على السلام؟
وفيما يتطلّع حكّام سورية الجدد لدعم أميركي عبر رفع العقوبات وكذلك إزالة أسمائهم من لوائح الإرهاب، سجّل الشرع موقفًا مُغايرًا بثقته التي أبداها بترامب وقدرته على إحلال السلام، استنكر الشرع بشكلٍ لافت خطّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهل غزة، مؤكدًا أنها لن تنجح، ولكنّه عاد وجدّد مُطالبته للقوى الغربية برفع العقوبات عن بلاده.
ليس من الأخلاق يا ترامب
وذكر الشرع، الاثنين، خلال بودكاست مع أليستر كامبل المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والوزير البريطاني المحافظ السابق روري ستيوارت، أن “أهل غزة تحمّلوا العذاب والقتل والدمار خلال سنة ونصف، ولم يقبلوا الخروج من أرضهم”.
وفي انتقاد حاد من الشرع لترامب، يضع علامات استفهام حول توقيته، قال الرئيس السوري الانتقالي إنه “ليس من الأخلاق والسياسة أن يتصدّر ترامب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم”.
هل يُريد الشرع علاقات مع واشنطن؟
وتُطرح تساؤلات حول شكل ردّة فعل إدارة ترامب على هذه التصريحات النقدية من قبل الشرع، وما إذا كانت ستُعيد العلاقات مع سورية الجديدة، فالأخير (الشرع) قال قبل أيام من هذه التصريحات، مقابلة أجرتها معه مجلة الإيكونوميست: إن حكومته تهدف إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة لكنها لم تجر أي اتصالات بعد مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
العقوبات الأمريكية “أكبر خطر”!
وأضاف الشرع بأن القوات الأمريكية موجودة في سوريا دون موافقة الحكومة، مضيفاً أن أي وجود كهذا يتعين أن يتم بالاتفاق مع الدولة، كما وصف العقوبات الأمريكية التي لا تزال مفروضة على سوريا بأنها “أكبر خطر” على البلاد.
يطرح التساؤل التالي: هل تملك سورية الشرع أوراقًا تجعلها قادرة على توجيه النقد القاسي للإدارة الأمريكية الجديدة، فيما لا تزال العقوبات الأمريكية جاثمة على صدر شعبها، وهل يكفيها الدعم التركي الذي يحاول وضع كل ثقله على الساحة السورية، فيما لا يزال التفاوض السوري الجديد مع حليف سورية السابق روسيا محل شك، حيث قال الشرع في ذلك “قد نتوصل إلى اتفاق معهم (الروس) أو لا، لكن بطريقة ما يجب أن يكون أي وجود عسكري بموافقة الدولة المضيفة”.
نجل الأسد يظهر وينفي خطط والده للهروب
لم يظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد سقوط العاصمة دمشق ونظامه مرئيًّا، واكتفى ببيان حاول فيه نفي تهمة الهروب عنه، والكشف عن انهيار الجيش السوري، الأمر الذي دفعه للمغادرة، أو الفرار بحسب اتهامات الشعب السوري له.
ولا تُعرف الظروف الحقيقية التي يعيش بها الرئيس السابق الأسد في منفاه، وما إذا كانت وسائل التواصل، وخدمة الانترنت متاحة لها، أم أنه يقبع ضمن إقامة جبرية، تمنعه من الظهور الإعلامي، فهو لاجئ إنساني في موسكو، ولم يعد رئيسًا بحكم الواقع.
عاد هذه المرّة للظهور نجله حافظ الأسد، وضمن حساب على منصة “إكس” منسوب له، نفى فيه وجود أي خطة ولا حتى احتياطية لمغادرة دمشق، ناهيك عن سورية.
هل حساب حافظ الأسد صحيح؟
وحول صحّة الحساب المنسوب لنجل الأسد، الناشطة الكندية الأميركية إيفا كارين بارلتليت، المعروفة بدعمها لنظام الأسد قالت إن الحساب يعود بالفعل لنجل بشار الأسد، مؤكدة أنها كانت على تواصل مع حافظ بشار الأسد، وأعادت نشر التفاصيل.
وكرّر نجل الأسد سياقات نفي الهرب، “من أراد الهروب لهرب خلال 14 عامًا الماضية، وخاصةً خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتُقصف يومياً، وكان الإرهابيون على أطرافها، واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائماً طوال تلك الفترة”.
“العلم الأحمر” ووالدي “الرئيس”
وكان لافتًا بحسابه بأنه اختار وضع العلم السوري “الأحمر” الذي كان يمثل الدولة السورية ورئيسها والده بشار الأسد، وعرّف عن نفسه في خانة التعريف بأنه “مواطن سوري”، كما استخدم توصيف “الرئيس” بحق والده الرئيس السابق، كما استخدم توصيف “الإرهابيين” بحق حكام دمشق الجديد، ما يعني عدم الاعتراف بهم، وأن والده لم يسلمهم السلطة شرعيًّا، وبغض النظر عن واقع الحال، فهي سلطة الأمر الواقع بنظر بعض السوريين.
هذا ما جاء في بيان حافظ بشار الأسد
وتنقل “رأي اليوم” بعض مما ورد في تدوينة نجل الأسد، حيث قال: بخصوص أحداث يومي السبت 12/7 والأحد 12/8، ففي صباح السبت، قدَّم أخي امتحاناً لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، حيث كان يدرس، وكان يحضر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، وأختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي، أي الأحد.
وتابع نجل الأسد: بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفياً لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين والتقطت صورةً لي نشرتها على حسابي الشخصي (لم يكن حساباً عاماً، وهو الآن مغلق) على منصة إنستغرام، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي.
مع ذلك يقول حافظ الأسد الابن، لم يكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لبضعة أيام بسبب خطورة الوضع في دمشق، وحول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة.
بعد حين، انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر.
بعد الظهر، أطلعَتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغَتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد 12/8.
مخطط لانقلاب عسكري
قالت تقارير إعلامية نقلًا عن مصادر صحفية عن وجود خطة إيرانية تستهدف الإطاحة بالحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع، وذلك عبر انقلاب عسكري جرى التخطيط له في اجتماع سري في مدينة النجف العراقية.
خطّة لاغتيال الشرع
وبحسب التسريبات التي نقلتها صحيفة (Türkiye Gazetesi)، عُقد الاجتماع في فيلا مملوكة لرجل أعمال شيعي في النجف الأسبوع الماضي، بمشاركة اللواء حسين أكبر، القائد السابق في الحرس الثوري وسفير إيران السابق في دمشق، إلى جانب اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية للحرس الثوري، ومسؤول العمليات الخاصة في الاستخبارات الإيرانية.
وناقش الاجتماع خطّة لاغتيال أحمد الشرع كجزء من تحرك إيراني لاستعادة السيطرة في سوريا بعد تراجع نفوذها، إضافة إلى دراسة آليات تنفيذ انقلاب عسكري يستغل الانقسامات الداخلية والخارجية لتحقيق أهداف طهران.
من شارك ومن المُستفيد؟
وشارك من قيادات النظام السوري السابق كل من اللواء أسعد العلي واللواء محمد خلوف والعميد عادل سرحان والعميد عبد الله مناف الحسن، والعميد محمد سرميني.
وتُطرح تساؤلات حول الجهة التي سرّبت أنباء هذا الاجتماع الذي يُفترض أنه “سرّي”، وما إذا كان جرى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تنفيذه، وما إذا كان مقدمة لمنح تركيا موطئ قدم أكبر لقواتها، ومخابراتها في سورية بطلب من حكومة الشرع كتبرير شرعي لتواجدها على الأرض السورية، فيما تذهب افتراضات أخرى لتأكيد صحّة هذا الاجتماع، وربطه بالتهديدات الإيرانية لحكم الشرع، وتحديدًا تلك التي صدرت على لسان المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي، وتوعّده حكام دمشق الجديد، بظهور قوة سورية شريفة تُقاتلهم، فيما تساؤل آخر مطروح: هل اغتيال الشرع هو العائق الوحيد بين طهران، وعودة نفوذها الذي كان قائمًا قبل سقوط نظام الأسد؟
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار