“القدس العربي”: حذّر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الأربعاء، من محاولات إسرائيل توريط أبناء الطائفة الدرزية في سوريا في صراع مفتوح ضد المسلمين، وذلك في أعقاب تدخلها العسكري قرب دمشق، حيث تشهد منطقة أشرفية صحنايا اشتباكات عنيفة بين مسلحين دروز وآخرين مرتبطين بالسلطات الجديدة في سوريا.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع لرجال دين وسياسيين دروز لبنانيين، قال جنبلاط إن “حفظ الإخوان يكون برفض التدخل الإسرائيلي”، معتبراً أن “ما يجري اليوم من خلال الشيخ موفق طريف وأتباعه يهدف إلى توريط بني معروف في حرب لن تنتهي ضد المسلمين”.
وأضاف: “إذا كان أحد يظنّ أن المشروع الإسرائيلي مختلف عما أقول، فهو واهم. يراد من أقلية صغيرة أن تحارب كل المسلمين، وفي ظل العجز العربي سيُتَّهم الدروز بأنهم جنود في جيش الاحتلال”.
بالتوازي، أعلن “الحزب التقدمي الاشتراكي” أن جنبلاط أجرى اتصالات مكثفة مع أطراف عربية ودولية – بينها الإدارة السورية وتركيا والسعودية وقطر والأردن – سعياً لوقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، بعد أن أدت المواجهات إلى مقتل 11 شخصاً بحسب وزارة الصحة السورية.
وأوضح الحزب أنه “تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ منذ نصف ساعة”، بحسب البيان الصادر مساء الأربعاء.
من جهته، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبو المنى، إنه أجرى اتصالات رفيعة المستوى مع أطراف سياسية داخلية وخارجية “لتطويق الأحداث الدامية في سوريا”، مشدداً على “أولوية الحكمة والحوار في هذه المرحلة الدقيقة”.
وفي تطوّر لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب وأكد استعداده لتنفيذ ضربات عسكرية ضد مواقع سورية في حال استمرت “الاعتداءات على الدروز”. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل نفذت غارة جوية على “مجموعة متطرفة” قرب دمشق، في رسالة إلى السلطات السورية لحماية الدروز، على حد تعبيره.
وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع غارات إسرائيلية في محيط بلدة صحنايا، حيث تدور الاشتباكات منذ مطلع الأسبوع.
وكانت إسرائيل قد كثّفت في الأشهر الأخيرة مبادرات التقارب مع الدروز السوريين، خصوصاً في محافظة السويداء جنوب البلاد، من خلال إرسال مساعدات إنسانية عبر وسطاء دروز داخل إسرائيل.
وفي موقف لافت، أبدى جنبلاط استعداده لزيارة دمشق ولقاء السلطات الجديدة، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مشدداً على “ضرورة التهدئة والحوار، وفتح تحقيق شفاف في الأحداث”.
وقال: “أنا مستعد للذهاب إلى سوريا والتفاوض مع السلطات الجديدة، ووضع أسس واضحة لمطالب الدروز الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري”.
وكان جنبلاط قد اتهم في تصريحات سابقة إسرائيل بمحاولة استقطاب الأقلية الدرزية في سوريا، في إطار مشروع يهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى كيانات طائفية.