الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ذا هيل” تدعو واشنطن للإتعاظ من تجربة العراق خلال مواجهة إيران
تغيير حجم الخط     

ذا هيل” تدعو واشنطن للإتعاظ من تجربة العراق خلال مواجهة إيران

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد مايو 04, 2025 1:08 pm

8.png
 
حذرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، من استمرار واشنطن في الاعتماد على “النقاط العمياء” كالتي اتبعتها إزاء العراق وصولا الى غزوه عام 2003، لرسم سياستها تجاه إيران، بدلا من اعتماد “الدبلوماسية البراغماتية” معها.

وفي تقرير تحت عنوان “على ترامب ألا يكرر اخطاء بوش في العراق مع ايران”، مترجم ذكرت الصحيفة الأمريكية بداية بما ورد في كتاب “فخ أخيل” للكاتب الامريكي ستيف كول والذي صدر مؤخرا، حيث يوثق بدقة كيف ادت التصورات الخاطئة المتبادلة، والاخفاقات الاستخباراتية، والعقلية الجماعية المؤسسية، الى الغزو الكارثي للعراق عام 2003، وكيف ان صناع القرار في الولايات المتحدة، كانت تحركهم دوافع داخلية وهيبتهم الاقليمية، ولهذا أساؤوا تفسير الاشارات الغامضة والملتبسة لرئيس النظام السابق صدام حسين، بينما كانت اجهزة الاستخبارات، وتحت وطأة ضغوط تقديم تقييمات حاسمة، تميل نحو طرح اسوأ السيناريوهات، وبالتالي تفشل في فهم المنطق الداخلي لقرارات صدام.

واعتبر التقرير، أن نموذج العراق يظهر كيف ان الايديولوجيا، وزخم البيروقراطية الامريكية، والاجندات السياسية داخل واشنطن، أدت الى قيام نظام مغلق من المعلومات ساهم في تضخيم المخاوف وتهميش الدبلوماسية، وحول الافتراضات الخاطئة الى مبررات لهذه الحرب، بينما خلق سوء التقدير من جانب كل من من صدام والولايات المتحدة دوامة، ولم يكن الطرفان بمقدورهما تصحيح المسار.

ورأى أن ما جرى عراقيا، بانه بمثابة قصة تحذيرية وليست مجرد استعادة للماضي، وإنما “تقدم منظور لكيفية فهم استمرار النقاط العمياء المؤسسية نفسها في تشكيل السياسة الخارجية الأميركية، خصوصا تجاه ايران”، مضيفا أن واشنطن يمكن ان تتحول الى “أسيرة” لسرديتها الخاطئة فيما يتعلق بسياستها تجاه ايران خلال العقود الاربعة الماضية، وهي سياسة تشكلت ضمن نظرة امريكية تمنح الاولوية للريبة على حساب الفهم، وللمطالب المتشددة، على حساب “الدبلوماسية البراغماتية”.

وانتقد التقرير “اختزال السياسة الداخلية المعقدة لايران”، والاعتماد على التبسيط من خلال القوى التي شكلت نهج الولايات المتحدة تجاه العراق في اوائل العقد الاول من القرن الـ21، وذلك عبر الاستسهال الاستخباراتي، وضغوط لوبيات الضغط، وثقافة الامن القومي التي تميل الى تغليب التهويل.

وتابع أن “إيران ليست العراق، فالدولتين تختلفان اختلافا جذريا في تاريخهما، ونظمهما السياسية، واهدافهما الاستراتيجية”، مضيفا انه برغم ذلك، فان هناك تكتل مستمر داخل المؤسسة المعنية بالسياسة الخارجية الامريكية، تتعاطى مع ايران بعقلية مشابهة بشكل لافت لتلك التي دفعت باتجاه حرب العراق، حيث تستند المعلومات الاستخباراتية على اسوأ الفرضيات الممكنة، وجرى تفسير سلوك ايران الردعي والاقليمي كدليل على عدائية متاصلة.

وقال التقرير، إن هذا السلوك “يظهر بشكل واضح في طريقة التعامل مع البرنامج النووي الايراني، اذ انه برغم سنوات من عمليات التفتيش المكثفة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم وجود اي دليل حاسم يشير الى وجود نية للتسلح، فان البرنامج النووي الايراني لا يزال يتم تصويره على انه تهديد عسكري سري”، في حين انه في المقابل، يجري تهميش الطابع السلمي للبرنامج المرتكز على تنويع مصادر الطاقة، والتطوير التكنولوجي، والسيادة الوطنية، وذلك بفعل الفرضيات المتشائمة التي يقوم الفاعلون السياسيون وشبكات الضغط، بتضخيمها.

وبعدما ذكر التقرير بان اساس البرنامج النووي الايراني لم يبن في السر، وانما من خلال تعاون مفتوح مع مؤسسات غربية، وهو يعود الى ما قبل الثورة في العام 1979، قال انه جرى تجاهل السياق التاريخي في الخطاب الامريكي السائد طوال العقدين الماضيين، فيما قوض الدبلوماسية وعزز حلقة انعدام الثقة، مضيفا ان “هذا التشويه ليس عرضيا، بل هو منهجي”.

في حين أشار إلى أن “التحريف المستمر للحقائق بشأن ايران لا ينتج عن سوء تحليل فقط، بل هو نتيجة سردية مدروسة”، اوضح ان هذه التصورات الخاطئة لا تنبع من فشل استخباراتي، وانما نتاج المفاهيم المغلوطة يتم ترويجها من جانب شبكة ضغط راسخة تستفيد من استمرار حالة العداء.

واوضح التقرير، أن “شبكة الضغط هذه مكونة من ايديولوجيين محافظين جدد، ومصالح في صناعة الدفاع، وجماعات ضغط مؤيدة لاسرائيل، صورت بشكل ممنهج، ايران كعدو دائم”.

ورأى أن “مواجهة هذه الشبكة اصبحت مهمة حاسمة امام القيادة الاميركية”، مضيفا ان الرئيس دونالد ترامب يواجه لحظة حاسمة، حيث ان تأمين اتفاق دائم ومتوازن مع ايران يتطلب التغلب على هذا النظام الراسخ، ومواجهة السرديات التي يروج لها والمخاوف التي يزرعها بشكل مباشر”.

ودعا التقرير الى ان “تحل المشاركة الاستراتيجية مكان الاستعراضات المسرحية، وان تخدم الدبلوماسية، المصلحة الوطنية لا الحملات الايديولوجية”، مضيفا انه يجب مواجهة هذه الشبكة، من اجل استعادة السياسة الخارجية الاميركية من قبضة الشبكات الغامضة، وتوجيهها نحو ما يتوافق مع مصلحة الشعب الاميركي.

وختم تقرير “ذا هيل” بالتأكيد على أن التوصل الى اتفاق ناجح مع ايران، لن يكون مجرد انجاز دبلوماسي، وانما سيكون دليلا على ان ترامب قد فرض سيطرته على الآلية التي سيطرت طوال عقود على قرارات الحرب والسلام في واشنطن.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار