واشنطن-(أ ف ب) – توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بـ”الرد” على الهجوم الأوكراني الضخم الذي استهدف طائرات حربية روسية، فيما أعلن ترامب أنّه لن يكون هناك “سلام فوري” في أوكرانيا.
وفي رسالة على منصته تروث سوشيل، قال ترامب إنّه أجرى “محادثة جيدة” مع بوتين، “إلا أنّها لن تؤدي إلى سلام فوري” في أوكرانيا.
وأضاف أنّ “الرئيس بوتين قال بحزم تام إنه سيردّ على الهجمات (الأوكرانية) الأخيرة” على القاذفات الروسية، مشيرا إلى أنّ المحادثة استمرت “ساعة و15 دقيقة”.
ولم تحمل رسالته مشاعر الأحباط الذي كان قد عبّر عنه مؤخرا تجاه الرئيس الروسي. وبعدما كان يتباهى بعلاقته المقرّبة مع بوتين، اعتبر ترامب في 26 أيار/مايو أنّ الرئيس الروسي “أصيب بالجنون”، وذلك في أعقاب سلسلة هجمات عنيفة شنّتها القوات الروسية على أوكرانيا.
ad
من جانبه، وصف الكرملين المحادثة الهاتفية بين الرئيسين بأنّها “إيجابية” و”بنّاءة”، مشيرا إلى أنّهما قررا أن “يبقيا على اتصال دائم”.
لكن يبدو أنّ القتال في أوكرانيا سيشهد تصعيدا، ما يعني ابتعادا أكثر عن الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي بتحقيق سلام سريع في النزاع الذي اندلع في شباط/فبراير 2022 في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
من ناحيته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى عدم إظهار “ضعف” في مواجهة بوتين.
ad
وقال عبر منصة إكس “إذا كان ردّ فعل العالم ضعيفا تجاه تهديدات بوتين، فإنّه سيفسّر ذلك على أنّه رغبة في غضّ الطرف عن أفعاله”.
وأضاف “عندما لا يشعر بأنّ هناك قوة وضغطا في مواجهته، بل ضعف، فإنّه يرتكب دائما جرائم جديدة”.
وفي محادثة هاتفية مع البابا لاوون الرابع عشر، اتهم الرئيس الروسي كييف بالسعي إلى “التصعيد”، مؤكدا سعيه للتوصل إلى حلّ سلمي عبر الوسائل “الدبلوماسية”.
وأفادت الرئاسة الروسية في بيان بأنّ “بوتين لفت النظر إلى أن نظام كييف يراهن على التصعيد وينفذ عمليات تخريب ضد المنشآت المدنية على الأراضي الروسية”.
وحضّ البابا بوتين على القيام بـ”بادرة من أجل السلام” في أوكرانيا، حسبما أفاد الفاتيكان الأربعاء.
وأشار الكرسي الرسولي الى أنّ البابا وجّه في اتصاله الهاتفي الأول مع الرئيس الروسي منذ بدء حبريته في أيار/مايو “نداء إلى روسيا للقيام ببادرة من أجل السلام، وأكد أهمية الحوار من أجل تحقيق اتصالات إيجابية بين الطرفين والسعي إلى حلول للنزاع”.
– “إنذار” –
والتقى الروس والأوكرانيون في إسطنبول الإثنين في جولة ثانية من المفاوضات بوساطة تركيا، بعد اجتماع أول عقد في 16 أيار/مايو.
لكنّ موسكو رفضت مجددا عرض الهدنة “غير المشروطة” الذي قدمته كييف ودعمته واشنطن والأوروبيون.
وفي وقت سابق الأربعاء، ندّد زيلينسكي بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال المحادثات، معتبرا أنها “إنذار” غير مقبول لأوكرانيا.
وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات، سلّم الوفد الروسي كييف قائمة مطالب، من بينها سحب قواتها من أربع مناطق أعلنت روسيا ضمّها، وتخلّي أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والحدّ من حجم جيشها.
وفي حين يتفوق الجيش الروسي الأكبر حجما والأفضل تجهيزا في الميدان، تتهم كييف موسكو منذ أشهر بعرقلة مفاوضات السلام.
ويعتبر الكرملين أنّ مثل هذه الهدنة ستسمح للأوكرانيين بإعادة التسلّح بمساعدة الدول الغربية.
وفي السياق، اتهم بوتين الأربعاء أوكرانيا بالوقوف خلف هجمات “إرهابية” طالت جسورا في مناطق روسية محاذية للحدود خلال نهاية الأسبوع وأسفرت عن انحراف قطار عن سكته ومقتل سبعة أشخاص.
كذلك، رفض بوتين اقتراحا بإجراء محادثات رفيعة المستوى مع أوكرانيا.
– “إرهاب” –
ولم يأتِ ترامب في رسالته الأربعاء على ذكر أيّ عقوبات إضافية محتملة ضد روسيا، كانت قد دعت أوكرانيا إلى فرضها، بينما أشار إليها الرئيس الأميركي في وقت سابق.
وعلى عكس أوكرانيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء، أنّ محادثات اسطنبول كانت “مهمّة” و”مفيدة” وأدّت إلى “نتائج ملموسة”.
ومن المقرر أن تجري روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع عملية تبادل جديدة لـ500 أسير من كل جانب، بعد تبادل سابق لـ1000 أسير من كلّ جانب في أيار/مايو. كما اتفقت كييف وموسكو على تسليم جثث الآلاف من الجنود القتلى.
ونفّذت أوكرانيا في نهاية الأسبوع هجوما ضخما بمسيّرات على مطارات عسكرية روسية عدّة، ما أدّى إلى تدمير الكثير من الطائرات العسكرية أو إحداث أضرار فيها.
ووفق الكرملين، فقد أكد ترامب لبوتين خلال المحادثة الهاتفية أنّه لم يكن على “علم مسبق” بهذا الهجوم.
كذلك، نفّذ الأوكرانيون الثلاثاء هجوما على جسر القرم الضخم الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا. وأكد الكرملين الأربعاء أنّ الهجوم لم يُسفر عن أضرار.