بغداد/المسلة: نقلت صحف لبنانية معلومات مثيرة للجدل عن تدخل أميركي في منع طائرات المساعدات العراقية من الهبوط في مطار بيروت، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذا القرار وتداعياته على العلاقات بين لبنان والعراق وعلى الوضع الإنساني في البلاد.
وبحسب ما نشرته صحيفة الاخبار المعروفة بقربها من حزب الله ومحور المقاومة، فإن السفارة الأميركية في بيروت منعت هبوط طائرات الخطوط الجوية العراقية واشترطت مرور المساعدات العراقية عبر الأردن أولاً، في خطوة أثارت الجدل بشأن نية الأميركيين تفتيش هذه المساعدات أو فرض رقابة مشددة عليها.
وسط هذه التطورات، عبّر مواطن لبناني عن قلقه قائلاً: “كيف لنا أن نتجاهل أن المساعدات تأتي لإنقاذنا من ضيق العيش ونيران الأزمات، بينما تُقيدها قرارات سياسية من الخارج؟”. وأكدت تحليلات محلية أن هذا التدخل يعكس محاولات أميركية للسيطرة على الحركة الجوية في لبنان، في ظل الضغوط السياسية الإقليمية المتزايدة.
لم تقتصر الأحداث على المساعدات فقط، فقد ذكرت الصحيفة أن السفارة الأميركية تفرض قيوداً صارمة أخرى، إذ أمرت شركة طيران الشرق الأوسط بعدم نقل الجرحى اللبنانيين، خصوصاً المصابين في تفجيرات أجهزة الاتصالات في سبتمبر الماضي، تحت تهديد فرض عقوبات عليها.
وأفادت تحليلات أن هذا النوع من الإجراءات يهدف إلى منع لبنان من تطوير علاقاته مع الدول التي تعتبرها واشنطن غير حليفة، مع دفعه لاعتماد مسارات محددة تجعله رهيناً للتوجهات الأميركية.
ووفق تحليلات، فأن “الاشتراطات الأميركية بتفتيش المساعدات العراقية عبر الأردن تعد انتهاكاً لسيادة البلدين، وتثير تساؤلات حول الثقة المتبادلة في العلاقات الإقليمية”.
ووفقاً لمصدر مطلع، فإن هذا القرار قد يؤثر على محاولات العراق تعزيز حضوره الإقليمي وتقديم الدعم لشعب شقيق يمر بأزمات متلاحقة.
كما أشار التقرير إلى أن السفارة الأميركية في بيروت تحصل يومياً على “مانيفستو” – قائمة تفصيلية بأسماء الركاب ومحتويات الرحلات – من اتحاد النقل الجوي (أياتا)، وهو ما يعزز من قدرتها على مراقبة الحركة الجوية في البلاد. هذا الأمر دفع بعض المعنيين إلى التشكيك في مدى استقلالية السلطات اللبنانية في إدارة مطارها الدولي في ظل مثل هذه التدخلات الخارجية.