الناصرة- “القدس العربي”: تؤكد تقارير إعلامية عبرية كثيرة، في الساعات الأخيرة، أن إسرائيل تقترب من اتخاذ قرار بمهاجمة المفاعلات النووية في إيران، وسط استغلال “الممر الجوي” الناجم عن سقوط نظام بشار الأسد، وفتح الأجواء السورية على وسعها، والذي يتيح لسلاح الجو الإسرائيلي تقصير الطريق إلى طهران.
وتنقل وسائل الإعلام العبرية عن مصادر إسرائيلية قولها إن هذه فرصة تاريخية نادرة لضرب إيران وتدمير مشروعها النووي، بعدما تعرّضَ محور المقاومة لتراجع كبير، علاوة على عودة ترامب للبيت الأبيض قريباً.
ويشارك في الدعوات لضرب إيران عددٌ من نواب المعارضة، بمن فيهم وزيرا الأمن السابقان أفيغدور ليبرمان وبيني غانتس، ويعتبرون أن هذه فرصة لا تُفوّت.
وقال مستشار الأمن القومي الأسبق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، للقناة 12 العبرية، أمس، إن هذا هو الوقت للقيام بهذه العملية، منوهاً أن وصول المقاتلات الحربية عبر سوريا والعراق ليس آخر التحديات نظراً لانتشار منشآت إيران في مناطق جغرافية واسعة جداً.
ودعا آيلاند لأن يتم استهداف إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وقال إنه من المفضَّل أن تشارك في العملية العسكرية بشكل مباشر.
وفيما لم يتطرق وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس لسؤال ضرب المفاعلات النووية في إيران، دعا الإيرانيين لإسقاط نظام “الدكتاتور” فيها.
إضافة إلى مخاوفها من هزات ارتدادية للزلزال السوري تطال دول الجوار، خاصة الأردن، تنوي إسرائيل الإسراع في بناء سياج أمني بطول حدودها الشرقية الممتدة من مثلث الحمّة في الشمال حتى خليج العقبة في البحر الأحمر جنوباً.
وقال يسرائيل كاتس إن إسرائيل تنوي إقامة سياج في منطقة الحدود الشرقية مع الأردن على وجه السرعة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من إقامة هذا السياج إحباط مخططات إيرانية لتهريب الأسلحة عبر الأردن.
وكرر كاتس أقواله هذا اليوم، الجمعة، بعدما أدلى بها أول أمس، خلال جولة تفقدية في المنطقة الحدودية مع الأردن، لافتاً إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير أذرع إيران ومرشدها الأعلى علي خامنئي في كل من غزة ولبنان وسوريا وإلحاق أضرار كبيرة بها.
كما زعم الوزير الإسرائيلي أنه جاء إلى المنطقة الحدودية مع الأردن لدرس الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل ضمان عدم نجاح إيران في بناء ذراع أخطبوط إيراني في الجبهة الشرقية لإسرائيل.
وتابع: “إننا نراقب كل محاولات تهريب السلاح والتمويل والدفع قُدُماً بالإرهاب عن طريق الأردن إلى داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية من أجل تهديد إسرائيل”.
وأكد أنه أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بتصعيد العمليات الهجومية ضد كل العمليات “الإرهابية”، وضمان حماية المستوطنات وسلامتها، وأنه قام بهذه الجولة كي يتيقن من تسريع عملية إقامة الجدار عند الحدود الإسرائيلية- الأردنية من أجل ضمان الأمن والدفاع عن المستوطنات وسكان إسرائيل.
وقال كاتس إن زعيم إيران خامنئي اتهم إسرائيل بأنها تسبّبت بسقوط نظام بشار الأسد، وكان الأجدر به أن يتهم نفسه لكونه أنفق مئات المليارات من الدولارات من أموال الشعب الإيراني في سوريا ولبنان وغزة كي يبني أذرع الأخطبوط الإيراني في محاولة للتغلب على إسرائيل بـ”سوار النار” ومُني بالفشل.
وخلص كاتس للقول: “لقد قضينا على ذراع الأخطبوط في غزة، واستهدفنا بشدة ذراع الأخطبوط في لبنان، والآن انهار ذراع الأخطبوط الأكبر في سوريا، بعد سقوط الأسد، وذهب الاستثمار فيها هباءً. وعلى الشعب الإيراني أن يحاسب الديكتاتور ويرسله إلى بيته”.