قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يتعين على إيران وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.
قال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة التي تستأنف اليوم السبت إن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
واتفق الجانبان الإيراني والأميركي خلال محادثاتهما في روما قبل أيام على البدء في وضع إطار لحل الخلاف القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامج طهران النووي، مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.
ووصف المسؤول الإيراني هذا التعليق بأنه "موقف إعلامي جديد"، وقال إنه لن يسهم في إحراز تقدم في المفاوضات. وذكر المسؤول أن "نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهمات المتبادلة هي مسألة الصواريخ".
وأكد المسؤول موقف إيران الثابت بأنها لن تقدم أي تنازلات أخرى بخصوص برنامجها الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق سابق أبرم في عام 2015، قائلاً إن القدرات الدفاعية الإيرانية "غير قابلة للتفاوض".
33.jpg
الجولة الثانية من المحادثات جرت في روما (رويترز)
وأحجمت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلبات للتعليق.
وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس حربي نووي، وعبرت عن قلقها أيضاً من أن تكون طهران تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وإنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقوداً في هذه الأغراض.
وتنفي إيران سعيها إلى صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وتقول إن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض في أي محادثات بشأن برنامجها النووي.
"بادرة حسن نية"
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن محادثات السبت ستعقد بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر مسؤول عماني سينقل الرسائل بينهما في مسقط.
وستكون هذه هي الجولة الثالثة من المحادثات التي انطلقت في وقت سابق من الشهر الجاري في سلطنة عمان، ثم انتقلت في جولتها الثانية إلى روما، قبل عودتها لعمان.وأبدى ترمب الجمعة استعداده للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان، وقال إنه يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق.
وخلال ولايته الأولى التي بدأت عام 2017، انسحب ترمب من الاتفاق النووي الإيراني السابق المبرم في عام 2015، والذي فرض قيوداً على برنامج التخصيب الإيراني إلى جانب نظام للمراقبة مقابل تخفيف العقوبات. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران سرعت وتيرة تخصيب اليورانيوم منذ ذلك الحين.
00.jpg
عراقجي يوقع نسخاً من الترجمة العربية لكتابه "قوة التفاوض" في معرض مسقط للكتاب (أ ب)
ووضع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤيد اتفاق عام 2015، قيوداً أيضاً على برنامج الصواريخ الإيراني.
وقال المسؤول إن موقف إيران المتمثل في عدم تجاوزها بنود اتفاق عام 2015 ومتطلبات القرار يعني أنها "ستمتنع عن صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كبادرة حسن نية فقط".
وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الجهود التي بذلتها دولهم لإثارة موضوع برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة خلال الأشهر القليلة الماضية قوبلت بالرفض المتكرر من مسؤولين إيرانيين أصروا على أنه غير قابل للتفاوض.
وأضاف الدبلوماسيون أن دولاً أوروبية اقترحت على المفاوضين الأميركيين أن يتضمن الاتفاق الشامل قيوداً تمنع إيران من امتلاك القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.
عراقجي يصل إلى سلطنة عمان
أمس الجمعة، وصل وزير الخارجية الإيراني عراقجي إلى سلطنة عمان لإجراء محادثات بشأن الملف النووي مع الولايات المتحدة، بعدما أفاد الطرفان عن إحراز تقدم في الجولتين السابقتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عبر منصة إكس إن "عراقجي والوفد المرافق له وصلوا إلى مسقط للمشاركة في الجولة الثالثة من المحادثات الإيرانية الأميركية".
وكانت وكالة مهر الإيرانية للأنباء نشرت مقطع فيديو قصيراً يظهر وزير الخارجية وهو ينزل من طائرة حكومية إيرانية.
ويرأس عراقجي وفداً دبلوماسياً وفنياً متخصصاً لإجراء محادثات غير مباشرة، بحسب بقائي الذي أوضح أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي سيتوسط في المحادثات صباح السبت.
وأضاف المتحدث أن الوفد الإيراني "عازم على ضمان الحق المشروع والقانوني لأمتنا في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مع اتخاذ خطوات معقولة لإثبات أن برنامجنا سلمي بالكامل".
وأضاف أن "إنهاء العقوبات غير القانونية واللاإنسانية بشكل موضوعي وسريع هو أولوية نسعى إلى تحقيقها".
رفض عراقجي التطرق إلى المحادثات مع واشنطن أثناء توقيعه نسخاً من الترجمة العربية لكتابه "قوة التفاوض" في معرض مسقط للكتاب الجمعة.
منذ 12 أبريل (نيسان)، أجرت واشنطن وطهران جولتي مباحثات بشأن البرنامج النووي لإيران.
وستشمل الجولة الثالثة محادثات فنية على مستوى الخبراء بشأن البرنامج النووي الإيراني، ويقود مايكل أنتون الذي يعمل مسؤولاً عن التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، المحادثات الفنية من الجانب الأميركي.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن نائبي وزير الخارجية كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي سيقودان المحادثات الفنية من الجانب الإيراني.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، أعاد ترمب فرض سياسة "الضغط الأقصى" المتمثلة في فرض عقوبات على إيران، مكرراً بذلك استراتيجيته التي اتبعها خلال ولايته الأولى.
وفي مارس (آذار) بعث ترمب برسالة إلى خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.
وقال بقائي الجمعة إن "التقدم في المفاوضات يتطلب إظهار حسن النية والجدية والواقعية من الجانب الآخر".
وكان عراقجي قال في مقابلة هذا الأسبوع إن إيران "ستدخل المفاوضات بشكل جدي السبت، وإذا دخل الطرف الآخر أيضاً بشكل جدي، فهناك إمكان للتقدم".