واشنطن- “القدس العربي”: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهدف من المفاوضات مع إيران هو “التفكيك الكامل” لبرنامجها النووي، في تصريح يُعد الأول من نوعه بشكل علني منذ انطلاق المحادثات النووية قبل شهر.
تصريحات ترامب، التي وردت خلال مقابلة مع برنامج “Meet the Press” وبُثت يوم الأحد، تأتي استجابة لضغوط متزايدة من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، وزعماء إنجيليين، وعدد من أنصاره، الذين طالبوه بتوضيح موقفه من الملف النووي الإيراني.
وردًا على سؤال مقدمة البرنامج كريستين ويلكر، قال ترامب: “تفكيك كامل. نعم، هذا كل ما أقبله”. وأضاف: “أريد لإيران أن تكون ناجحة بحق، عظيمة بحق، ومذهلة بحق. الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو السلاح النووي. إذا أرادوا النجاح، فلا بأس. أريد لهم أن يكونوا ناجحين للغاية”. وتابع قائلا: “أنا لا أريد أن يحصلوا على سلاح نووي، لأن العالم سوف يُدمَّر”.
ورغم تشدده، أبدى ترامب انفتاحًا تجاه سماع الحجج المؤيدة لبرنامج نووي مدني إيراني، وهو ما أشار إليه أيضًا وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي قال في مقابلة إذاعية الشهر الماضي إن “هناك طريقًا لبرنامج نووي مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك”، وفقاً لموقع “أكسيوس”.
وبحسب ما ورد، تحسم تصريحات ترامب الأخيرة نقاشًا داخليًا محتدمًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن طبيعة الهدف المرجو من المحادثات. فبينما يدعو التيار الأكثر تشددًا، بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى فرض تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني حتى بالقوة العسكرية إذا لزم الأمر، يرى تيار آخر أن إيران لن تقبل بهذا التفكيك الكامل، ويقترح التوصل إلى تسوية تشمل السماح بتخصيب محدود لليورانيوم، لتجنب صراع عسكري محتمل.
في المقابل، ترفض إيران، بشكل علني وخلال جلسات خاصة مع الجانب الأمريكي، فكرة التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات. ومن المنتظر أن تنعقد الجولة الرابعة من المحادثات بين الوفدين الأمريكي والإيراني في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث يُتوقع أن تلقي تصريحات ترامب الأخيرة بظلال ثقيلة على مجريات هذه الجولة.