يتركز نشاط الجمعيات الاستيطانية في الاستيلاء على العقارات الفلسطينية بالقدس المحتلة في أحياء البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح وواد الجوز. وتورط الإمارات بتسريب عقارات في سلوان والبلدة القديمة.

تسابق "إسرائيل" الزمن لتهويد القدس المحتلة. مخططات تهدف خصوصاً إلى تهويد الأحياء في المدينة المقدسة وإنهاء أي حق فلسطيني فيها.

وضمن هذا المخطط، يتركز نشاط الجمعيات الاستيطانية في الاستيلاء على العقارات الفلسطينية بالقدس المحتلة في أحياء البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح وواد الجوز، حيث ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة الاستيلاء على الكثير من المنازل بنسبة 70%.

هذا وتأتي المواجهات الأخيرة، في سياق مجابهة المقدسيين للمخططات التهويدية الإسرائيلية الساعية إلى تغيير الوضع الراهن في باب العمود، أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة في القدس المحتلة.
الطرق التي يستخدمها الاحتلال

في هذا الصدد، قال الإعلامي الفلسطيني، عنان أبو عيسى، إن القدس المحتلة تمثل لهذا الكيان عنوناً لأيدولجيته الدينية والسياسيه كعاصمة له، وبالتالي يسعى جاهداً لإنهاء المعركه على ما تبقى منها بيد الفلسطينين.

واعتبر أبو عيسى، أن "الاحتلال يعمل بصورة متلاحقة على أكثر من صعيد لحسم المعركة"، قائلاً: "كان ذلك من خلال سياسة هدم البيوت والتهجير بسبب ضائقة السكن أو من خلال إغراق المقدسيين بالضرائب التي تحيل ما تبقى من اقتصاد مقدسي إن صح القول إلى عمالة بالسوق الاسرائيلي"، بحسب تعبيره.

هذا عدا عن "أسرلة مناهج التعليم"، بحسب الإعلامي، حيث "بات الاحتلال أقرب من أي وقت آخر لابتلاع المؤسسات التعليمية الوطنيه بالقدس لتطبيق مناهج التعليم الاسرائيلي وبه يضمن أن تتلقى الأجيال المقدسيه السردية الصهيونية بالتاريخ والثقافة".

وأما بالنسبة لتسريب العقارات لصالح مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، قال أبو عيسى إن "الحديث فيها يطول بسبب حجم المشروع الاستيطاني داخل القدس، وتحديداً في مناطق البلدة القديمة ومحيطها واد الجوز والشيخ جراح وبلدة سلوان جنوب المسجد الافصى المبارك".

وأكد أن "الاحتلال يقوم باستغلال الأشخاص ويقوم بعرض مبالغ مالية طائلة ومغريات عديدة منها الهجرة خارج البلد أو السكن بمناطق فلسطين المحتلة عام 48".

كذلك، يقوم الاحتلال وفق أبو عيسى "بتزوير الأوراق الثبوتية والتي تخص بعض العقارات بالقدس، ويشرع قوانين احتلالية تساهم في حسم المعركة ومنها قانون أملاك الغائبين وقانون الجيل الثالث".
تورط الإمارات بتسريب عقارات في سلوان والبلدة القديمة

إلى ذلك، قال أبو عيسى إن الاحتلال يستعمل مؤسسات عربية تتبع لدولة الإمارات، مضيفاً أن "الاحتلال حاول مراراً شراء بعض العقارات ومنها فنادق بشارع صلاح الدين باسم جمعية تدار من قبل السيد سري نسيبة، وأيضاً باسم بعض رجال الأعمال".

ولكن تلك المحاولات، وفقاً له "بأغلبها باءت بالفشل لوعي أصحاب تلك العقارات بواقع أن الشركات تابعة للإمارات".

وتابع: "تردد أكثر من مرة تورط الإمارات وأدواتها بتسريب عقارات بسلوان والبلدة القديمة"، مؤكداً أن "هناك وثائق متعلقة بالإمارات أخفيت بغمضة عين".

كذلك، أشار أبو عيسى إلى أن بطرك الأرثوذكس ما زال يقوم بتسريب عقارات الوقف الأرثوذكسي بالقدس والأراضي المحتلة، وكان آخرها تسريب دير مار إلياس، جنوب القدس المحتلة، لشركه وهمية سلمت بالنهاية إلى مؤسسات الاستيطان بالقدس المحتلة.
الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية

وفيما يخص ردود الفعل، قال أبو عيسى، إنه "لحد اللحظه لا يوجد موقف فلسطيني رسمي عملي يواجه كارثة تسريب العقارات"، مضيفاً أنه "على الأرض تفتقد هذه السلطة أي برنامج عملي".

واستشهد الإعلامي الفلسطيني بحادثة صغيرة حصلت قبل 3 سنوات، قائلاً إنه تم تسريب لعقار كبير بالبلدة القديمة بالقدس المسمى بعقار آل جودة، ويومها اتهمت شخصيات أمنيه كبيرة بجهاز المخابرات الفلسطينية بالتواطؤ لتمرير الصفقة.

وتابع: "على إثر ذلك شكلت السلطة لجنة تحقيق وحتى هذه اللحظه لم يصدر عنها أي نتائج هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن بعض المسربين يسكنون بقلب رام اله دون أي حراك أو أي ردع ثوري لهم".

في غضون ذلك، رأى أبو عيسى أن سكوت السلطة، عن تسريب عقارات الوقف الأرثوذكسي، ومعها النظام الأردني يشير إلى أن "القدس على أجندتهم مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي".

واعتبر أبو عيسى أن كارثة الشيخ الجراح وتهجير قرابة 500 مقدسي من منازلهم تختصر الحكاية، قائلاً إن "هؤلاء ومنذ سنوات ينتظرون وثائق تؤكد حقهم بمساكنهم من قبل الأردن".