الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل بالغ الخليجيون في احتفائهم بالكاظمي، ولماذا ؟ فالح حسون الدراجي
تغيير حجم الخط     

هل بالغ الخليجيون في احتفائهم بالكاظمي، ولماذا ؟ فالح حسون الدراجي

مشاركة » الاثنين إبريل 05, 2021 6:56 pm

إفتتاحية جريدة الحقيقة

شاهدنا، وشاهد العالم بشرقه وغربه حفاوة المملكة العربية السعودية الفائقة، وترحيبها الإستثنائي برئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وقد بدأت مظاهر الإحتفاء بالضيف العراقي تلوح في الأجواء السعودية قبل أن تحط طائرة الكاظمي على أرض مطار الملك خالد الدولي، إذ أحاط سرب من الطائرات السعودية المقاتلة بالطائرة العراقية حتى هبوطها، كما قامت هذه الطائرات برسم علم جمهورية العراق في الجو أثناء مراسم الإستقبال الرسمية، التي عزف فيها السلامان الوطنيان للبلدين، بعد ذلك وفور نزول الكاظمي من الطائرة، أطلقت المدفعية 21 اطلاقة ترحيباً بقدومه.

وفي مقدمة المستقبلين، كان (ينتظر) في المطار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع أكثر من عشرين أميراً من أمراء العائلة الحاكمة، علماً أن ولي العهد بن سلمان لم يستقبل في المطار من قبل شخصيات حكومية زائرة، سوى الملوك، والرؤساء الكبار، من ذوي النجوم الخمس أو الست (وليس أي ملك أو رئيس كان) !

أما موضوع المدفعية، والإحدى والعشرون إطلاقة التي ضربها المدفع السعودي تحية لرئيس الوزراء العراقي، فهو أمر لم يحدث لأي رئيس وزراء غير الكاظمي من قبل.. إذ اعتاد السعوديون أن يطلقوا الإحدى والعشرين إطلاقة عند استقبال وتوديع ملوكهم فحسب، أو من كان بمستوى ملوكهم أحياناً.. علماً أن تحية إطلاق 21 إطلاقة لا تحصل - بروتوكولياً - لأي رئيس وزراء في عواصم ومطارات العالم مهما كان.. سوى في الولايات المتحدة، حيث تطلق (19) إطلاقة وليس 21، بينما تطلق كندا 17 إطلاقة لرئيس الوزراء الضيف، في حين تطلق لملك بريطانيا أو ملكته 101 إطلاقة !

إذن، فقد كسرت السعودية البروتوكولات، والتقاليد الملكية الرسمية من أجل أن تعبر عن حفاوتها وترحيبها الكبيرين بالضيف العراقي القادم..

لقد أرادت الرياض - برأيي المتواضع - أن تبصر الكاظمي، وتريه شخصياً، كيف تنظر المملكة له، ولدوره في إعادة العراق الى محيطه العربي عموماً، والخليجي خصوصاً، وأن يرى بأم عينه أيضاً، ويلمس بنفسه، حجم احترام السعودية - حكومة وشعباً - لشخصه، ولجهده في إطفاء الحرائق وتسوية الخلافات، وتمتين روابط العلاقة مع السعودية رغم الصعاب التي يواجهها الكاظمي في هذا الشأن.

وفي الوقت ذاته أرادت الرياض أن تظهر حجم الكاظمي امام العالم بصورته الحقيقية الكبيرة، بل وحتى أكبر من حجمه الطبيعي، لا كما يظهره خصومه، ويرسمون حجمه داخل العراق وخارجه..

نعم، فقد أرادت السعودية إظهار الكاظمي بهذه الصورة الفخمة لكي يكون أكبر من كل خصومه !

وعلى المنوال الإحتفائي السعودي ذاته، نسج الاماراتيون أمس الأول، عند استقبالهم الكاظمي في أبو ظبي، حيث كان في استقباله الشخصية التي تعتبر(نمرة 1) في مؤسسة الحكم الاماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، كما عزف السلامان الوطنيان للعراق والامارات، وتم تفتيش حرس الشرف، كما أطلقت المدفعية لتحية الكاظمي 21 إطلاقة، وفي (قصر الوطن) أقيم استقبال رسمي آخر للضيف العراقي، وبعد ذلك اصطحب رئيس وزراء الامارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضيفه الكاظمي بجولة جوية في دبي.. وقطعاً فإن أي مراقب كان يلمس حجم الحفاوة الكبيرة والاستثنائية التي استقبل بها رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في أبو ظبي، ودبي، وكانت مظاهر الحفاوة واضحة خلال الساعات التي قضاها في الامارات منذ دخوله حتى مغادرته، وهي حفاوة لم تظهرها الحكومة الاماراتية فحسب، إنما عموم الشعب الاماراتي الشقيق.

وللحق، فإن هذا التميز والتقدير والإهتمام برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سواء في السعودية أو الامارات كان موضع سعادة العراقيين وفخرهم – وأنا واحد منهم – رغم أن البعض يرى أن ثمة مبالغة مقصودة في هذا الإستقبال، وان هناك رسالة سعودية اماراتية موجهة الى أطراف معينة، ترجمها مثلٌ عراقي باللهجة الشعبية يقول: (أحاچيچ يا بنتي، واسمعچ يا چنتي) !

لكن، ما يعنيني هنا ليس البنت أو الأم أو (الچنة) في هذا المثل العراقي (الحسچة)، إنما يعنيني كيف أن العالم شاهد بعينه الحفاوة الكبيرة والتقدير العالي في استقبال رئيس بلادي، وكيف طأطأ الملوك والأمراء رؤوسهم للضيف العراقي القادم من أرض سومر .
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron