الوثيقة | مشاهدة الموضوع - العملاء خنجر في خاصرة الأوطان !! د. بسام روبين
تغيير حجم الخط     

العملاء خنجر في خاصرة الأوطان !! د. بسام روبين

مشاركة » الخميس أكتوبر 16, 2025 10:53 pm

في زمن تتعدد فيه أدوات العدوان وتتقاطع فيه الحروب الإستخبارية والإعلامية، يبقى العميل أخطر سلاح يملكه العدو، لأنه لا يأتي على ظهر دبابة، ولا يرى في ميادين القتال بل يسير بيننا بوجه مألوف وإبتسامة مصطنعة وشعارات وطنية مزيفة.

والعميل اليوم لم يعد ذاك الجاسوس التقليدي الذي يتسلل في الظلام ليمرر معلومة، بل أصبح مشروع هدم داخلي متكامل،مهمته زرع الشك بين أبناء الوطن، وهز الثقة بالمؤسسات، والعبث بوحدة المجتمع، والتمهيد لإنقسام سياسي وإجتماعي يصعب ترميمه ، لذلك هم أخطر من الجيوش المعتديه لأنهم يضربون من الداخل ويدفع الآخرون ثمن الخيانة ،

وقد تغير شكل العمالة، وتبدل وجه العميل، فأصبح بعضهم صاحب منصب أو منبر إعلامي أو ناشطا رقميا يدافع عن العملاء ويلبس عباءة الحرية والعداله ، بينما يخفي سكين الخيانة لتشويه الرموز الوطنية وبث الشك في المواقف الرسمية،وتضليل المواطنين فيتحولون إلى أدوات إختراق ناعمة، لكن أثرهم على الأمن الوطني والقومي أشد فتكا من أي عدوان مسلح.

ولا يجوز أن يكون التعامل مع هؤلاء بالمجاملة أو التردد كما يطالب البعض لأن الوطن لا يباع على طاولة المصالح، والخيانة لا يمكن تبريرها تحت عناوين الحرية أو الرأي أو السياسة ، فالعميل لا يؤمن بوطن، ولا يحترم دماء الشهداء، بل يعبد مصالحه الشخصية ويتغذى على ضعف الضمائر وخوفها ،

وقد آن الأوان لتجفيف منابع العمالة بكل أشكالها، ومحاسبة كل من يفتح ثغرة للعدو، مهما كان موقعه أو صفته، لأن الأمن الوطني والقومي ليس ملفا هامشيا، بل هو خط الدفاع الأول عن بقاء الدولة والأمه ،

وليدرك كل من خان وطنه وأمته أن ذاكرة الوطن لا تنام، وأن الخيانة لا تموت مهما طال الزمن، فالتاريخ لا يرحم الخونة، ولا يخلد إلا الأوفياء والشهداء الذين صانوا الأمانة ووقفوا بصلابة في وجه المؤامرات.

ونحن في الأردن، حيث تتكاثر التحديات وتترصد العيون بكل قرار وطني، فإن اليقظة الأمنية والوعي الشعبي يشكلان الدرع الحصين في وجه العملاء وأصحاب الأجندات المأجورة ، الذين يتخفون خلف شاشات ومنصات وفضائيات معروفة الإتجاه وفاقده للبوصلة ،

وسيظل هذا الوطن، الذي صمد في وجه العواصف والمؤامرات، منيعا بقيادته، وجيشه، وأجهزته الأمنية، وشعبه الواعي الذي أدرك أن أخطر الأعداء هم أولئك الذين يتحدثون بلسان الوطن في العلن وهم يخونونه في الخفاء.

وعليه، فإنني أجد من الضروري أن تتخذ الحكومة إجراءات رادعة بحق هؤلاء، وتضيق عليهم الفضاء الإعلامي، وتضعهم تحت رقابة حازمة، حتى لا يتم تفعيلهم في لحظات حرجة تخدم مصالح العدو وتستهدف أمن

الوطن وإستقراره .

اللهم عليك بالعملاء فإنهم لا يعجزونك .



عميد اردني متقاعد
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات