الوثيقة | مشاهدة الموضوع - وثائق بريطانية رفعت عنها السرية نهاية الشهر الماضي تستعرض الصراع الدموي بين الفصائل الكردية في كردستان العراق طالباني استعان بواشنطن خوفا من أن يغتاله بارزاني
تغيير حجم الخط     

وثائق بريطانية رفعت عنها السرية نهاية الشهر الماضي تستعرض الصراع الدموي بين الفصائل الكردية في كردستان العراق طالباني استعان بواشنطن خوفا من أن يغتاله بارزاني

مشاركة » السبت أغسطس 24, 2024 11:32 pm

1.jpg
 
رفعت وزارة الخارجية البريطانية نهاية الشهر الماضي الطابع السري عن مراسلاتها المتعلقة بالصراع المسلح الذي دار بين الفصائل الكردية في كردستان العراق خلال شهر مايو (أيار) 1994. وعرف هذا الصراع في الأوساط الكردية باشتباكات مايو أو "صراع الأخوة". وشكلت هذه الاشتباكات المسلحة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بداية حرب أهلية في كردستان العراق دارت رحاها بين عامي 1994 و1997.

وبدأ التنافس بين الحزبين الكرديين مع ولادة الاتحاد الوطني الكردستاني ذي الميول اليسارية مطلع الستينيات من القرن الماضي، إذ ولد الاتحاد الوطني من رحم الحزب الديمقراطي الكردستاني في عهد الزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني.

ومع مرور الوقت تعمقت وزادت وتيرة الخلافات بين الحزبين، وحين فرضت قوات التحالف الدولية منطقة حظر طيران في شمال العراق خلال فبراير (شباط) عام 1991، تمركز أتباع طالباني في المنطقة الجنوبية من كردستان وأطراف مدينة السليمانية، وسيطر البارزانيون على المنطقة الشمالية على طول الحدود التركية مع العراق متخذين مدينة أربيل عاصمة لإقليم كردستان العراق.

ويطلق الكرد تسمية هولير على مدينة أربيل لكن وفق المصادر التاريخية يعود أصل تسمية أربيل إلى العهد الآشوري إذ عرفت المدينة بـ"أربع إيلو" أي أربعة آلهة، كما وجدت التسمية في المدونات الآشورية. وتاريخياً استوطن الأكراد المناطق الجبلية المرتفعة في جنوب شرقي تركيا وشمال شرقي سوريا وشمال العراق وشمال غربي إيران وجنوب غربي أرمينيا.
مسعود بارزاني: "الصراع بين التحالف الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وضع مصير شعبنا وإنجازاته التي حققها بشق الأنفس في خطر شديد" (اندبندنت عربية)
مخاوف طالباني من الاغتيال

وحول الصراع الدامي الذي دار بين الفصائل الكردية خلال مايو 1994 شمال العراق، تشير برقية السفارة البريطانية لدى أنقرة بتاريخ الـ12 من مايو (أيار) 1994 إلى مرجعيتها في لندن، إلى أن جلال طالباني كان في دمشق حين خرق أتباعه اتفاق وقف إطلاق النار مما دفع طالباني لطلب دعم الولايات المتحدة لنقله جواً، ليتجنب المرور عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات مسعود بارزاني. وجاء في التقرير ما نصه:

"يستمر القتال بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ويمتد إلى ما هو أبعد من محافظة السليمانية. وبعد انهيار عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بسبب انتهاكات الاتحاد الوطني الكردستاني على ما يبدو، يبرز أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه المؤتمر الوطني العراقي لا يزال صامداً. ولكن الوضع لا يزال متوتراً ولن يحل كاملاً حتى يعود طالباني. إن القتال بدأ من قبل بعض قوات الاتحاد الوطني الكردستاني. ورفض طالباني الموجود حالياً في دمشق العودة إلى شمال العراق ما لم تنقله الولايات المتحدة جواً إلى أربيل، بحجة أنه لا يرغب في المرور عبر أراضي الحزب الديمقراطي الكردستاني على رغم الوعود بالمرور الآمن.

لا توجد تقارير عن تورط أي من العاملين في المنظمات غير الحكومية الدولية في القتال. وقد عادت عمليات الأمم المتحدة التي تراجعت بقوة خلال أسوأ المعارك الأسبوع الماضي إلى طبيعتها. ويبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني التزم إلى حد كبير بشروط وقف إطلاق النار، ونجح بارزاني في كبح جماح قواته عن الرد على الاستفزاز الصارخ من جانب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. ويعد كوسرت العضو الوحيد البارز في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي خرج من الأحداث الأخيرة متمتعاً بقدر من الصدقية، ولكن يزعم بأنه هو من أمر عناصر الاتحاد الوطني الكردستاني بالهجوم على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية.

ولقد لعب أحمد الجلبي والمؤتمر الوطني العراقي دوراً قيماً في تهدئة التوتر، ولكن من غير المرجح أن يتم حل الصراع قبل عودة طالباني إلى شمال العراق. وحتى في هذه الحال هناك مخاوف لدى المؤتمر الوطني العراقي من أن طالباني قد لا يتمتع بالسيطرة الكاملة على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي وقت سابق من هذا العام تجاهل طالباني النصيحة بإقالة جبار فرمان بعد القتال بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحركة الإسلامية الكردستانية، ويرجع هذا جزئياً إلى أن طالباني كما اعترف لي خلال فبراير يخشى من رد الفعل السلبي الذي قد يترتب على مثل هذه الخطوة من داخل الحزب. ولكن من المرجح أن يثبت استحالة التقارب الجاد مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ما لم تتم إزاحة فرمان وغيره من المتطرفين من مناصب السلطة".

معارك متكررة

وكان قسم الأبحاث والتحليل في دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أعد تقريراً سرياً مفصلاً حول الأوضاع في شمال العراق خلال تلك الحقبة، يستعرض الأحداث والصدامات في شمال العراق ويشير إلى أسبابها ويحمل تاريخ الخامس من يناير (كانون الثاني) 1994:

"اندلعت معارك متكررة بين الفصائل الكردية في شمال العراق وكان أحدثها وأكثرها خطورة بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحركة الإسلامية في كردستان. ومع ذلك، فقد شهد الشهر الماضي أيضاً اشتباكات أو توترات خطرة بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والحزب الاشتراكي الكردستاني بزعامة محمد باروني. وتأتي الأحداث بصورة منفصلة تماماً عن مشاركة أكراد العراق في العمليات ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) والتي يبدو أن الاتحاد الوطني الكردستاني لعب فيها دوراً متناقضاً. من الصعب الوصول إلى الحقيقة في ظل مزاعم متناقضة بشدة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron