بغداد ـ «القدس العربي»: أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق، الأربعاء أن التقارير التي تتحدث عن استخدام إيران للأراضي العراقية لشن هجمات على إسرائيل هي «ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه».
إيقاف العدوان
في حين أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ضرورة أن تضاعف الولايات المتحدة وباقي الدول الكبرى الجهود من أجل إيقاف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وقال مكتبه الإعلامي في بيان إن السوداني «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن» مساء الثلاثاء.
وبحث رئيس الوزراء خلال الاتصال مع بلينكن «المخاطر المترتبة على استمرار العدوان الصهيوني على غزة ولبنان وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة والعالم».
وأكد رئيس الوزراء ضرورة أن «تضاعف الولايات المتحدة وباقي الدول الكبرى الجهود من أجل إيقاف هذه الحرب» مشيراً إلى أهمية «العمل المستمر من أجل التخفيف من الآثار الإنسانية القاسية للحرب، وتكثيف جهود إيصال المواد الإغاثية للمدنيين داخل مناطق الصراع أو النازحين بسبب الحرب».
غير إن بياناً أمريكياً مقابلاً، أفاد أن بلينكن، شدد على أهمية «عدم جر العراق إلى صراع إقليمي».
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن «الوزير بلينكن بحث في اتصال مع السوداني، الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان».
وأضافت أن «الوزير بلينكن شدد على أهمية عدم جر العراق إلى صراع إقليمي، وعلى ضرورة أن يسيطر العراق على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات من أراضيه».
ودعا بلينكن خلال الاتصال، وفقاً للخارجية الأمريكية، «الحكومة العراقية إلى حماية الموظفين الأمريكيين من الهجمات التي تشن من العراق».
في الأثناء، تحدّثت تقارير أمريكية عن تحذيرات وصلت إلى بغداد من واشنطن بشأن الهجوم الإيراني المرتقب. وحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أجرى هو الآخر اتصالاً برئيس الوزراء، محذراً فيه من «استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة الكيان الصهيوني».
ويضيف الموقع، أن «استخبارات إسرائيل وأمريكا تشير لنية إيران مهاجمة إسرائيل من العراق» مبيناً أن «الحرس الثوري الإيراني نقل مسيرات وصواريخ لجماعات شيعية في العراق».
بلينكن حثّ السوداني على وجوب السيطرة على الجماعات المسلحة
وأكد أن «واشنطن حذرت إيران علنا وبشكل خاص من شن هجوم على إسرائيل» لافتاً إلى أن «الإيرانيين لم يظهروا حتى الآن أي استعداد لخفض التصعيد».
وطبقاً لمعلومات الموقع الأمريكي فإن «مستشار الأمن القومي الأمريكي تحدث مع السوداني عن هجوم إيران المتوقع من العراق» مشيراً إلى أن «بلينكن تحدث مع رئيس الوزراء بشأن القضية ذاتها».
وأفاد أن سوليفان وبلينكن «ضغطا على السوداني، لوقف الهجمات ضد قوات أمريكية» مبينا أن «سوليفان وبلينكن أبلغا السوداني بضرورة عدم السماح لإيران بمهاجمة إسرائيل من العراق». ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن «واشنطن حذرت بغداد من أن إسرائيل قد تهاجم العراق إذا لم يمنع الهجوم الإيراني».
يحدث ذلك في وقتٍ أعلنت فيه الفصائل العراقية مسؤوليتها عن هجمات جديدة طالت أهدافاً إسرائيلية حيوية.
بيان للفصائل المنضوية في ائتلاف «المقاومة الإسلامية» في العراق، ذكر أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق اليوم الأربعاء (أمس) هدفاً حيوياً في حيفا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر» مؤكدة «استمرار عملياتها في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة».
وفي بيان لاحق، تبنّت الفصائل عملية أخرى طالت «هدفاً حيوياً» في «جنوب الاراضي المحتلة» بواسطة الطيران المسيّر أيضاً.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، إسقاط طائرتين مسيّرتين أطلقتا من العراق باتجاه إسرائيل.
ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» فقد دخلت إحدى الطائرتين المجال الجوي الإسرائيلي في صحراء العربة، بالقرب من مطار رامون، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في بلدة إليباز الجنوبية.
واضاف الجيش إن «الطائرة المسيّرة الثانية أسقطت قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي».
وأشار إلى أنه اعترض طائرة مسيرة دخلت الأراضي الإسرائيلية من الشرق، مما أدى لانطلاق صفارات الإنذار في منطقة وادي عربة الممتدة من البحر الميت إلى إيلات الساحلية المطلة على البحر الأحمر. إلى ذلك، حذر وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، من آثار العدوان الهمجي للكيان المحتل في لبنان وفلسطين وسوريا على الشركاء الاجتماعيين وسوق العمل في منطقة الشرق الأوسط.
وقال على هامش أعمال الدورة 352 لمجلس إدارة منظمة العمل الدولية المنعقدة في جنيف، أن «العراق يؤيد خطة المنظمة الخاصة بالاستجابة لحالة الطوارئ في لبنان الذي يبين الأثر التدميري الواضح لعدوان الاحتلال على حياة الناس، وتسببهِ بنزوح عدد كبير من المدنيين اللبنانيين» معبرا عن «دعم العراق لهذه الخطة التي من شأنها تمهيد الطريق لتعافي لبنان من خلال الاعتماد على مشاريع منظمة العمل الدولية الجارية في لبنان بالتعاون مع السلطات الوطنية والمحلية والهيئات المكونة للمنظمة الدولية».
مساعدات طبية
وأشار إلى أن «العراق يُعد من الدول السباقة في تقديم الدعم للأشقاء سواءً داخل في لبنان، أو ممن يستضيفهم العراق، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم» مؤكدا «استعداد الحكومة لتقديم الدعم المطلوب للمكتب الإقليمي للدول العربية وفريق الدعم التقني لإنجاح المهام الموكلة إليهما».
على المستوى الإغاثي أيضاً، قدمت بعثة الإغاثة الطبيّة التابعة لهيئة الصحة والتعليم في العتبة الحسينية، الدفعة الثانية من المساعدات الطبية الطارئة إلى مستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي في مدينة النبطية في لبنان.
وحسب إعلام العتبة فإن دفعة المساعدات الجديدة تضمنت تجهيزات ومستلزمات وأدوية، بالإضافة إلى تجهيزات وأدوية لقسم الحروق، وذلك تنفيذا لبيان مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف، وتوجيهات ممثله عبد المهدي الكربلائي.
وقال رئيس البعثة الدكتور حسين قبيسي أمس، إن «بعثة الإغاثة الطبية التابعة لهيئة الصحة والتعليم في العتبة الحسينية المقدسة، قدمت الدفعة الثانية من المساعدات الطبية الطارئة إلى مستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي في مدينة النبطية».
وأضاف أن «الدفعة تضمنت تجهيزات ومستلزمات وأدوية، بالإضافة إلى تجهيزات وأدوية لقسم الحروق».
وأكد أن «البعثة جاءت تحت الخيمة الأبوية للمرجعية الدينية العليا في النجف الذي هو أب لهذه الأمة» ناقلا«تحيات ودعوات ممثلها عبد المهدي الكربلائي ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الدكتور حيدر العابدي».
وأشار إلى أن «هذه المساعدات الأخوية تأتي في إطار الحفاظ على ديمومة العمل ورفع الكفاءة التشغيلية في هذا الصرح الطبي المميز الذي يقدم ويضحي في كل الظروف لخدمة أبناء المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الراهن بلبنان».
وكان في استقبال البعثة وتسليم المساعدات والمستلزمات الطبية مدير عام المستشفى ورئيس مجلس إدارتها حسن وزني، وتخللتها جولة في أقسام المستشفى وعلى المرضى، وقدّم خلالها قبيسي للطاقم التمريضي ولعوائلهم الذين يقيمون معهم في المستشفى بسبب الأوضاع الأمنية هدايا رمزية، كما قدم مساعدات استشفائية للمرضى.