لندن ـ «القدس العربي»: تعمل شركة إيرباص على تصميم مقاعد طائرة ذات طابقين لتوفير مساحة أكبر لجلوس الركاب، وهي الطائرة التي ستكون الأولى من نوعها على مستوى العالم ويتوقع أن تحدث تحولاً في الخدمات المقدمة على متن الطائرات. ومع قيام شركات الطيران بتكديس المزيد من المقاعد في طائراتها لتعزيز الأرباح، أصبح نقص المساحة للركاب مشكلة خطيرة تواجه الشركات وتؤثر على رحلات الطيران.
وكشف تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، أن الحل قد يصل قريباً عبر طائرات إيرباص الجديدة التي ستكون مقاعدها ذات طابقين، أو ستكون فوق بعضها بعضاً بما يوفر لشركات الطيران مقاعد إضافية ويوفر للركاب في نفس الوقت مساحة إضافية للجلوس.
وتعمل شركة «Chaise Longue» وهي شركة ناشئة مقرها مدريد في إسبانيا، مع شركة الطيران الأوروبية العملاقة لطرح تصميم غير عادي بمقعد واحد لأعلى وواحد لأسفل.
ولتعظيم المساحة، يتميز المفهوم بصف واحد من المقاعد على منصة مرتفعة، يليه صف واحد على مستوى عادي، وهكذا.
وبالنسبة للركاب في الأعلى، فإن القلق بشأن آداب الاستلقاء سيكون أيضاً شيئاً من الماضي، حيث لن يشكو أحد خلفهم مباشرة. وفي الوقت نفسه، سيتمكن الركاب في الأسفل من مد أرجلهم أكثر وحتى رفع أرجلهم قليلاً، وذلك بفضل المساحة الإضافية أسفل الكرسي في المقدمة.
ومع ذلك، فإن الفكرة مثيرة للجدل بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها أحدهم بأنها «فكرة سيئة».
وقال أحد المعلقين على شبكة «ثريد» للتواصل الاجتماعي: «آخر شيء أريده أثناء الطيران هو أن أعلق في منطقة الريح الخاصة بشخص ما». فيما قال شخص آخر على شبكة «إكس»: «الشيء الجميل في هذا الترتيب هو أن الريح من المقاعد المرتفعة أمامك ستضربك مباشرة في فمك، لذلك لا داعي للتساؤل من أين أتت».
وقال معلق آخر: «سيقومون قريباً بحزم أمتعتنا»، مضيفاً: «لن أسافر في طائرة مقاعدها مرتبة في طابقين». فيما قال آخر: «اليوم الذي سيدخل فيه ترتيب المقاعد هذا إلى الطائرات هو اليوم الذي سأبدأ فيه السفر فقط إلى المسافة التي أستطيع القيادة فيها».
وقال أليخاندرو نونيز فيسينتي، الرئيس التنفيذي لشركة «Chaise Longue» إن شركته تستكشف «مفاهيم المرحلة المبكرة» مع شركة إيرباص، وأضاف: «بعد 4 سنوات مثيرة من السعي لتحقيق حلمي بتحسين تجربة الركاب ومنحهم ما يستحقونه حقاً، يسعدني اليوم الإعلان عن هذا».
وتابع: «إنه فجر عصر جديد للطيران التجاري، لذا آمل أن تكونوا متحمسين مثلنا لهذا الإعلان وأن تتمكنوا قريباً من عبور السماء في مقعد أكثر راحة ورحابة ومكون من مستويين».
ومن غير الواضح متى يهدف الطرفان إلى طرح التصميم على الطائرات.
وبدأ فيسينتي، الذي درس الهندسة الصناعية في جامعة برونيل بلندن، في بناء أول نموذج أولي لمقعد الطائرة يدوياً في عام 2021 باستخدام «مجموعة من الألواح» فقط.
وقدمت شركة «Chaise Longue» نموذجاً رقمياً عبر الإنترنت للتخطيط لهذه المقصورة في الطائرة، حيث وفقاً للمفهوم، الذي أثار أيضاً اهتمام شركة طيران الإمارات، فسوف يقرر الركاب ما إذا كانوا يحجزون مقاعد علوية أم سفلية.
وقالت «دايلي ميل» إنه يتبين من الصور الترويجية أن الركاب في المقاعد السفلية سيكون لديهم مساحة كبيرة للأرجل، ولكن مساحة أقل خلفهم للاستلقاء. وعلى العكس من ذلك، سيكون لدى الركاب في الجزء العلوي مساحة كبيرة للتمدد إلى الخلف ولكن ليس مساحة كافية للساقين. ومع ذلك، ونظراً لأن الراكب السفلي سيكون رأسه مباشرة خلف ظهر المسافر الآخر، فقد تكون المقاعد العلوية أكثر شعبية.
وعلاوة على ذلك، سيكون لدى الركاب في الجزء السفلي ظهر كرسي شخص ما يلوح عالياً فوقهم، ما قد يزيد من الشعور بالخصوصية، أو الخوف من الأماكن المغلقة.
وسيكون لدى الجميع مساحة تحت مقعدهم الخاص لوضع أمتعتهم، ولكن ركاب الصف السفلي سيحصلون على مساحة إضافية صغيرة أمامهم أيضاً.
والجدير بالذكر أن التصميم يتخلص من حجرات الأمتعة العلوية من أجل الاستفادة من ارتفاع مقصورة الطائرة قدر الامكان.
وقال فيسينتي إنه ليس في مهمة للقضاء على مقاعد الطائرات العادية. وبدلاً من ذلك، يتصور مقصورة حيث يكون مفهومه في المنتصف، محاطاً بصفين من مقاعد الطائرات التقليدية، لكنه اعترف بأن «هناك تطويراً طويلاً في المستقبل».
وقال فيسينتي أيضاً إنه ممتن لشركة إيرباص لأنها ترى «الإمكانات الحقيقية للمقاعد ذات المستويين»، مضيفاً أنه «منفتح على التعاون» مع شركات الطيران الأخرى.
وأكدت «إيرباص» التعاون لكنها لم تقدم سوى تفاصيل ضئيلة حول المشروع. وقال متحدث باسم «إيرباص»: «تستكشف تشيس لونغ بعض المفاهيم المبكرة مع إيرباص بشأن حلول المقاعد ذات المستويين لطائرات إيرباص التجارية».
وأضاف المتحدث: «نظراً لطبيعة هذا المستوى المبكر، تفضل إيرباص عدم التعليق أكثر في هذه المرحلة».
ووفقاً لتقرير سابق نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية فقد كانت شركات الطيران تدفع إيراداتها من خلال الضغط على المزيد من المقاعد في كل طائرة.
وتسمح الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة لشركات الطيران بحشر أي عدد من المقاعد في مقصورة بأي حجم، طالما يمكن للركاب الإخلاء في حالة الطوارئ في غضون 90 ثانية.