الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ماذا يعني نتنياهو بقوله عدم السّماح بانتشار “قوات الشرع” جنوب دمشق ونزع السلاح التام منها وماذا خلف صمت نظام الشرع المُطبق وما علاقة “حماية الدروز”؟.. كيف “تفاخر” صحفي إسرائيلي بتواجده العلني بدمشق؟ وهل يقبل السوري العمل بـ100 دولار عند مُحتل أراضيه؟
تغيير حجم الخط     

ماذا يعني نتنياهو بقوله عدم السّماح بانتشار “قوات الشرع” جنوب دمشق ونزع السلاح التام منها وماذا خلف صمت نظام الشرع المُطبق وما علاقة “حماية الدروز”؟.. كيف “تفاخر” صحفي إسرائيلي بتواجده العلني بدمشق؟ وهل يقبل السوري العمل بـ100 دولار عند مُحتل أراضيه؟

مشاركة » الاثنين فبراير 24, 2025 5:33 pm

9.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
لا أحد يعلم إذا كان التحذير المُوجّه على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ”سورية الجديدة” قد مرّ على مسامع حكّام دمشق الجُدُد، حيث أنه تصريح تحذيري يخص أراضيهم السورية، والتي استلموا حكمها وإدارتها بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
ad
هل بات نتنياهو الحاكم الفعلي لسورية؟
نتنياهو قال صراحةً بأن تل أبيب لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال يُحدّد للجيش السوري الجديد بعد حل “الجيش العربي السوري” أماكن تواجده على أراضيه.
ad
كما يُريد نتنياهو جعل جنوب تل أبيب “منزوع السلاح بالكامل”، ولن يسمح لقوات النظام السوري الجديد بدخول منطقة جنوب العاصمة دمشق، وريفها، مُطالبًا وهي العبارة الأكثر استفزازًا للسوريين بالنزع التام للسلاح من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء”.
وقال نتنياهو أيضًا “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.
“صمت مُطبق”
يحدث كل هذا، ولا تزال حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تُمارس الصمت التام والمُريب، ولم تعلّق على هذه التصريحات الاستفزازية لنتنياهو والتي جاءت في خطاب ألقاه أمام دفعة جديدة من الضباط في حولون جنوب تل أبيب.
وبعد سُقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تجدر الإشارة بأن إسرائيل كثّفت عملياتها العسكرية في سوريا، حيث احتلّت المنطقة العازلة واستكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ، إضافة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في القنيطرة وريف دمشق، وقضت تمامًا على مقدرات الجيش العربي السوري.
حل الجيش العربي السوري
تصريح يتيم صدر عن الانتقالي أحمد الشرع في وقت سابق، ندّد بتوغّل القوات الإسرائيلية داخل سورية، ولكنه أكد أن الوقت الحالي “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”، ما يطرح تساؤلات بين السوريين حول الكيفية التي يُمكن للشرع الدفاع فيها عن أراضيهم، والأهم وحدتها، وسيادتها، بعد حرصه (الشرع) على حل الجيش العربي السوري، وترك مُقدّراته للقصف والتدمير بعد تحقيق حلمه المنشود بإسقاط نظام الأسد.
حماية الدروز بين الموقف الرسمي والشعبي!
قائد “تجمّع أحرار جبل العرب” في السويداء الشيخ سليمان عبد الباقي أكّد من جهته رفضه القاطع لتدخل أي جهة خارجية بالشأن السوري الداخلي، ولكن عبد الباقي لم يذكر في بيانه صراحةً “تهديد التدخّل الإسرائيلي”، وعاود وجدّد أهمية زوال نظام الأسد، وإضعاف كما قال محور إيران وحزب الله، وأنه بات بالإمكان بحسبه “بناء الوطن والعيش بسلام”.
ولم تُظهر الحكومة السورية الانتقالية الجديدة أي دعم وتضامن مع دعوات السوريين إلى تنظيم مظاهرات غدًا الثلاثاء في ساحة 18 آذار بمدينة درعا وساحة الكرامة في السويداء، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى في محافظة القنيطرة، للتعبير عن رفضهم لتصريحات نتنياهو وللتأكيد على وحدة الأراضي السورية.
ذريعة حماية الدروز
صحيفة “إسرائيم هيوم” قالت إن تصريحات نتنياهو هي بسط لرعايته على المجتمعات في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، وتحديدًا الدروز، وذلك من مُنطلق أن “إسرائيل تقوم بتنمية علاقات مدنية صحية معهم”.
وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال هو الآخر بأن “جيشه لن يسمح بالتمركز والتواجد في المنطقة الأمنية في جنوب سوريا، من هنا وحتى دمشق، وسنتعامل مع أي تهديد”.
وأضاف كاتس: الطائفة الدرزية تُعد طائفة شقيقة لإخواننا الدروز، الذين يقاتلون معنا في دولة إسرائيل، ونحن ملتزمون بتمكينهم من الحفاظ على صلتهم بأقاربهم وشركائهم في تاريخ الطائفة الدرزية العريقة”.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، مؤخرًا، أن “إسرائيل” تبني مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة منزوعة السلاح في سوريا.
كل هذا يؤشر بكل حال على نوايا سلبية ومطامع احتلالية لإسرائيل بالأراضي السورية، يبدو أن التعامل معها لا يتم حتى في السياق الخطابي الانتقادي من قبل حكام دمشق الجدد.
الدروز: نطلب حماية شعبنا السوري
شعبيًّا، سارع الدروز في سورية للتبرّؤ الواضح والصريح والعلني من تصريحات نتنياهو حول حمايتهم، وأعادوا التذكير بمقولة فارس الخوري على منبر الجامع الأموي والذي قال فيها مُخاطبًا الفرنسيين: “إذا كانت فرنسا تدّعي أنها احتلّت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله”.
وبذات العبارة وذريعة حماية نتنياهو للدروز، أكد الدروز بأنهم سوريون، ويحتاجون لحماية حكومتهم، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت ستُلبّي الحكومة السورية الجديدة “الصامتة حتى الآن” النداء، وتهب لحماية الدروز ونجدتهم، لإبطال ذريعة نتنياهو لحمايتهم.
100 دولار
وفي سياق متّصل، ذكرت تقارير إعلامية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّم عُروضًا للعمل لبعض سكان الجنوب السوري، بحيث يدخلون إلى إسرائيل صباحًا ويعودون منها ليلاً إلى سوريا كما كان يحصل في قطاع غزة”.
وأبدى الجيش الإسرائيلي لمن قدّم لهم عروض العمل رغبته في إصدار تصريحات دخول تمكّنهم الدخول إلى إسرائيل والعمل فيها، مثلما كانت تفعل بالضبط مع الفلسطينيين الذين يعملون على أراضيها، وقدّم الإسرائيليون وعودًا بحصول كل عامل على أجرة يومية تتراوح بين 75 و100 دولار أميركي، ويبدو أن الكيان يُحاول استغلال الحال الاقتصادي المُتردّي في سورية، وسط عدم وجود مشروع حقيقي للتصدّي من قبل الحكومة السورية الجديدة، على خلفية ما تقول إنها استلمت بلادًا مُهترئة على جميع الأصعدة من ما تصفه بـ”النظام البائد”.
صحفي إسرائيلي يُباهي بالتواجد في دمشق!
وفي حين يُبرّر أنصار الحكم الجديد له عدم قدرته على السيطرة الكاملة بحكم المرحلة الانتقالية، يأتي ظهور صحفي إسرائيلي يعمل لصالح القناة 12 العبرية في قلب العاصمة دمشق ليصدم السوريين، ويُثير الجدل فيما بينهم.
كيف دخل دمشق؟
ويبدو أن الصحفي الإسرائيلي ويُدعى إيتاي أنغيل، لم يدخل للعاصمة السورية بشكل سرّي، بل تفاخر وظهر وهو يدخن “الأرجيلة” ووثّق ذلك علنًا على صفحته في “الفيسبوك”، ما يعني أنه حصل على الإذن من السلطات الجديدة، وكتب: “من دمشق مع الحب”.
ولافت أن الصحفي أكد أنه سيعرض فيلمه الوثائقي الأول عن سورية بعد سقوط الأسد عبر القناة 12 الإسرائيلية، ما يفتح باب التساؤل حول هدفه من عرض هذا الفيلم، وكيف سيقدم المشهد في سورية بعد سقوط الأسد، وما إذا كان ذلك تمهيدًا لقياس ردّة فعل الشارع السوري على هذا التطبيع الإعلامي، والذي سيأتي مقدمة لتطبيع سورية الشرع مع الكيان.
وصمتت أيضًا السلطات السورية الجديدة عن التعليق حول ظهور الصحفي الإسرائيلي بالعاصمة السورية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات