صنعاء- “القدس العربي”: شن سلاح الجو الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، غارات “عنيفة” على اليمن، في هجوم هو الثامن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والثالث منذ استئناف العدوان على القطاع المحاصر.

واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية في هذا الهجوم ميناءي الحُديدة (للمرة السادسة) والصليف (للمرة الثانية) محافظة الحُديدة الساحلية غربي البلاد، والواقعة في مناطق سيطرة حركة “أنصار الله” (الحوثيون).

وأكدت وسائل إعلام تابعة للحركة وقوع “عدوان إسرائيلي على ميناءي الحُديدة والصليف”.

وفيما أكدت القناة 12 الإسرائيلية، أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت ميناءي الحُديدة والصليف.

ونقلت القناة العبرية عما سمته مصدر أمني قوله: “تم مهاجمة اثنين من الموانئ، هما الحُديدة والصليف، واستخدمت إسرائيل عشرات القنابل، وبمشاركة أكثر من 10 طائرات في الهجوم”.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ذلك يأتي “بعد أن واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.

فيما نقلت قناة “كان” العبرية عن مصدر أمني: “هدف مهاجمة موانئ اليمن هو فرض حصار على الحوثيين”.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلًا عن مصدر عسكري: ” إسرائيل تعمل على فرض حصار بحري محكم على الحوثيين بهجمات لتدمير موانئهم”.

فيما قال رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، “قصفنا ميناءين تابعين للحوثيين، وهذه مجرد بداية”. وأضاف: ” لسنا مستعدين للوقوف صامتين أمام هجمات الحوثيين”.

في المقابل، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لـ”أنصار الله”، نصر الدين عامر:” لن تتوقف عمليتنا المساندة لغزة ولن يرفع الحصار عن السفن الصهيونية”.

وأضاف: “سنواصل الجهد العسكري لاستكمال الحصار الجوي على مطارات العدو الصهيوني”. وأردف: ” سنعمل على توسيع عملياتنا ضد العدو الصهيوني ردًا على توسيع العمليات في غزة واستمرار العدوان على موانئ اليمن”.

وكان زعيم حركة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي قال الخميس، إن عملياتهم الإسنادية لغزة “بلغت هذا الأسبوع تسع عمليات بصواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة”، موضحًا “أن من أهمها العمليات باتجاه مطار بن غوريون في إطار العمل المستمر الهادف لفرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي”.

وكانت إسرائيل أطلقت يوم الأحد تحذيرًا للسكان في محيط ثلاثة موانئ يمنية في محافظة الحُديدة غربي البلاد؛ قبيل قصفها؛ لكنها تراجعت عن القصف.

وشنت مقاتلات إسرائيلية، خلال الخامس والسادس من مايو/أيار الجاري، هجومين على اليمن، واستهدفت بسلسلة من الغارات ميناء الحُديدة ومطار صنعاء الدولي، وثلاث محطات كهرباء في مناطق حزيز وذهبان وعصر بمحيط العاصمة، ومصنعي إسمنت باجل بالحُديدة غرب عمران بمحافظة عمران شمالي البلاد.

وسبق واستهدفت الغارات الإسرائيلية، ميناء الحُديدة خمس مرات، وميناء الصليف مرة واحدة.

ويمثل العدوان الإسرائيلي، اليوم الجمعة، هو الثامن منذ يوليو/ تموز 2024م؛ بينما استهدف الهجوم الأول في 20 يوليو خزانات النفط في ميناء الحُديدة.

ونجح صاروخ فرط صوتي يمنيّ في الرابع من مايو، في الوصول إلى محيط مطار بن غوريون، مخترقًا كافة منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية.

وكان الحوثيون قد أعلنوا اعتزامهم فرض حصار جوي على إسرائيل بجانب الحصار البحري؛ وأطلقوا تحذيرًا لشركات الطيران بهذا الشأن.

وتشن حركة “أنصار الله” هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، في سياق ما تقول الحركة إنه يأتي دعمًا لمظلومية الفلسطينيين في غزة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرًا.

وردًا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل عدة هجمات جوية على منشآت حيوية وبُنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحركة في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأطلقت “أنصار الله” خلال الأيام الثلاثة الماضية ثلاثة صواريخ باتجاه مطار بن غوريون، وآخرها ما تم الإعلان عنه الخميس.

وكانت حركة “أنصار الله” (الحوثيون) أعلنت في وقت متأخر من مساء الخميس، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب)، وذلك “انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني بحق الأشقاء في قطاع غزة”.

وأوضح المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع في بيان، أن قواته نفذت العملية “بصاروخ باليستي فرط صوتي، وحققت العملية هدفها بنجاح، وتسبب الصاروخ في هروب ملايين الصهاينة المحتلين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لقرابة الساعة”.

وقال إن قواتهم “وأمام التطورات العاجلة في غزة، من استمرار حرب الإبادة الجماعية والمجازر اليومية والمجاعة جراء الحصار الخانق وأمام العجز والخذلان العربي والإسلامي لتجد نفسها، ومعها كل أحرار الأمة أمام مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية كبيرة”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض الصاروخ؛ لكنها في الوقت ذاته تحدثت عن دوي صفارات الإنذار وهروب الملايين إلى الملاجئ.
مظاهرات مع غزة

في المؤازاة؛ تجددت في عشرات المدن اليمنية في مناطق سيطرة حركة “أنصار الله” (الحوثيون)، الجمعة، المظاهرات الأسبوعية، استمرارًا في نُصرة غزة وتنديدًا واستنكارًا لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.

واحتشد الآلاف من جميع مديريات أمانة العاصمة صنعاء في ميدان السعبين، وهم يرفعون العلمين اليمني والفلسطيني.

وقالت وكالة الأنباء سبأ بنسختها التابعة لـ”أنصار الله”: “شهدت العاصمة صنعاء اليوم (أمس الجمعة)، مسيرة جماهيرية كبرى إسناداً لغزة وثباتاً مع الشعب الفلسطيني تحت شعار (مع غزة لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع)”.

ورددت الحشود بصنعاء هتافات (صرخة في وجه التطبيع لن نقبل حرب التجويع)، (سوف نواصل سوف نـَرُد في يافا ومطار اللـُّد)، (في غزة لله رجال معجزةٌ في الاستبسال)، (ولغزة مليون سلام لسراياها والقسام).

كما نظمت الحركة عشرات المسيرات في المدن الرئيسة في محافظات الحديدة، عمران، حجة، صعدة، المحويت، ريمة، ذمار، البيضاء، إب، تعز، مأرب، والجوف وغيرها من المحافظات الواقعة كلها أو بعضها في مناطق سيطرة “أنصار الله”، وفق وكالة الانباء سبأ بصنعاء.

وقال بيان المسيرات: “في ذكرى النكبة، نقول للشعب الفلسطيني إنه بجهادكم في سبيل الله وصبركم تمنعون تكرار النكبة “.

وعبّر البيان، عن استمرار التضامن اليمني مع فلسطين وغزة كمبدأ ثابت وراسخ:” نقول للشعب الفلسطيني، نحن معكم وإلى جانبكم، لن تتكرر النكبة بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم”.

وأضاف البيان: “الفلسطيني بمواقفه الخالدة يقف حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، ويحمي الأمة من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى”.

وأكدَّ أهمية استمرار المقاطعة الاقتصادية: “من أقل المسؤوليات جهداً وأكثرها تأثيراً المقاطعة الاقتصادية للأعداء والتي لا يُعفى منها أي مسلم وكذا المظاهرات والاحتجاجات”.

ودعا “شعوب أمتنا إلى التحرك الحقيقي وتفعيل كل الطاقات للدفاع عن إخوانهم ومقدساتهم في فلسطين”، مؤكدا على “المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والأخوية للأمة التي لا يمكن أن تسقط بمرور الزمن”.

وأعرب البيان عن الشكر لـ”سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على التحية التي أرسلوها لليمن في مستهل إعلان لإحدى عملياتهم: “نتشرف برد التحية للإخوة في سرايا القدس، ولكل المجاهدين، الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان”.

وكانت “سرايا القدس” عرضت، الأربعاء، مشاهد تنفيذ إحدى عملياتها، التي أطلقت فيها رشقة من صواريخها باتجاه عدد من المستوطنات في غلاف غزة، واستهلت الفيديو بتوجيه التحية للشعب اليمني “بكافة الميادين، وعلى رأسهم ميدان السبعين”.