الوثيقة | مشاهدة الموضوع - صحيفة عبرية: حين يصبح النصر بلا راية والهزيمة بلا معركة.. “نطنز” نموذجاً
تغيير حجم الخط     

صحيفة عبرية: حين يصبح النصر بلا راية والهزيمة بلا معركة.. “نطنز” نموذجاً

مشاركة » الأربعاء إبريل 14, 2021 1:28 pm

13.jpg
 
صور الانتصار الكبرى مطبوعة بقوة في رؤوسنا: علم الحبر الذي رفعه ابراهام أدان (بيرن) في نهاية حرب الاستقلال، والمظليون في المبكى، ويوسي بن حنان في قناة السويس في حرب الأيام الستة، وأرئيل شارون -مع ضمادة على الجبين- في حرب يوم الاستقلال.

ليس صدفة أن نتذكر هذه الصور حتى بمسافة الزمن. شيء فيها لخص الدراما وأوجز قصتنا كلها. إذا كانت “صورة واحدة تساوي ألف كلمة” مثلما يقول الكليشيه، فإن صورة جيدة تساوي عالماً بكامله وأحياناً أيضاً تساوي النصر.

إن البحث عن صور النصر قد يخدع، والتفكير بأن إطاراً واحداً قد يكوي وعياً بما حصل (وما لم يحصل) يكاد يكون مثالياً. فالحياة معقدة أكثر مما يمكن أن تلخصها نقرة واحدة على الكاميرا. كان هذا صحيحاً، وهو صحيح بأضعاف في المعارك الحديثة وفي العصر الحالي للتكنولوجيا المتطورة والشبكات الاجتماعية واسعة الانتشار والنفوذ.

في حروب الماضي قاتلت جيوش مقابل جيوش، وبشكل عام بعيداً عن التجمعات السكانية. وكان الجيش الإسرائيلي يتحكم بما يحصل هناك، يتحكم بمن يدخل إلى هناك، يتحكم بالمعلومات. وعلى أي حال، كانت كمية وسائل الإعلام قليلة، وتتغذى من مصادر معدودة ومركزة. وعندما كانت تلتقط صورة جيدة كانت تنال انتشاراً أقصى وتنجح في التأثير وكي الوعي، سواء عندنا، أو عند أعدائنا وفي أرجاء العالم.

أما حروب اليوم فتجري في معظمها من داخل السكان (لدى العدو) وإلى داخل السكان (لدينا). ليس للجيش الإسرائيلي في هذه الحروب تحكم بالمعلومات، ولا على نشرها أيضاً. كل من يمسك بهاتف خلوي بات مراسلاً أو مصوراً؛ كل مستخدم للشبكة الاجتماعية أصبح وسيلة إعلام واسعة الانتشار.

في هذا الواقع، تقلصت قدرة التأثير والحسم من خلال صورة واحدة إلى الحد الأدنى، أو بالتأكيد عندما يصبح اصطلاح “النصر” متملصاً وموضع خلاف. يسهل على العدو أن يحقق انتصارات في الوعي بقدر كبير، لكونه محرراً من القيود والأخلاق. كما أن وسائل الإعلام تنشر أحياناً صوراً تخدم ظاهراً الطرف الآخر، والتي هي قابلة للوصول وتعرض التعقيدات وأثمان الحرب.

في الحروب الحالية لم يعد هناك علم على التلة، أو عدو يعلن الاستسلام. الصاروخ الأخير سيطير دوماً نحونا، وكذا النجاحات باتت قابلة لتفسيرات عديدة المعاني. اعتراض القبة الحديدية مثلاً يعدّ نجاحاً مبهراً بلا شك، وهو أيضاً انتصار جلي للتكنولوجيا، ولكنه ليس صورة نصر بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. كما أن انفجاراً في مشروع نووي في إيران هو إنجاز عظيم، ولكنه بعيد عن أن يكون انتصاراً يحسم المعركة.

الحياة الحالية معقدة تتركب من فسيفساء صور، لا يمكن أن تتركب منها صورة واحدة ووحيدة. وعليه، فإن البحث عن “صورة نصر” أيضاً في الحرب القادمة من شأنه أن يكون محبطاً، ويبدو أن مآله الفشل أيضاً. ولا يعني هذا وجوب التخلي عن معركة الوعي والرأي العام، ولكن في معركة كهذه لا توجد ولن توجد انتصارات سهلة وتلخص في صورة واحدة.

وبالتالي، يجدر بنا أن نتواضع ونكتفي بإنجازات أقل صخباً، وأكثر من مجرد صورة نصر واحدة. كما يمكن أن نواسي بعضنا بالانتصارات التي تتحقق ليس في ميدان المعركة الكلاسيكي بل وفي ساحات أخرى. فالارتباط بين جنود الجيش الإسرائيلي والجمهور الحريدي في “بني براك” هو انتصار واضح للمجتمع الإسرائيلي بمخاوفه. في الوقت الحالي، سنرى أن ألف صورة كهذه أفضل من الثمن الذي يرافق صورة نصر كلاسيكية واحدة.

بقلم: يوآف ليمور

إسرائيل اليوم 14/4/2021
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير