الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الدويري يحلّل: الزج بالأردن يحصل بعد هجوم التنف.. “أوجاع” الهلال الشيعي تضرب خاصرة مضلع الركبان
تغيير حجم الخط     

الدويري يحلّل: الزج بالأردن يحصل بعد هجوم التنف.. “أوجاع” الهلال الشيعي تضرب خاصرة مضلع الركبان

مشاركة » الاثنين يناير 29, 2024 8:24 am

8.jpg
 
عمان- “القدس العربي”: صوتُ المحلل الشهير الجنرال فايز الدويري وحده يبدّد تساؤلات الحيرة والضجر السياسي وهو يصرح تعليقاً على الهجوم الجديد ضد “قاعدة التنف” الأمريكية العسكرية على الحدود الأردنية- السورية قائلاً: “البيان الأمريكي واضح.. الهجوم حصل على قوات أمريكية في الأردن”.

شرح الدويري لاحقاً: “لا أستطيع أن أؤكد وقوع الهجوم في الأراضي الأردنية، لكن وفقاً للتصريح الأمريكي الرسمي، نعم حصل ذلك، ومعناه وجود قوات عسكرية في منطقة الركبان الأردنية”.

المختصر في قراءة الدويري كان أكثر بلاغة: “الأمريكيون يزجّون بالأردن في مواجهة مفتوحة مع مجموعات في العراق وسوريا”.

قدّمَ الدويري طبعاً موجزه في إطلالة خاصة على قناة الجزيرة، فيما كان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية يصدر إفصاحين خلف بعضهما، تؤشر اللغةُ المستخدمة في كلٍّ منهما على “ارتباك ما” حصل ورصد في “السرد الإعلامي” لحادثة قاعدة التنف المهمة جداً بمعناها الأمني والجيوسياسي.

عملياً؛ فيما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصياً يتحدث عن “قتلى وجرحى” بعد عملية قصف لقوات بلاده “في الأردن”، اندفعت الرواية الرسمية الحكومية الأردنية 3 مرات على الأقل لـ “نفي حصول العملية داخل الأراضي الأردنية”، لا بل قال وزير الاتصال مهند مبيضين إن العملية حصلت “داخل الأراضي السورية”، علماً بأن قاعدة التنف العسكرية المقصودة موجودة تماماً على طرفي خاصرة الحدود وفي “مساحات مشتركة”.

واضح أنه تجنباً للإحراج مع روايات البيت الأبيض ونصوصها أصدر المبيضين بياناً مسائياً، الأحد، أدان فيه “الهجوم الإرهابي” الذي حصل في “موقع متقدّم على الحدود مع سوريا”.

لغة البيان الأردني الثاني بدت أكثر “التزاماً” بالحيثيات السردية الأمريكية، لكن ضرب قاعدة التنف عموماً “تحولٌ أمني دراماتيكي” على خاصرة الحدود الأردنية السورية لسببين:

أولاً؛ لأنها المرة الأولى تماماً التي تضرب بها مجموعات مسلحة، ومصنّفة بالإرهاب في العراق، هذه القاعدة في محيط وجوار منطقة الركبان الصحراوية، وهي قاعدة لوجستية ضخمة ومهمة تتجنب السلطات الأردنية القول دائماً إن جزءاً منها موجود في الساتر الحدودي الدولي الأردني.

وثانياً؛ لأن صياغات الروايات الرسمية عن حادثة الركبان المربكة توحي بعدم الرغبة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، بتسليط الضوء على وقائع وجود قواعد عسكرية أمريكية أصلاً في الأردن مع أن الشارع الأردني يعلم مسبقاً بتلك القواعد وبوجودها، لا بل لا يعترض كثيراً عليها.

بالمتابعة برزت مؤشرات ارتباك في السردية. لكن الدويري، وهو يحلل، اختصر المسافة بقاعدة تقول: “إنهم يزجون بالأردن”.. ذلك باختصار ما هو أهم في العملية التي أغضبت واشنطن، وقال بايدن إنه “سيردّ عليها”، الأمر الذي يعني أن الخوف من الرد الأمريكي أكبر من العملية نفسها لأن “مسار زجّ الأردن” هنا قد يبدد محاولات عمان “المهنية” المتزنة للحفاظ على الذات بعيداً عن فوضى الهلال الشيعي الوشيكة، وتدحرجات الأحداث بعد طوفان غزة.

تمكّنُ طائرة مسيّرة من التسلّل في مضلع الحدود الصحراوي الملتهب، بالقرب من لوجستيات “الحرس الثوري”، وفي عمق خاصرة الركبان الأردنية “حدثٌ خطير” ولا يستهان به، ولا يعني عملياً إلا أن إستراتيجية “الغطاء الأمريكي” لإسرائيل مستمرة في “توسيع نطاق العمليات العسكرية”.. هذا حصرياً ما يخيف الأردن.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات