الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تقديرات: إسرائيل و”حزب الله” يقتربان من المواجهة الشاملة.. ماذا ستقول غزة؟
تغيير حجم الخط     

تقديرات: إسرائيل و”حزب الله” يقتربان من المواجهة الشاملة.. ماذا ستقول غزة؟

مشاركة » الثلاثاء فبراير 27, 2024 1:15 pm

4.jpg
 
يكاد يكون في كل يوم اجتياز لخط آخر، حدود أخرى، في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله. وإذا لم يرد الطرفان حرباً شاملة، فإن التصعيد الذي سجل أمس بين الطرفين يثبت مدى هشاشة الوضع في الشمال وسهولة الوصول لتصعيد شامل وقاس.

إطلاق صواريخ مضادات الطائرات نحو المُسيرات الإسرائيلية، مثل الهجمات المستمرة من جانب حزب الله على بلدات الشمال، أدت إلى رد شاذ بل وشاذ جداً من إسرائيل التي هاجمت أهدافاً في بعلبك. هذا هو الهدف الأبعد عن الحدود الذي هوجم حتى الآن منذ نهاية حرب لبنان الثانية في آب 2006. بعلبك هي مركز “حزب الله” الروحاني والعسكري والسياسي. عملياً، بدأت المنظمة هناك طريقها حين وصل مرشدون إيرانيون من الحرس الثوري إلى عدد من المعسكرات لتدريب من سيصبحون لاحقاً قادة حزب الله. كما فتحت هناك مراكز دين شيعية أولى بدعم من نظام آية الله، حيث يتعلم رجال دين “حزب الله”، وجيل كامل من مؤيدي المنظمة.

إن الرسالة التي تحاول إسرائيل نقلها واضحة وتسمع جيداً: لا نتردد باستخدام مزيد من القوة، وإذا اضطررنا، فسنخرج حتى إلى حرب. لكن السؤال هو: كيف سيرد حزب الله؟ هل سيكون أول من يتراجع ويوافق على سحب قوات الرضوان من منطقة الحدود (عملياً معظم قوات الرضوان خرجت من المنطقة) ووقف النار مع إسرائيل أو ربما سيصعد الهجمات على الأراضي الإسرائيلية ليثبت بأنه لا يخاف مواجهة كهذه. في المرحلة الأولى، جاءت رشقة الصواريخ الثقيلة نحو هضبة الجولان عصر أمس. يمكن التقدير بأنه إذا لم يتحقق وقف نار قريباً بين إسرائيل وحماس في غزة، فسيقترب الوضع بين إسرائيل وحزب الله أكثر إلى مواجهة شاملة وواسعة.

في السلطة الفلسطينية، أعلنت حكومة محمد اشتيه، عن استقالتها أمس. عملياً، تواصل الحكومة أداء مهامها حتى قيام حكومة تكنوقراط، إذا ما تحققت. قرار اشتية ليس انعطافة دراماتيكية في تاريخ العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، أو حتى بين حماس وفتح. هذه خطوة تستهدف الإثبات للإدارة الأمريكية بأن أبو مازن ينفذ توصياتهم بالنسبة للإصلاحات في السلطة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن أعربت الإدارة عن تخوفها من فقدان الدعم لفتح والسلطة في أوساط الجمهور الفلسطيني في غزة، وأكثر من هذا في الضفة، عقب أحداث 7 أكتوبر. لم تعد حماس تتمتع بدعم واسع في أوساط الجمهور في غزة، وأمثلة ذلك نراه كل يوم، لكن شعبيتها في الضفة لا تزال عالية جداً. الإدارة الأمريكية التي خافت من تفجر عنيف ضد السلطة وإسرائيل، طلبت من أبو مازن اتخاذ إجراءات تهدئ الجمهور – الذي يريد أن يرى تحسناً في وضعه الاقتصادي، لكنه بذات القدر يواصل التأييد لأعمال حماس في غزة. استقالة الحكومة القائمة على أساس فتح، جاءت لتسمح بتعيين خبراء لإدارة شؤون الضفة الغربية وغزة معاً في اليوم التالي للحرب.

في نهاية هذا الشهر، سيجتمع ممثلو 14 فصيلاً فلسطينياً، بمن فيهم حماس و”الجهاد” في موسكو، وأحد القرارات التي يفترض أن تصدر من هناك هو تأييد إقامة حكومة تكنوقراط. أبو مازن معني بتعيين محمد مصطفى مستشاره الاقتصادي القديم. أما الأمريكيون والإماراتيون، وحتى السعوديون، فيريدون تعيين سلام فياض الذي نجح من قبل في إجراء إصلاحات شاملة في السلطة. أراد الأمريكيون أيضاً نقل جزء من صلاحيات الرئيس أبو مازن إلى فياض وهذا ما لم يوافق عليه أبو مازن – فبقينا مع محمد مصطفى.

وثمة شخصية أخرى وقفت إلى جانب فياض، وهو محمد دحلان الذي يدعي أنه ليس له تطلعات لـ “اليوم التالي” لأبو مازن. وقد التقى مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في قطر ولاقى تأييده للخطوة، أما في هذه اللحظة على الأقل فإن أبو مازن يرفض ذلك. على أي حال، سواء أكانت حكومة تكنوقراط أو حكومة فتح، فثمة مشكلة تبقى على حالها: حكومة نتنياهو التي ترفض السماح بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.

يديعوت أحرونوت 27/2/2024
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير