الوثيقة | مشاهدة الموضوع - «الطحين اختلط بالدم»… أكثر من مئة شهيد باستهداف إسرائيل لجوعى
تغيير حجم الخط     

«الطحين اختلط بالدم»… أكثر من مئة شهيد باستهداف إسرائيل لجوعى

مشاركة » الجمعة مارس 01, 2024 7:22 am

5.jpg
 
غزة – «القدس العربي»: ارتكبت قوات الاحتلال، أمس الخميس، في غزة، مجزرة مروعة، حيث فتحت دبابات وآليات ومسيّرات إسرائيلية نيران رشاشتها باتجاه آلاف المواطنين من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات قرب دوار النابلسي في شارع الرشيد، فخلفت حوالي 112 شهيداً ونحو 800 مصاب.
وتحدث مكتب الإعلام الحكومي عن قصف قوات الاحتلال تجمعا لمواطنين ينتظرون الحصول على الطحين ومساعدات إنسانية.
وقال إن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروعة مع سبق الإصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنه قتلهم بدم بارد.
علاء مسلم، من شمال قطاع غزة، أحد المصابين في المجزرة، روى لـ «القدس العربي» تفاصيل ما حصل، مؤكدا أن عشرات المدنيين كانوا ينتظرون وصول المساعدات قبل وقوع القصف.
وقال إن المنظمات الإغاثية أخبرتهم أن موعد وصول الطحين سيكون في تمام الساعة الرابعة فجراً، مضيفاً: «بينما كنا منتظرين مرت دبابة إسرائيلية فقمنا بالتراجع للخلف، لينهمر علينا الرصاص».
وأكد «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة الحصول على أكياس طحين، فيما استُهدف العشرات وهم يحملون أكياس الطحين أو معلبات لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع.

الاحتلال أقرّ باستهداف جنوده لطالبي المساعدات وتحدث عن «تهديد»… وبن غفير وصف المرتكبين بـ «الأبطال»

وبين أن مئات المصابين والقتلى وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية، ودون طواقم طبية كافية، حيث اضطر مواطنون إلى التعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية وسط حالة تدافع كبيرة، في وقت نقل القتلى والمصابون على عربات تجرها حيوانات، و»بعضهم كانت معهم أكياس طحين اختلطت بالدماء.»
وأفاد سعيد ثابت سالم الريفي لطاقم الأورومتوسطي: «ذهبنا لأخذ المساعدات واستلام الطحين على البحر، فأطلقوا النار باتجاهنا حوالي الساعة 4:30 فجر اليوم. وبمجرد وصول الشاحنات وتقدم الناس نحوها بدأ إطلاق النار من كل مكان، وصارت مجزرة، أنا حصلت على كيس طحين لأطعم أسرتي المكونة من 11 فرداً، ورفيقي قتل».
فيما بين أنس صبحي عبد العال: «وصلنا دوار النابلسي، بمجرد دخول الشاحنات بدأت الدبابات تطلق النار والقذائف من كل مكان، من كل 10 أشخاص واحد فقط استلم، هناك العديد ممن قتلوا أو أصيبوا وهم يحملون كيس طحين أو معلبات… إطلاق النار كان على الشاحنات ومحيطها بعدما وصلها المواطنون. أصبحت الشاحنات محملة بالقتلى والمصابين.»
المصادر الطبية أفادت لـ»القدس العربي» بأن شهداء ومصابيي «مجزرة دوار النابلسي» نُقلوا إلى مستشفيات مجمع الشفاء الطبي، وكمال عدوان، والعودة، شمالي قطاع غزة»، مؤكدة وجود العديد من الحالات الحرجة بين المصابين.

بايدن يتحقق من «روايتين متضاربتين»… وعدد شهداء العدوان تجاوز الـ30 ألفا

وقال مسؤولان فلسطينيان في مستشفى «كمال عدوان» شمال قطاع غزة، إن أعدادًا كبيرة تقدر بمئات المصابين يحتاجون عمليات جراحية عاجلة وهذا يحول دون قدرات المستشفى الذي توقف عن العمل بسبب نقص الوقود.
وأقرّ مصدر من جيش الاحتلال بإطلاق جنود تابعين له النيران باتجاه طالبي المساعدات في شارع الرشيد، مبررا ذلك بأنهم شعروا «بالتهديد».
وفي الآن ذاته زعم الجيش بسقوط «عشرات القتلى والجرحى» جراء التدافع أو تعرضهم للدوس من قبل الحشود التي «حاصرت الشاحنات ونهبت» حمولتها.
في الموازاة، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، دعمه للجنود الذين أطلقوا النار ووصفهم بـ»الأبطال».
ووصف رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال محمد اشتية، المجزرة بالمروعة والرهيبة التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، في حين دعت حركة «حماس» جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي إلى انعقاد عاجل لاتخاذ قرارات تلزم إسرائيل «بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة».
في السياق، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولايات المتحدة تتحقق من «روايتين متضاربتين» عما حصل في شارع الرشيد.
ولدى سؤاله عمّا إن كان يعتقد بأنها ستعقّد المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، رد بالقول «أعرف أنها ستتسبب بذلك». كما استبعد وقفا لإطلاق النار بحلول الإثنين.
وتزامنت المجزرة مع حصيلة شهداء العدوان التي تجاوزت الـ30 ألفا.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن «عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفا، بعدما وصل إلى مستشفيات القطاع ليلة الأربعاء – الخميس، 79 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron