الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هآرتس: في غزة بلغ الجوع لحد أكل لحوم القطط والكلاب وطحن الحصير خبزاً..ومصر تبطئ المساعدات للضغط على “حماس
تغيير حجم الخط     

هآرتس: في غزة بلغ الجوع لحد أكل لحوم القطط والكلاب وطحن الحصير خبزاً..ومصر تبطئ المساعدات للضغط على “حماس

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس مارس 14, 2024 4:13 pm

1.jpg
 
الثلاثاء الماضي، انطلقت سفينة “أوبن آرمز” من قبرص إلى قطاع غزة وعلى متنها 200 طن من المواد الغذائية والأدوية. الحمولة التي كانت تحملها اجتازت فحوصاً دقيقة في ميناء “لارنكا”، لكن البشرى التي قد تجلبها معها إلى مئات آلاف سكان غزة ما زالت بعيدة عن التنفيذ. القصد هو إنزال الحمولة في البحر ونقلها بقوارب صغيرة إلى شاطئ غزة. لكن من غير الواضح من سينزل الحمولة وأين سيتم تخزينها ومن سيوزعها ومن سيحميها. حتى تصريح الرئيس الأمريكي عن نية إقامة محطة مؤقتة، ستنتظر شهرين على الأقل حتى تصل أجزاؤها ويتم تركيبها وتتحول إلى رصيف يمكن إنزال الحمولات عليه.

في غضون ذلك، ليس للإدارة الأمريكية حلول إزاء الصعوبات اللوجستية والتشغيلية المعقدة التي سترافق عملية النقل، هذا في الوقت الذي تعتبر فيه الأمم المتحدة الوضع في القطاع “جوعاً شديداً”، وقضية المساعدات الإنسانية تتطور وتصل إلى أزمة استراتيجية. الرئيس الأمريكي أوضح بأن أقدام جنود الجيش الأمريكي لن تطأ أرض غزة. لكن رغم تصريحاته فإن أحداً ما يجب عليه ربط المحطة بالشاطئ وحماية طواقم الهندسة الأمريكيين، وبالأساس تسلم المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.

بدلاً من ذلك، تبحث الإدارة الأمريكية عن شركات خاصة لتنفيذ المشروع، بالأساس الحصول على تمويل كاف لتشغيله. إحدى الشركات “فوغ بو” التي يملكها رجال مخابرات أمريكيون سابقون. رئيسها هو سام ماندي، وهو جنرال سابق في المارينز وكان مسؤولاً عن القوات في الشرق الأوسط، ونائبه ميك مالروي، رجل سابق في الـ سي.آي.ايه ومستشار لوزير الدفاع. هذه الشركة عملت سابقاً بنشاطات مشابهة في أرجاء العالم، وبدأت الآن تبحث عن مصادر تمويل في دول عربية مثل الإمارات وفي دول أوروبية أيضاً، وهي تنوي تأسيس صندوق خاص لتجنيد التبرعات. التمويل شرط أساسي لتشغيل مشروع المساعدات للقطاع، لأن الإدارة لا يمكنها فعل ذلك، بالأحرى بدون مناقصة يجب أن تتنافس فيها شركات، إذا وجدت مثل هذه الشركات.

تبحث الإدارة الأمريكية عن شركات خاصة لتنفيذ مشروعات المساعدات لغزة عبر البحر.. وإحدى هذه الشركات يملكها رجال مخابرات أمريكيون سابقون.

لكن حتى لو تم حل موضوع التمويل، فلن تختفي الصعوبات التي تنتظر المشروع. أي شركة تعمل في نقل المساعدات ستحتاج إلى حماية فضاء المحطة والمخازن التي سترسل إليها المساعدات في المرحلة الأولى. حسب معرفتنا، وافقت إسرائيل على توفير دائرة الحماية الخارجية الموجودة في محيط المحطة، بصورة تمنع المدنيين والمجموعات المسلحة (أعضاء حماس أو تنظيمات أخرى) من الوصول إليها والانقضاض على الشحنات. لكن غير معروف حتى الآن من الذي سيكون مسؤولاً عن المساعدات في الطريق من المحطة إلى المخازن ومنها إلى السكان.

قال مصدر إسرائيلي مطلع للصحيفة إن النية هي إلقاء هذه المهمة على قوات فلسطينية محلية غير مسلحة. ولكنه أضاف: “حتى الآن، لم يتم حل قضية توفير الحماية وكيف سيتم منع أحداث تشبه الحادثة قبل أسبوعين التي قتل فيها 113 شخصاً عندما اندفع الناس إلى قافلة المساعدات”.

إحدى الطرق التي يتم فحصها، أن تلقى المسؤولية على الشركة الفلسطينية الخاصة “باديكو غزة”، التي عملت في بناء المنطقة الصناعية في غزة. يبدو أن لديها معرفة وقدرة مطلوبة لتخزين البضائع وتوزيعها. “في نهاية المطاف، ربما لا مناص من وجنود الجيش الإسرائيلي لحماية وتوزيع المساعدات من المحطة وحتى مراكز التوزيع في المدن”، قال هذا المصدر الإسرائيلي. ولكن أي حل لوجستي سيتم التوصل إليه سينتظر حتى استكمال بناء المحطة المؤقتة. وهي فترة زمنية غير متاحة لسكان غزة التي يحتضرون بسبب الجوع. حسب تقارير مخيفة عن وضع الجوع والوضع الصحي في غزة، بدأ السكان في ذبح الكلاب والقطط لتوفير الطعام لأبناء عائلاتهم.

الأرز الذي عشنا عليه في الأشهر الأربعة الأخيرة اختفى كلياً من الأسواق. قررت وزوجتي أن نأكل وجبة واحدة كل يومين لإبقاء أولادنا على قيد الحياة قدر المستطاع

في 9 آذار، نشر نيكولاس كريستوف، وهو كاتب المقالات الأكبر في “نيويورك تايمز”، مراسلة لمحمد الشنطي، وهو من سكان غزة، الذي كان حتى اندلاع الحرب طالب طب في جامعة رودس في جنوب إفريقيا، مع زميلة له في الجامعة. في هذه المراسلات المثيرة للقشعريرة، بين 11 تشرين الأول و29 شباط، حيث انقطع التواصل معه، قال “إن الأرز الذي عشنا عليه في الأشهر الأربعة الأخيرة اختفى كلياً من الأسواق. قررت وزوجتي أن نأكل وجبة واحدة كل يومين لإبقاء أولادنا على قيد الحياة قدر المستطاع. ما بقي لنا هو الحصيرة. بدأنا نطحنها من أجل خبزها وأكلها. وعندما بدأنا نأكل خبز الحصير، أصبح يخرج مع البراز دم”.

الثلاثاء الماضي، وللمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع، دخلت شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال القطاع، كان فيها مواد غذائية بكمية قد تكفي لـ 25 ألف شخص من السكان لفترة قصيرة. وهي كمية صغيرة نسبياً مقارنة مع الاحتياجات الكبيرة للقطاع. مع ذلك، حتى الآن، من غير الواضح كم يمكن استمرار الترتيب الذي يمكن للشاحنات فيه القادمة إلى شمال القطاع استخدام الطريق العسكرية القريبة من الجدار الفاصل بين غزة وإسرائيل.

في الوقت نفسه، تراكمت كميات كبيرة من شاحنات المساعدات على معبر رفح في الطرف المصري، وهي تنتظر في الدور في الفحص كي تدخل إلى القطاع. في مصر نفسها، يزداد ضغط الجمهور لفتح المعبر وإدخال المساعدات بشكل حر دون مراقبتها وفحصها من قبل الطرف الإسرائيلي. الثلاثاء، رفضت وزارة الخارجية المصرية للمرة الثانية طلب أعضاء مجموعة شخصيات ونشطاء اجتماعيين الالتقاء معهم لمناقشة إعطاء تصاريح دخول لمتطوعين مصريين، من بينهم أطباء وأعضاء في منظمات إغاثة إلى داخل القطاع.

بمساعدة النشر في الشبكات الاجتماعية، نجح أعضاء المجموعة، على رأسهم الدكتورة منى المينا، وهي رئيسة نقابة الأطباء السابقة، نجحوا في الحصول على توقيع آلاف المتطوعين، من بينهم الكثير من الأطباء الذين يريدون الانضمام للطواقم الطبية في القطاع. أما وزارة الخارجية المصرية فلم تعط أي تفسير لتأجيل الالتقاء مع المجموعة. وحتى الآن الحكومة هناك تحذر من ألا تخرق التفاهمات مع إسرائيل ومع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بدخول شاحنات المساعدات والمهنيين الذين يريدون تقديم المساعدة.

ما بقي لنا هو الحصيرة. بدأنا نطحنها من أجل خبزها وأكلها. وعندما بدأنا نأكل خبز الحصير، أصبح يخرج مع البراز دم”.

التحكم في وتيرة نقل المساعدات من رفح إلى غزة هو أداة ضغط أساسية تستخدمها مصر على حماس، لكن من غير الواضح مدى نجاح هذا الضغط، لا سيما عندما تكون مصر خاضعة لتفاهمات مع الولايات المتحدة وإسرائيل. أنباء يسربها النظام المصري لوسائل الإعلام تقول بوجود احتمالية لحدوث انعطافة في المفاوضات حول صفقة التبادل، وأن مصر دعت بعثة من حماس إلى القاهرة، لكن الشخصية الرفيعة في حماس، موسى أبو مرزوق، قال إنه لا يعرف عن الدعوة.

حسب تقرير آخر، تفحص الإدارة الأمريكية وقفاً قصيراً إنسانياً لإطلاق النار لنقل المساعدة الطبية والدواء للمخطوفين الإسرائيليين في القطاع، لكن في هذا التقرير جاء أن حماس تشترط وقف إطلاق النار بإدخال المعدات الطبية والدواء إلى مستشفيات القطاع. ومن غير الواضح إذا كانت إسرائيل ستوافق على هدنة إنسانية كهذه. الخوف هو من أن هدنة إنسانية قصيرة ستؤدي في أفضل الحالات إلى “صيانة أفضل للمخطوفين”، حسب تعبير مسؤول إسرائيلي، “لكنها لن تدفع قدماً بالتوصل إلى اتفاق كامل”.

تسفي برئيل

هآرتس
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار