الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الإطار يستبعد إجراء انتخابات مبكرة وحظوظ السوداني بالولاية الثانية تتصاعد : متابعات
تغيير حجم الخط     

الإطار يستبعد إجراء انتخابات مبكرة وحظوظ السوداني بالولاية الثانية تتصاعد : متابعات

مشاركة » الثلاثاء مارس 26, 2024 4:27 pm

مايزال مصير إجراء انتخابات مبكرة تسبق موعدها المفترض أواخر عام 2025 مجهولاً، رغم تأكيدات حكومية سابقة باجرائها، في خطوة حاولت من خلالها في ذلك الوقت امتصاص نقمة الشارع العراقي من الازمات السياسية المتلاحقة، وغضب الصدريين الذين انسحبوا من مجلس النواب بأمر من زعيمهم مقتدى الصدر، رغم انهم كانوا الكتلة الأكبر في البرلمان.

رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تعهد خلال عرضه المنهاج الوزاري لحكومته بإجراء انتخابات برلمانية خلال عام، وتعديل قانون الانتخابات النيابية خلال 3 أشهر.

ومع تعهد السوداني باجراء الانتخابات المبكرة، صدرت مواقف علنية لكتل سياسية ترفض اجراء هذه الانتخابات، وكان أبرزها موقف ائتلاف دولة القانون وبعض القوى الأخرى داخل الاطار التنسيقي.

السوداني رمى كرة الانتخابات المبكرة في ملعب البرلمان حينما كشف في 23 نيسان 2023، عن أن قرار الانتخابات المبكرة او الدورية بيد البرلمان العراقي، موضحاً أن حكومته جاهزة لاية انتخابات مبكرة أو دورية، لكن ذلك يجب ان يسبقه قيام مجلس النواب بحل نفسه.

غير أن الاطراف الشيعية ترى أن الحديث عن اجراء انتخابات مبكرة في العراق لم يعد له مسوغ، ويرون أن الاوضاع السياسية في البلاد مستقرة، وبالتالي غياب مبررات اجراء انتخابات مبكرة.

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير العمل أحمد الأسدي عن تحالف سياسي مرتقب يقوده السوداني، أشار إلى أنه سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة ضمن قائمة يتزعمها رئيس الوزراء الحالي، في ظل معرفة أن شركاء السوداني السياسيين، لاسيما في الإطار التنسيقي يعرفون أن رئيس الحكومة وزعيم تيار الفراتين الذي لديه مقعدان في البرلمان، يروم دخول الانتخابات لحصد المزيد من المقاعد اعتماداً على ما حققه خلال الفترة التي قضاها حتى الآن في المنصب.

السوداني لم يعلن بعد عن مشروعه السياسي، وهو يتمتع بمقبولية في الشارع العراقي، غير أن اجراء انتخابات مبكرة بات أمراً مستبعداً من وجهة نظر شيعية.

عضو مجلس النواب عن كتلة الصادقون محمد البلداوي يقول: “لا اعتقد أن هنالك أمراً يستوجب الذهاب الى انتخابات مبكرة”، عاداً الدعوة الى ذلك “أمراً غير صحيح”. ويوضح البلداوي أن “البلد يشهد وضعاً سياسياً مستقراً، وهنالك مرحلة من البناء والاعمار، كما أن هنالك مشاريع موازنة، والحكومة تسير بخطى ثابتة، وهنالك الدعم الدولي والاقليمي والمحلي”، متسائلاً: “ما الداعي للذهاب الى انتخابات مبكرة؟”.

وينوّه الى أن “السوداني لم يحسم أمره لحد الآن في حسم الجهة التي سيدخل معها في الانتخابات المقبلة، سواء يكون لمفرده أو في قوائم، لذا فالموضوع سابق لأوانه”، مستدركاً أن “العملية السياسية في العراق متقلبة وغير مستقرة”.

كما يرى البلداوي أن “السوداني سيبحث عن شركاء قريبين منه وسيكون معهم في قائمة، وهو لن يكون بعيداً عن باقي القوى السياسية”، لافتاً الى أن “طريقة عمل السوداني وكأن الجميع شركاء معه، وهو لا يريد أن يعمل بطريقة استغلال الوضع للانقضاض على الآخرين والانفراد بالساحة، بل هو يعمل مع الجميع وكأنه يشكل حلفاً كبيراً وبستراتيجية أن يكون هذا الحلف مستمراً لما بعد الانتخابات”.

ويؤكد عضو مجلس النواب عن كتلة الصادقون، أن “السوداني بطبيعته لا يبحث عن أعداء، بل يبحث عن الأصدقاء وحل المشاكل، وهذه هي الصفة الايجابية في هذه الشخصية”.

ائتلاف دولة القانون لا يذهب بعيداً عن رأي الصادقون في هذا المنحى، ويعتقدون أنه لا توجد أسباب تقتضي الذهاب الى انتخابات مبكرة، وأن السوداني قد يحصد أصواتاً أكثر مما لدى كتلته حالياً في مجلس النواب العراقي.

ويقول عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون جاسم العلوي، إن “الوقت لا يسعف لإجراء الانتخابات المبكرة، والتي هي تحتاج الى وقت كبير، كما أن المتبقي لهذه الدورة النيابية نحو أقل من سنة ونصف، لذا لا يمكن خلال هذه الفترة المتبقية الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة، لانه يجب ان تستعد الاطراف السياسية للدخول فيها”.

ويؤكد العلوي أنه “لا توجد رغبة سياسية في اجراء انتخابات مبكرة”، مستدركاً: “أما من أجل شروط تملى من الخارجين عن التشكيلة الحكومية مثل التيار الصدري، فلا توجد آثار لهذا النشاط أو حديث عام بهذا الصدد”.

ويرى أن “الظرف الحالي لا يسمح بما تم وضعه في برنامج الحكومة”، معتقداً أن “السوداني يطمح لإبراز شخصيته من خلال كتلة الفراتين، واذا اعاد الكرّة سيحصد أصواتاً لا بأس بها، أو يدعو لبعض الحلفاء ممن يروقون له”، مبيناً أن “الامور مفتوحة، لكن عندما تصل الى مرحلة العمل السياسي الحقيقي ستختلف اختيارات السوداني في اختيار شركائه في العملية السياسية”.

“هذه الحكومة هي امتداد للاطار التنسيقي، ومن الطبيعي ان يكون لها الحق أو تنضم لأي تحالف أو رؤية لوضع نفسها في كتلة فقط باسم رئيس الوزراء حسبما تكون المصلحة لصالح محمد شياع السوداني في المستقبل”، وفقاً للعلوي.

ويشير النائب عن ائتلاف دولة القانون الى أن “محمد شياع السوداني يريد أن يكون عمله السياسي باسمه وحسب الشخصية التي رسمها في الآونة الاخيرة، والتي أرضى بها الشارع العراقي”، مضيفاً أن “السوداني يخطط ليكون عمله السياسي على المدى البعيد باسمه وما انجزه خلال هذه الفترة من ادارة الحكومة بطريقة شفافة والحد من الفساد وكانت له بصمات والتي اختلفت عن بعض الحكومات”.

ويستشهد العلوي بما حققه زعيم ائتلاف القانون نوري المالكي في وقت سابق، حيث يقول إن الحكومة الحالية “لا تصل الى ما انجزه المالكي وذلك الاثر الذي مازال عند كل العراقيين، والذي بسببه حصد أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، لكن التوافقات السياسية حالت بينه وبين رئاسة الوزراء، وهي اليوم هي التي تهدد صاحب أي مشروع بعدم الوصول الى النهاية”.

ويوضح العلوي أنه حتى لو حصل السوداني على الكثير من المقاعد، الا أن “التوافقات السياسية قد لا تمكنه من الوصول الى هدفه”، معتبراً أن “التوافقات السياسية اليوم هي الاساس في كل عمل، وخصوصاً في توافقات ما بعد نتائج الانتخابات، وليست قبلها”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron