الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل بورطةٍ عويصةٍ وتخشى المُواجهة.. منذ أكتوبر فرض نصر الله معادلةً قتاليّةً جديدةً.. بالإضافة للحرب غيرُ المُنتهية بالشمال نشأ توازن رعبٍ جديدٍ لا يستطيع الكيان التعايش معه ولو لساعةٍ واحدةٍ
تغيير حجم الخط     

إسرائيل بورطةٍ عويصةٍ وتخشى المُواجهة.. منذ أكتوبر فرض نصر الله معادلةً قتاليّةً جديدةً.. بالإضافة للحرب غيرُ المُنتهية بالشمال نشأ توازن رعبٍ جديدٍ لا يستطيع الكيان التعايش معه ولو لساعةٍ واحدةٍ

مشاركة » الجمعة مايو 10, 2024 3:00 pm

4.jpg
 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
وما زال القصف على شمال الكيان مُستمرّا منذ السابع من أكتوبر الفائت دون توقفٍ، وبات قادة دولة الاحتلال يُقّرون على الملأ بأنّ حرب الاستنزاف، الذي تمكّن حزب الله بجرّ الكيان إليها، وضعت قواعد اشتباكٍ جديدةٍ بين الطرفيْن، كما أنّه أصبح واضحًا أنّ حزب الله لا يخشى الردّ الإسرائيليّ ولا يُقيم وزنًا لخزعبلات وزير الأمن في الكيان، يوآف غالانط، بإعادة لبنان إلى العصور ما قبل الحجريّة، إذْ أنّه للشهر الثامن على التوالي حقق الحزب انتصارًا إستراتيجيًا لم تشهد له إسرائيل مثيلاً عندما أجبر الحزب عشرات آلاف سُكّان المستعمرات الشماليّة بالهروب والانتقال للسكّن في فنادق على حساب خزينة الدولة في مناطق بعيدةٍ عن القصف الصاروخيّ اليوميّ، علمًا أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يعرِف متى سيُعيد “المُهجرّين”.
ad
وفي هذا السياق، قال مراسل الشؤون العسكريّة بصحيفة (معاريف) العبريّة، آفي أشكنازي، إنّه “منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، نجح الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيِّد حسن نصر الله في إحياء حلْم وضْع معادلةٍ قتاليةٍ جديدةٍ فقصْف النبطية والبقاع في لبنان سيؤدي إلى قصْف ميرون، وقصْف منزل في النبطية سيؤدي إلى إطلاق 20 إلى 30 صاروخًا على كريات شمونة، أوْ إطلاق مسيّرةٍ على عرب العرامشة، وهذا الأسبوع أدى قصْف بعلبك إلى إطلاق مسيّرة متفجرة قاتلة على المطلة بالشمال، أسفرت عن مقتل جندييْن إسرائيلييْن وإصابة آخرين بجراحٍ متفاوتةٍ”.
ومضى المُراسل قائلاً: “إنّ إسرائيل في ورطة، فبالإضافة إلى الحرب التي لا تنتهي على الحدود الشمالية منذ أكتوبر، نشأ توازن رعبٍ جديدٍ لا تستطيع إسرائيل التعايش معه ولو لساعةٍ واحدةٍ، وأيّ حلٍّ في الشمال يتطلّب من صنّاع القرار في إسرائيل العمل على تفكيك هذا التهديد”، طبقًا لأقواله، التي اعتمدت بطبيعة الحال على مصادر أمنيّةٍ وعسكريّة في تل أبيب.
وتابع أشكنازي في مقاله، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة): “قبل 24 عامًا، وقبل أسابيع من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة الأمنية في جنوب لبنان، تصاعد النقاش والانقسام بشأن قضية انسحاب الجيش من لبنان. وقادت منظمة (الأمهات الأربع) معسكرًا دعا إلى الخروج الأحادي الجانب من لبنان، وكانت الحجة أنّه ليست هناك فائدة أمنية من وجود الجنود الإسرائيليين في المنطقة الأمنية، وأنّ عمليات هؤلاء الجنود ليست للدفاع عن سكان المستوطنات في الجليل من نيران الصواريخ، إنّما هي للدفاع عن أنفسهم ومواقعهم ومحاور تنقُّلهم”.
ولفت أشكنازي إلى أنّه “في المقابل، عارض الخط الصقريّ الانسحاب، بينما قدّم المستوى العسكريّ الرفيع المستوى صورةً قاتمةً بشأن القدرة على تأمين مستوى عالٍ من الأمن للمستوطنات الشماليّة إذا تراجع الجيش عن خط الحدود مع لبنان”.
وشدّدّ الكاتب على أنّه “طوال سنواتٍ، نجح نصر الله في إنشاء معادلة وقواعد قتال في المنطقة الأمنية في لبنان، فعلى سبيل المثال، قرر أنّ كلّ هجومٍ للجيش الإسرائيليّ على هدفٍ مدنيٍّ غيرُ ضالعٍ بالقتال في لبنان سيؤدي لإطلاق النار على كريات شمونة ومستوطنات الجليل، وفي البداية، جرى إطلاق النار بحسب القواعد التي وضعها نصر الله باتجاه أراضٍ مفتوحةٍ، وفقط في المرة الثانية والثالثة أُطلقت الصواريخ في اتجاه مناطق مبنية”.
علاوة على ذلك، رأى أشكنازي أنّ “نصر الله، الذي رأى الخلافات الداخليّة الإسرائيليّة وسمع التصريحات بشأن الخروج القريب من جنوب لبنان، الاستفادة من قوته على الساحة الإقليمية، وفي أحد الأيام، وقبل أسابيع من الانسحاب، أصاب الجيش الإسرائيليّ عن طريق الخطأ منزلاً في جنوب لبنان، وكانت الساعة 2:45 بعد الظهر، وكانت كريات شمونة تضج بالحياة، وتعرضت المنطقة، دون تحذيرٍ أوْ تقيّدٍ بقواعد “اللعبة” التي وضعها نصر الله بنفسه، لقصفٍ صاروخيٍّ أثار الذعر والهلع بين السكان، وخلال أيام وأسابيع بعد القصف المفاجئ على البلدة الذي أدى لإنهاء السنة الدراسية بالمدارس، ظلّت شوارع البلدة خالية، وبدت البلدة وكأنّها مدينة أشباح”.
وأشار الكاتب إلى أنّ “نصر الله نجح قبل أسابيع من الانسحاب في تغيير ميزان الرعب بين إسرائيل وحزب الله، ومنذ ذلك الحين، فحص نصر الله أكثر من مرّةٍ حدود الردع بين تنظيمه وإسرائيل، عبر عملية خطف الجنود الإسرائيليين في مزارع شبعا، ومهاجمة مواقعهم وغيرها. أمّا حرب لبنان الثانية، صيف 2006، فقد غيّرت، بحسب نصر الله نفسه، المعادلة التي حاول المحافظة عليها، إذ اعترف بعد الحرب: “لو كنت أعرف أنّ هكذا سيكون الرد الإسرائيليّ لما قمت بعملية الخطف.”
واختتم أشكنازي: “اختارت إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية التصرف بحكمة، واستنادًا إلى تقارير أجنبيّةٍ، فقد تحركت بالمنطقة بعيدًا عن الأضواء، ودمرت عام 2007 المفاعل النوويّ السوريّ، دون أنْ تتحدِث عن ذلك أمام العالم، وهاجمت شحنات السلاح لحزب الله دون أنْ تتحمل المسؤولية، وعدد كبير من ضباط حزب الله رحل من الدنيا بصورةٍ غيرُ طبيعيّةٍ، وكل ذلك لمنْع حزب الله من العودة إلى إنشاء توازُن رعبٍ جديدٍ”، كما قال.
ويبقى السؤال الأكثر أهميةً: هل امتناع الكيان عن الدخول في حربٍ مع حزب الله نابعٌ من عدم قدرة الجيش على الحرب بجبهتيْن في آنٍ واحدٍ؟ أمْ أنّ أركان إسرائيل يخشون من اندلاع حربٍ إقليميّةٍ قد تحرق الأخضر واليابس؟، علمًا أنّ العديد من الخبراء والجنرالات السابقين يؤكِّدون أنّ الجيش ليس مُستعدًا للحرب، وأنّ الجبهة الداخليّة غيرُ مؤهلةٍ لتلقي عشرات آلاف الصواريخ التي سيُطلقها الحزب في حال اندلاع المواجهة
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير