كد البيان الختامي للقمة العربية- الإسلامية التضامن المطلق مع قطر والوقوف معها في ما تتخذه من إجراءات، موضحاً أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية.
ماأكثرهم حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل ا
ليكم رد فعل نتنياهو في مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “لا أستبعد شن المزيد من الضربات على قادة حماس أينما كانوا. ولا حصانة لهم في أي مكان”اختتمت فعاليات القمة العربية - الإسلامية الطارئة المنعقدة اليوم الإثنين في الدوحة، باعتماد بيانها الختامي بعد بحثها في الرد على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، الذي استهدف الأسبوع الماضي مسؤولين من "حماس" في العاصمة القطرية.
وقال البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية في الدوحة إن عدوان إسرائيل الغاشم على قطر يقوض أية فرص لتحقيق سلام بالمنطقة، ودان بأشد العبارات هجوم إسرائيل الجبان غير الشرعي على دولة قطر.
وأكد البيان التضامن المطلق مع قطر والوقوف معها في ما تتخذه من إجراءات، موضحاً أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية.
وأضاف البيان، "نقف مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للرد على إسرائيل. العدوان على قطر يقوض الوساطة وفرص صنع السلام"، مؤكداً الرفض القاطع لتبرير العدوان الإسرائيلي على قطر تحت أي ذريعة.
وشدد على الرفض الكامل لتهديدات إسرائيل بإمكانية استهداف قطر مجدداً، وضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد بالمنطقة.
وطالب بضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولي لوضع حد لاعتداءات إسرائيل، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلات إسرائيل من العقاب، وتنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ودعوة جميع الدول إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
ونبه إلى ضرورة دعوة جميع الدول إلى تعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، وتأكيد إدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني.
ورحب البيان باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مع وضع جدول زمني ملزم.
تأتي قمة الدوحة على وقع إدانة دولية واسعة النطاق للهجوم الإسرائيلي، لا سيما من دول الخليج، فيما عقد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً أمس الأحد في الدوحة لمناقشة مسودة بيان القمة.
إفشال المفاوضاتواتهم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة إسرائيل بأنها قصدت إفشال المفاوضات حول الحرب في قطاع غزة باستهدافها قادة "حماس" في بلاده الأسبوع الماضي.
وقال أمير قطر في إشارة إلى إسرائيل، "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات"، وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطر".
بدوره، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطر فاق كل الحدود، محذراً من أن الصمت على جرائم إسرائيل يقوض النظام الدولي بأكمله، وتابع، "رسالتنا للمجتمع الدولي هي كفى صمتاً على جرائم إسرائيل"، موضحاً أن غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يشجعان قادة إسرائيل على الجرائم، وأشار إلى أن تبريرات إسرائيل للعدوان على قطر سقوط أخلاقي.
رسالة إلى الإسرائيليينمن جانبه، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته، إن إسرائيل تسعى إلى تحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالاً خطراً بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولي.
وأعلن الرئيس المصري تضامن مصر الكامل مع أشقائها في الدوحة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية، واصفاً الاعتداء بأنه يمثل انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسابقة خطرة تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.
وقال السيسي إن الاعتداء الإسرائيلي يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كل الخطوط الحمراء، معرباً عن إدانته قيام إسرائيل بالاعتداء على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ووجه الرئيس المصري رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، مؤكداً أن سياسات حكومته تهدد أمنه، وأمن جميع شعوب المنطقة، وتضع العراقيل أمام أية فرص لأية اتفاقات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة بالفعل.
تجاوز كل الحدودفي الوقت نفسه، أعلن العاهل الأردني عبدالله الثاني أن العدوان على قطر معناه أن التهديد الإسرائيلي تجاوز كل الحدود، وقال إن إسرائيل تمادت في انتهاكاتها بالمنطقة العربية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، فضلاً عن تهديد أمن واستقرار لبنان وسوريا.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأكد أنه من الواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تستهدف الاستمرار في ارتكاب المجازر والإبادة في حق الشعب الفلسطيني وتقوم بجر المنطقة بأسرها إلى الفوضى وعدم الاستقرار.
وتابع، "إننا نواجه عقلية إرهابية تعيش على الدم والفوضى، وإسرائيل تستمد قوتها من إفلاتها من العقاب على جرائمها. بدأت إجراءات حكومة نتنياهو تفرض كلفة حتى على داعميها".
وطالب الرئيس التركي بفرض عقوبات قوية وملموسة على إسرائيل وتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى العدالة عبر آليات القانون الدولي.
معاقبة إسرائيلإلى ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومعاقبة إسرائيل على جرائمها، مطالباً باتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.
وقال عباس، "نشيد بالجهود التي تبذلها مصر وقطر لوقف النار بغزة. في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لا يمكن للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل أن تكون شريكاً في الأمن والاستقرار بمنطقتنا".
وعدّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن اعتداء إسرائيل على الدوحة جاء لتقويض مساعي وقف إطلاق النار في غزة، مضيفاً أن "إسرائيل مستمرة في عدوانها بذريعة الدفاع عن النفس".
ونبه إلى أن ازدواجية القانون الدولي سمحت لإسرائيل بالاستمرار في عدوانها، متهماً حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب جرائم تطهير عرقي. وذكر أن الهجوم على الدوحة عمل استفزازي وإسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر.
الرئيس اللبناني جوزاف عون قال في كلمته، "جاهزون للسلام إن أرادت إسرائيل على أساس المبادرة العربية. ردنا على العدوان على الدوحة يكون بموقف واحد لنا وفق المبادرة". وطالب بالذهاب إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بموقف موحد، قائلاً "اعتداء إسرائيل على أي بلد شقيق هو اعتداء علينا جميعاً".
وفي كلمة مقتضبة له أمام قمة الدوحة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع وقوف بلاده مع دولة قطر ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الدوحة، مضيفاً أن "العدوان الإسرائيلي على غزة لا يزال مستمراً، كما أنه لا يزال متواصلاً على بلاده منذ 9 أشهر".
وجدد ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إدانة بلاده للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر، موضحاً أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والإسلامي. وذكر، "هجوم الدوحة دليل على رغبة إسرائيل بنسف كافة جهود السلام، ونؤكد على دعمنا التام لما تتخذه دولة قطر من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها".
وكان وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية عقدوا اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً الأحد في الدوحة ناقشوا فيه مسودة البيان التي تؤكد أيضاً "مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك، وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة".