غزة ـ «القدس العربي»: فتحت الرحلة الجوية غير المباشرة التي انطلقت من مطار “رامون” الإسرائيلي إلى جوهانسبرغ، مرورًا بأحد مطارات أفريقيا، وكانت تقل عشرات الفلسطينيين من غزة، الباب أمام أسئلة واسعة حول الجهة المنظمة لها، وهي مؤسسة تُعرف باسم “المجد أوروبا”.
الرحلة، التي سبقتها أخرى قبل أسابيع، وما شابها من تعطيل واحتجاز مؤقت للمسافرين في جنوب أفريقيا، عزّزت الشكوك حول صلة هذه المؤسسة بمخطط تهجير صامت يستهدف سكان القطاع.
المؤسسة، التي بات اسمها متداولاً بين الغزيين الباحثين عن الخلاص من الحرب، تعمل عبر موقع إلكتروني لا يكشف طبيعة تمويلها أو هويتها الحقيقية، وتستخدم خطابًا عاطفيًا يدّعي تقديم “الإجلاء الإنساني”. غير أن شهادات لمسافرين، بينهم من دفعت عائلاتهم مبالغ بين 1000 و5000 دولار للشخص، كشفت أن عمليات السفر لا تجري وفق تنسيق رسمي، وأن إجراءات الدخول لم تكن مضمونة، كما ظهر جليًا في أزمة الرحلة الأخيرة إلى جوهانسبرغ.
وحسب روايات شهود تحدثت إليهم “القدس العربي”، جرى تجميع المسافرين داخل غزة ثم نقلهم تحت إشراف الصليب الأحمر إلى معبر كرم أبو سالم، ومنه إلى مطار رامون، دون حصولهم على أختام مغادرة، وهو ما يثير مخاوف من منع عودتهم مستقبلًا. أما في جنوب أفريقيا، فقد صرّح الرئيس سيريل رامافوزا بأن الركاب “وُضعوا بطريقة غامضة على متن الطائرة”، مؤكدًا استمرار التحقيق في ظروف وصولهم.
ولا تتوقف مؤشرات الغموض عند الرحلات؛ فالمؤسسة لا تملك مقرًا معروفًا في القدس كما تزعم، ولا تظهر أي نشاط سابق في دول نزاع أخرى.
مسؤول في جهة دولية عاملة في غزة أكد لـ”القدس العربي” أن قوائم المسافرين تُنقل مباشرة عبر الجانب الإسرائيلي، ما يعزز الشبهات حول علاقة المؤسسة بمسارات تهجير منظمة.
وحذرت جهات رسمية فلسطينية في رام الله وجنوب أفريقيا من “عمليات سفر مشبوهة” تستغل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، متهمة جهات خاصة بالتحايل على العائلات وجمع الأموال بطرق غير قانونية، ودعت السكان إلى تجنّب الوقوع ضحية “شبكات الاتجار بالبشر ووكلاء النزوح”.