واشنطن- “القدس العربي”: أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عملية أمنية واسعة في مدينة نيو أورلينز تحت اسم “كاتاهولا كرنش”، في خطوة وصفتها السلطات الفدرالية بأنها تستهدف “المهاجرين غير الشرعيين المجرمين”، بينما يرى مسؤولون محليون ومنظمات مدنية أنها استعراض سياسي يستهدف أشخاصًا لا يشكلون خطرًا على المجتمع.
عملية واسعة وهدفها 5 آلاف اعتقال

أعلنت وزارة الأمن الداخلي أن العملية—التي يطلق عليها بعض مسؤولي الإدارة أيضًا اسم “مسح المستنقع”— تأتي ردًّا على ما تعتبره رفضًا من المدينة للتعاون مع حملة ترامب ضد الهجرة.

وتوقعت الوزارة مشاركة مئات العناصر الفدراليين وجنود الحرس الوطني في نيو أورلينز، ضمن خطة تهدف إلى تنفيذ 5,000 عملية اعتقال في لويزيانا وميسيسيبي، بالتزامن مع عمليات مشابهة في مدن بينها مينابوليس، وشيكاغو، ولوس أنجلوس وبورتلاند، وفقًا لمنصة “كومن دريمز”.

بيانات تكشف تناقض الرواية الفدرالية

ورغم تأكيد مسؤولي الأمن الداخلي أن العملية تستهدف “مجرمين خطرين”، تكشف البيانات الفدرالية من العمليات السابقة أن غالبية المعتقلين لا يملكون أي سجل جنائي:

بيانات معهد كاتو: 73% من 44,882 موقوفًا لدى ICE منذ أكتوبر/ تشرين الأول بلا إدانات جنائية.

بيانات وزارة العدل: 16 فقط من أصل 614 معتقلًا في عملية سابقة بشيكاغو مصنّفون ضمن “الخطر العالي على السلامة العامة”.

رفض محلي واسع وتحذيرات من “فوضى”

رئيسة البلدية المنتخبة، هيلينا مورينا، قالت إن العملية لا تستهدف مجرمين عنيفين كما تدّعي الحكومة، بل: “أشخاصًا يحاولون البقاء والقيام بما هو صحيح، وكثير منهم آباء لأطفال أمريكيين.”

ونشرت مورينا على موقعها صفحة “اعرف حقوقك”، ما أثار تهديدًا بالملاحقة القانونية من المدعي العام الجمهوري للولاية، وهو ما دفع اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU) لتقديم دعوى فدرالية بدعوى انتهاك حرية التعبير.

أما النائب الديمقراطي عن المدينة، تروي كارتر، فانتقد العملية بشدة، وقال: “إسقاط عناصر مسلحة وجنود في أحيائنا بلا تنسيق ليس تعاونًا… بل فوضى”.

وأضاف: “مدينتنا ليست مسرحًا للعرض السياسي. وشعبنا ليس أدوات. إذا أرادت الإدارة أن تكون شريكًا، فعليها احترام القانون المحلي والعمل معنا لا ضدنا.”

احتجاجات شعبية رغم الأمطار

عشية بدء العملية، خرج مئات السكان رغم الأمطار الغزيرة، حاملين لافتات تدعم المهاجرين ومرددين شعارات مثل: “لا لـ ICE، لا للخوف!”.. “المهاجرون مرحّب بهم هنا!”.. “Chinga la Migra” ( وترجمتها التقريبية: إلى الجحيم مع شرطة الحدود).

متظاهرون رووا قصصًا عن خطف وترحيل أقارب في عمليات سابقة، فيما فعّلت مجموعات الإغاثة المجتمعية فرق مراقبة ميدانية لخفض احتمالات العنف أثناء الاعتقالات.
منظمات محلية: “سنقاوم في كل زاوية”

ودعا فرع “الاشتراكيين الديمقراطيين” في نيو أورلينز السكان إلى “تنظيم أنفسهم لمقاومة ما وصفه بالاحتلال الفاشي”، فيما أعلنت متاجر وفنادق في المدينة إغلاق أبوابها أو وضع لافتات تخبر القوات الفدرالية بأنها “غير مرحّب بها”، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.

وقالت الناشطة أنتونيا مار خلال مظاهرة الثلاثاء: “سنوقفهم أينما ذهبوا… في نيو أورلينز أو شيكاغو أو لوس أنجلوس.”

وأضافت محذّرة: “إذا كان هناك شيء يجيده ترامب، فهو أنه يجعل الناس يتنظمون ضده.”