الوثيقة | مشاهدة الموضوع - محاولة إقناع ترامب.. إسرائيل وهي تقلّب الخيارات: لا بد من مواجهة عسكرية مع إيران
تغيير حجم الخط     

محاولة إقناع ترامب.. إسرائيل وهي تقلّب الخيارات: لا بد من مواجهة عسكرية مع إيران

مشاركة » الخميس ديسمبر 25, 2025 1:05 pm

4.jpg
 
داني سترينوبيتس
أحداث الأيام الأخيرة التي اقتربت من مواجهة أخرى بين إيران ولإسرائيل بالتوازي مع بناء القوة العظيمة لإيران، تتطلب من إسرائيل تفكيراً حديثاً وجديداً في المسألة الإيرانية.
إن معارضة كل اتفاق سياسي وانتظار تغيير النظام في طهران في ظل إبقاء الضغط على النظام تجعل إنجازات معركة “الأسد الصاعد” تتآكل وتقرب إسرائيل من مواجهة أخرى مع طهران ربما تكون أقسى وأطول؛ نظراً لإنجازات إسرائيل الدراماتيكية في القتال، من الصواب استغلال النقطة الزمنية الحالية لتفكير جديد في سياسة إسرائيل تجاه إيران وتبني حلول ليست حركية بالذات.
“محاولات التهدئة” في إسرائيل بهدف منع تصعيد خطير بين القدس وطهران تأتي بعد بضعة أيام اقترب فيها الطرفان من مواجهة خطيرة بينهما، وجذورها في مبنى عظيم بقوة إيران بعد معركة “الأسد الصاعد” مما دفع رئيس وزراء إسرائيل أن يعرض على الرئيس الأمريكي الحاجة للعمل مرة أخرى ضد إيران. لهذا الغرض، ولأجل تشديد خطورة الحدث، تحدث مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار عن تقدم خطير وجسيم لإيران مع التشديد على بناء القوة الصاروخية. هذه التصريحات التي رفعت “مستوى الضغط” في إيران، والمناورة الواسعة التي نفذتها القوات الإيرانية، أدت بقيادة إسرائيل إلى الخوف من هجوم إيراني مفاجئ. هذا الخوف كاد يشعل معركة أخرى بين الدولتين.
احتمال عال للصدام
نشدد على أنه بلا تغييرات دراماتيكية في السنة القريبة القادمة، سواء كان هذا تغييراً في النظام الإيراني (كنتيجة لموت الزعيم و/أو انقلاب)، أو في إسرائيل (على خلفية التطورات السياسية المرتقبة في سنة الانتخابات)، أو في الولايات المتحدة (مع حلول انتخابات منتصف الولاية)، فمن المعقول تكرار أحداث بوتيرة أعلى كالتي شهدناها في نهاية الأسبوع الماضي. فضلاً عن ذلك، في ضوء بناء القوة الإيرانية وتخوف إسرائيل من ترميم القدرات ولا سيما في مجال الصواريخ – والنووي أيضاً – فإن احتمال حدوث صدام عسكري آخر بين إيران وإسرائيل يبدو أعلى من أي وقت مضى.
المشكلة المركزية في ذلك، أنه في ضوء الدروس التي تعلمتها إيران وتنفذها منذ المعركة الأخيرة، وعلى خلفية سرعة ترميم طهران لقدراتها، لم يعد واضحاً أي إنجازات يمكن لإسرائيل أن تحققها في المعركة القادمة. ربما تكون هذه أقسى من المعركة السابقة، بسبب التجربة الإيرانية المتراكمة من الاحتكاك مع إسرائيل في معركة “الأسد الصاعد”. فضلاً عن ذلك، حتى لو حققت إسرائيل إنجازات هامة تقترب بل وربما حتى تتجاوز الإنجازات في معركة الـ 12 يوماً في حزيران، فواضح أن إيران ستسارع إلى ترميمها هي أيضاً.
إن التحدي الذي أمام إسرائيل الآن هو إعادة تجنيد الإدارة الامريكية لتأييد معركة عسكرية أخرى في إيران. وذلك حين كان التهديد المركزي من ناحية الرئيس ترامب إجمالاً هو البرنامج النووي الإيراني وليس منظومة صواريخها التقليدية.
الهجوم أم الاحتواء؟
المعضلة الاستراتيجية التي تقف على عتبة إسرائيل مركبة: هل تمتنع عن الهجوم وتعود إلى سياسة “الاحتواء” التي تتآكل فيها إنجازات “الأسد الصاعد” وتضع إسرائيل في خوف دائم من هجوم إيراني مفاجئ؛ أم تهاجم وتحاول إعادة الإيرانيين إلى الوراء، مع الإدراك بأن ثمن الحرب سيكون قاسياً وانطلاقاً من الفهم بأنه لن تتحقق إلا إنجازات مؤقتة لا غير.
يمكن لإسرائيل حتى أن تفكر في خطوات لتغيير النظام في إيران، لكن مثلما ثبت في معركة الـ 12 يوماً، لا توجد في إيران معارضة يمكنها عملياً أن تحل محل النظام الحالي.
بمعنى أن خيار هذا التحرك ممكن، لكن غايته ومنفعته غير واضحتين. بالمقابل، فإن العودة لسياسة الاحتواء قد تضع إسرائيل في وضع استراتيجي أعقد بكثير. كما يذكر، في المعركة الأخيرة انكشفت قدرات هامة أتاحت لإيران أن تفهم كم هي مخترقة استخبارياً وعملياتياً.
وضع الأمور هذا يستوجب تفكيراً جديداً في المنظومة الإسرائيلية بالنسبة للسياسة الصحيحة تجاه إيران. هذا يجب أن يكون واقعياً مناسباً للواقع، والفهم بأن النظام الإيراني باق (” الانقلاب ليس خطة عمل”). في إطار هذا التفكير، من الصواب العودة والنظر في خطوات رفضتها إسرائيل حتى الآن، مثل تأييد حوار سياسي مباشر بين إيران والولايات المتحدة في مسألة النووي، وفتح قنوات لتخفيض التوتر بين إسرائيل وإيران وغيرها. صحيح أن جزءاً من الخطوات قد يعزز الحكم في إيران، لكن بالتوازي يمكنه أن يقلل خطر التصعيد دراماتيكياً.
إسرائيل اليوم 25/12/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الصحافة اليوم