الوثيقة | مشاهدة الموضوع - دنيس روس: إسرائيل لا تُقيم وزنًا لمواقف الدول العربيّة من الضمّ والقول الفصل لواشنطن وحتى لو سمح ترامب بتنفيذ الخطّة من غير المحتمل أنْ تعترف بها أيّ حكومةٍ أخرى
تغيير حجم الخط     

دنيس روس: إسرائيل لا تُقيم وزنًا لمواقف الدول العربيّة من الضمّ والقول الفصل لواشنطن وحتى لو سمح ترامب بتنفيذ الخطّة من غير المحتمل أنْ تعترف بها أيّ حكومةٍ أخرى

مشاركة » الاثنين يونيو 29, 2020 9:17 am

2.jpg
 
الناصرة – “رأي اليوم” – زهير أندراوس:
قال الدبلوماسيّ اليهوديّ-الأمريكيّ السابق، دينيس روس، في مداخلةٍ قدّمها خلال ندوةٍ افتراضيّةٍ نظمّها معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، حول خطّة الضمّ الإسرائيليّة، قال إنّه لطالما كان رئيس الوزراء نتنياهو ينفر من المخاطر عندما يتعلّق الأمر بالأمن القوميّ، ومع ذلك، يبدو أنه ينظر أيضًا إلى عملية ضمّ الأراضي على أنها “خطوةً تشبّهه بدافيد بن غوريون”، أي فرصة لضمان أن تصبح أجزاء من الضفة الغربية أراضي تابعة لإسرائيل إلى الأبد، وتغيير المعيار الدولي الأساسي لأي مفاوضات مستقبلية بشأن دولة فلسطينية من 100 في المائة من الأراضي إلى 70 في المائة منها، طبقًا لأقواله.
ومع ذلك، أوضح، قد تثبت هذه المعتقدات أنها وهمية، فحتى لو سمحت إدارة ترامب بضم الأراضي من جانب واحد دون معارضة شعبية، فمن غير المحتمل أنْ تعترف بها أي حكومة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإدارة الديمقراطيّ جو بايدن، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسيّة القادمة، أنْ تعكس موقف الولايات المتحدة، بينما قد ترد بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطينية وفقاً لخطوط عام 1967. وسيكون التطور الأخير أسوأ بالنسبة لإسرائيل من الإجماع الدولي اليوم، والذي يركز على تعديل خطوط 1967 عن طريق مبادلة الكتل الاستيطانية بأراضٍ أخرى.
وبالتعمّق في بعض المخاطر التي يرفض نتنياهو رؤيتها، شدّدّ روس، ستؤدي عملية الضم إلى تعميق الانقسامات داخل “الحزب الديمقراطي” وتغذي الرواية على أنّ إسرائيل هي الجاني، وتابع قائلاً: لقد تعامل معظم المسؤولين الأمريكيين مع موقف إسرائيل في الضفة الغربية على أنّه مشروع لأنّه مرتبط بالمفاوضات، مهما كانت مثل هذه المحادثات تظهر بعيدة اليوم، ولكنّه استدرك مُشدّدًا: إلّا أنّ هذه الشرعية ستصبح موضع تساؤل متزايد إذا ما حدثت عملية الضم، وتنتهك التحركات الأحادية الجانب أيضًا الفرضية المركزية لأوسلو، وهي: أنه لا يُسمح لأي من الطرفين بتغيير الوضع السياسي النهائي للأراضي، طبقًا لأقوال الدبلوماسي اليهوديّ-الأمريكيّ السابق.
ولتقليص هذه العواقب، أوضح روس، قد يحاول نتنياهو الإعلان عن عملية ضمّ أصغر حجمًا لأراضٍ تنازل عنها المفاوِضون بشكل عام لإسرائيل في مناقشات السلام السابقة، وقد يجادل بعد ذلك بأنّ إسرائيل لا تبتعد عن المفاوضات بشأن مستقبل الضفة الغربية، وربما يتذكر كيف وسّع مناحيم بيغن القانون الإسرائيليّ ليشمل مرتفعات الجولان دون منع خلفائه من التفاوض حول تلك الأراضي.
بالإضافة إلى ذلك، لفت روس إلى أنّه قد يعلن أنه حتى مع توسيع القانون الإسرائيلي ليشمل المناطق المضمومة في الضفة الغربية، فسيتم نقل أقسام قابلة للمقارنة من المنطقة “ج” إلى المنطقة “ب”، مما يمنح الفلسطينيين صلاحية أكبر في التخطيط المحلي وتقسيم المناطق والقرارات المتعلقة بالقانون والنظام، على حدّ قوله.
ومع ذلك، رأى الدبلوماسيّ اليهوديّ-الأمريكيّ السابق، فقد تتطلب أي خطوات من هذا القبيل بذل جهود دبلوماسية مكثفة مع أوروبا والدول العربية، والأهم من ذلك، مع واشنطن، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه على الرغم من أن المسؤولين العرب قد يؤثرون إلى حدٍّ ما في حسابات إسرائيل من خلال الإعلان بوضوح عن نيّتهم اتخاذ خطوات باتجاه التطبيع إذا وضعت إسرائيل جانبًا عملية الضم، فسيكون للولايات المتحدة تأثيرٌ أكبر بكثير على القرار، كما أكّد في ختام حديثه.
من ناحيته قال الباحث ديفيد ماكوفسكي، من معهد واشنطن إنّ الشعب الإسرائيلي غير متحمّس لضمّ الأراضي – ففي أحد استطلاعات الرأي الأخيرة، على سبيل المثال، أدرج 4٪ فقط من المجيبين عملية الضم على أنها تشكل أولوية قصوى بالنسبة لهم، ويعزز هذا الموقف واقع وجود الكثير من الشكوك التي تحيط بعملية الضمّ، ومن بينها الأراضي المعنية بالعملية وافتقار الحكومة إلى الاستعداد العسكريّ والقانونيّ.
وحالياً، تابع الباحث، هناك ثلاث فئات إسرائيلية معنية بهذه القضية، وهي: مجتمع الأمن القومي، والحركة الاستيطانية، والطبقة السياسية. ولا يَرى المسؤولون في الفئة الأولى، التي تضم العديد من الجنرالات المتقاعدين، أي ميزة إستراتيجية من المضي قدمًا في عملية ضم الأراضي في الضفة الغربية من جانبٍ واحد هذا الصيف، لكنّهم يجدون فيها الكثير من السيئات المحتملة، وهي: انهيار السلطة الفلسطينية، زيادة حدة التوترات مع الأردن، تشتيت الانتباه عن الجدل حول إيران، الإضرار بالعلاقات مع الحكومات العربية التي لا ترى أنّ هناك مجال للتوفيق بين التطبيع وعملية الضمّ، تناقص شرعية إسرائيل في الخارج بشكلٍ أكبر، لاسيما في خضم تحقيقات “المحكمة الجنائية الدولية”، الإِضرار بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، تلاشي الدعم الأمريكي من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لإسرائيل، والانزلاق نحو واقع الدولة الواحدة، على حدّ قوله.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron