الوثيقة | مشاهدة الموضوع - شكرا لعمران خان الذي رفض ضغوطا من دولتين عربيتين للتطبيع مع “إسرائيل”.. لماذا يصّر بعض العرب على التحول الى “سماسرة” لتسويق دولة الاحتلال في العالم الإسلامي؟
تغيير حجم الخط     

شكرا لعمران خان الذي رفض ضغوطا من دولتين عربيتين للتطبيع مع “إسرائيل”.. لماذا يصّر بعض العرب على التحول الى “سماسرة” لتسويق دولة الاحتلال في العالم الإسلامي؟

مشاركة » الأحد نوفمبر 15, 2020 5:09 pm

1.jpg
 
من زامل السيد عمران خان رئيس وزراء الباكستان اثناء دراسته في جامعة أكسفورد، والأنشطة السياسية التي كان يمارسها في اطار اتحاد الطلاب دعما للقضية الفلسطينية في فترتي السبعينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي، يستطيع ان يفهم صلابة موقفه الرافض لضغوط من دولتين عربيتين “يُعتقد” انهما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، للانخراط في مسيرة التطبيع الحالية التي يقودها الرئيس الأمريكي “المهزوم” دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.
الرئيس خان كشف عن هذه الضغوط في حديث صحافي امس الأول ورفض خلاله ورغم محاولات محاوره الشرسة، ان يسمي هاتين الدولتين لأنه يركز في الوقت الراهن على الازمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها بلاده نتيجة لعقوبات أمريكية تجسدت في إيقاف مساعدات مالية سنوية تتجاوز الملياري دولار تحت ذريعة عدم مكافحة “الإرهاب” في أفغانستان بشكل كاف.
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تملك قنابل نووية “هندسها” العالم العبقري عبد القدير خان، ترفض اقامة أي نوع من العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعارضت بـ”ذكاء” الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عندما دعمت مخابراتها العسكرية حركة “طالبان” وتحالفت مع ايران والصين، الد أعداء الإدارة الامريكية، وشكلت تحالفا قويا مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
السيد خان كرر في المقابلة الصحافية نفسها ان حكومته لن تعترف بدولة الاحتلال الإسرائيلي الا بعد التوصل الى تسوية للقضية الفلسطينية يقبل بها الشعب الفلسطيني، وأشار الى انه يسير على هدى وارث معلمه وقدوته، الراحل محمد علي جناح، مؤسس باكستان الذي رفض ضغوطا أمريكية وبريطانية مبكرة للاعتراف بدولة “إسرائيل” واعتبر هذا الاعتراف خطا احمر.
التقارب السعودي الهندي الأخير، سياسيا واقتصاديا على ارضية ازمة كشمير، وهو التقارب الذي تزامن مع تقارب هندي إسرائيلي في ظل حكومة ناريندرا مودي، الهندوسي القومي المتطرف، انعكس فتورا على العلاقات السعودية الباكستانية في الفترة الأخيرة، وتقاربا بين السيد خان والخصمين اللدودين للمملكة العربية السعودية، أي تركيا وايران.
عمران خان كان الضلع الرابع في تحالف مؤتمر كوالالمبور الإسلامي الذي أراد إقامة قيادة إسلامية بديلة ومنظمة تعاون إسلامية موازية لتلك الموجودة في المملكة العربية السعودية، لكن تهديدات بطرد اكثر من مليوني باكستاني يعملون في السعودية ودول الخليج مرفوقة بالإيفاء بوعود سابقة بمساعدات مالية على شكل استثمارات تصل الى 20 مليار دولار موزعة على عدة سنوات، دفعته الى عدم المشاركة في هذه القمة في اللحظة الأخيرة.
الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الباكستان حاليا، دفعت بالسيد خان الى البدء بنفسه باتخاذ إجراءات تقشفية حادة، ابرزها انهاء خدمات حوالي 500 خادم وخادمة يعملون في قصر رئيس الوزراء، والاكتفاء بسيارة واحدة، والاستغناء عن الطائرة الرئاسية والعيش في بيت متواضع.
لا يسعنا في هذه الصحيفة “راي اليوم” الا ان نقول شكرا للرئيس عمران خان لصموده، ومقاومته لكل الضغوط من اجل السقوط في مصيدة التطبيع مع دولة الاحتلال رغم ظروف بلاده الاقتصادية الصعبة، وان نقول شكرا ايضا للشعب الباكستاني الذي وقف دائما في خندق القضايا العربية العادلة، وكان من اكثر الشعوب مقاطعة للبضائع الفرنسية انتصارا للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وصوت برلمانه بالإجماع على عدم المشاركة في حرب اليمن قبل خمس سنوات.
ما يؤلمنا ان تتحول دول تنتمي الى الامة العربية والعقيدة الإسلامية، الى “سمسار” للتطبيع مع دولة عنصرية تحتل المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية، وترتكب مجازر بصفة يومية ضد الشعب العربي الفلسطيني المسلم الأعزل.. انه الزمن العربي الرديء.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء