الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “الدفاع الإيرانية” تعلن عن “طرف خيط”: اغتيال زادة… روايتان مختلفتان
تغيير حجم الخط     

“الدفاع الإيرانية” تعلن عن “طرف خيط”: اغتيال زادة… روايتان مختلفتان

مشاركة » الاثنين نوفمبر 30, 2020 7:50 pm

11.jpg
 
تنتهي اليوم في طهران جنازة العالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زادة، حيث سيوارى جثمانه التراب بعد أن تمر الجنازة في المدن المقدسة للطائفة الشيعية مثل مشهد وقم، بمشاركة أبناء العائلة ورجال الجيش والدين الكبار. وحُذر على المواطنين الإيرانيين والصحافيين المشاركة في المراسيم خوفاً من التجمهر. وخرج مئات الطلاب الإيرانيين إلى شوارع المدن الكبرى مطالبين بالثأر.

وحسب منشورات في “تويتر” لمنفيين إيرانيين، بدأت الاستخبارات الإيرانية تنشر صوراً لأربعة رجال قيل إنهم مشبوهون بالمشاركة في تصفية فخري زادة. وقد نشرت الصور في أرجاء الدولة ولا سيما في الفنادق.

وفي هذه الأثناء هددت إيران بزيادة إنتاج اليورانيوم المخصب من 3.6 إلى 20 في المئة كثأر على التصفية. وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية بأن طهران “نجحت في الوصول إلى طرف خيط لمنفذي عملية التصفية. وستكشف المعلومات عن هذه الجريمة في وقت لاحق”.

ونشرت أمس، في روايتين مختلفتين، تفاصيل جديدة عن ملابسات القتل الدراماتيكي للعالم الكبير – تذكر بمشهد من أفلام التوتر. فمن شهادة الصحافي محمد أهواز لـ “ديلي ميل” البريطانية يتبين أن ليس أقل من 62 شخصاً كانوا مشاركين في تنفيذ التصفية. 12 منهم، كما يشير، استعانوا بأجهزة الأمن والاستخبارات “لدولة أجنبية” ورابطوا في مدينة ابساد التي تقع على مسافة 80 كيلومتراً شرقي طهران. وإضافة إليهم، شارك 50 آخرون في مهمة التصفية بالدعم اللوجستي اللازم.

وحسب ذاك التقرير، بدأت ملاحقة فخري زادة في ساعات الصباح المبكر ليوم الجمعة. فقبل نصف ساعة من وصول القافلة إلى مكان التصفية، وصلت سيارة هونداي إلى المنطقة وفيها أربعة مسافرين، تساندها أربع دراجات نارية وقناصان. إضافة إلى ذلك، شارك في العملية “تندر نيسان” مفخخ فيه اثنان مسؤولان عنه. في اللحظة التي ظهرت فيها ثلاث سيارات قافلة فخري زيادة – قطعت الكهرباء في المكان. وانتظر المغتالون حتى وصول السيارة الثالثة، وعندها وصلت سيارة النيسان المفخخة وانفجرت. وضرب الانفجار عواميد الكهرباء.

فتحت النار من قافلة العالم، ووقع اشتباك ناري في الساحة. وادعت إحدى وسائل الإعلام المتماثلة مع الحرس الثوري، أمس، بأن رئيس طاقم المغتالين أخرج فخري زادة من السيارة الثانية في القافلة وأطلق النار عليه عن كثب وأكد القتل – واختفت الخلية، دون أن يقتل أو يصاب أي منها. هبطت طائرة مروحية إيرانية على مقربة من المكان كي تنقل فخري زادة إلى المستشفى في طهران، حيث تقررت وفاته العاصفة.

ونشرت أمس رواية أخرى لتلك الدقائق في موقع وكالة الأنباء “فارس”. وحسب تلك الرواية، نفذ الاغتيال بواسطة سيارة إطلاق نار تم تفعيلها عن بعد. وتبين من التقرير أن فخري زادة وعقيلته خرجا إلى إجازة نهاية الأسبوع في بيتهما غربي طهران. سافرا في القافلة مع الحراس، وفي لحظة معينة انقطعت إحدى السيارات عن القافلة كي تصل الأولى إلى بيت العالم – وتنفذ فيه فحصاً مسبقاً.

بعد وقت قصير من الانفكاك، فتحت نار نحو السيارة التي كان يجلس فيها العالم. توقفت السيارة وخرج منها فخري زادة لاعتقاده أن سيارته اصطدمت بجسم ثقيل على الطريق أو أنه مشكلة ما في المحرك. وفي تلك اللحظة، فتحت النار من سيارة كانت تكمن على مسافة 150 متراً من المكان. وحسب “فارس”، أصيب فخري زادة بثلاث رصاصات، أصابت إحداها العمود الفقري. وفور ذلك انفجرت سيارة النيسان واحترقت كي تباد الأدلة، أغلب الظن. وفي التقرير ذاته، زعم أن عملية الاغتيال استغرقت ثلاث دقائق فقط ولم يشارك فيها مغتالون ظاهرون في الميدان، والنار كلها تمت عن بعد. وفي تحقيق محافل الأمن، تبين بأن صاحب السيارة غادر إيران في 29 تشرين الأول. وفي الروايتين، بالمناسبة، لم تكن أي إشارة إلى مصير الحراس وكم منهم قتل أو جرح.

هذا وقال بروس رايدل، مسؤول كبير سابق في السي.اي.ايه وذو تجربة في العمل مع إسرائيل لـ “نيويورك تايمز” أمس، إن “هناك حالات قليلة تبدي فيها دولة ما قدرات مشابهة لان تضرب بهذه الدقة في قلب أرض دولة عدو بل والعدو الأكثر مرارة لها. هذا غير مسبوق – لا يبدو أن إيران تنجح في منع هذا. إيران هشة جداً، وتضطر للتصدي لهذا إلى جانب معضلة كيف ومتى ترد”.

وحسب ما نشر، فقد طورت إسرائيل علاقات مع دول مجاورة لإيران كي تخلق أدوات للمتابعة وتجنيد عملاء وعلى رأسها أذربيجان، التي استخدمت في مواجهتها الأخيرة مع أرمينيا حول إقليم ناغورنو قره باغ، تكنولوجيات وأسلحة وطائرات بدون طيار من إنتاج إسرائيل. وروى رايدل أيضاً أن إسرائيل جندت على مدى السنين ناطقين بالفارسية من بين مهاجرين إيرانيين وصلوا إلى إسرائيل كي تحصل على معلومات حيوية من داخل إيران والاطلاع على المراسلات ووسائل الاتصال المشفرة. وعلى مدى السنين نجحت إسرائيل أيضاً في تجنيد عملاء من داخل إيران.

بقلم: سمدار بيري

يديعوت 30/11/2020
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر