الوثيقة | مشاهدة الموضوع - شاطئ “بيور بيتش” في جدّة السعوديّة: تجربة علنيّة بلا قيود اختلاط ونساء بملابس البحر ولا ضرورة لإثبات الزواج والحظر يشمل الخمور فقط.. العد التنازلي لموسم الرياض بدأ فكيف تُنافس الأخيرة معرض “إكسبو دبي”؟.. إعفاء وزير الصحّة السعودي فهل من أسباب خلف “توقيت”
تغيير حجم الخط     

شاطئ “بيور بيتش” في جدّة السعوديّة: تجربة علنيّة بلا قيود اختلاط ونساء بملابس البحر ولا ضرورة لإثبات الزواج والحظر يشمل الخمور فقط.. العد التنازلي لموسم الرياض بدأ فكيف تُنافس الأخيرة معرض “إكسبو دبي”؟.. إعفاء وزير الصحّة السعودي فهل من أسباب خلف “توقيت”

مشاركة » الاثنين أكتوبر 18, 2021 5:57 pm

11.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
سمحت السلطات السعوديّة فيما يبدو لوكالات أنباء عالميّة، التقاط وتسجيل مشاهد من شاطئ مُختلط، أظهر تواجد شبّان، وبنات، يرتدون ملابس البحر، مع أنغام الموسيقى، والرقص، وكأنما المشهد قادمٌ من أحد شواطئ الدول الغربيّة، أو حتى العربيّة السياحيّة.
ويبدو أنّ الخطوة التي لعلّها سيجري تطبيقها على باقي الشواطئ في البلد المُحافظ، لاقت انقساماً بين الآراء المحليّة، فالبعض وجد أن الانفتاح في المملكة والاقتصاد بدون عوائد نفطيّة يُوجب تواجد هذه الأماكن علناً، فيما حذّر آخرون من انتشار الفسق والفجور في “بلاد الحرمين” على حدّ قولهم.
الشواطئ المُختلطة أو المُخصّصة للنساء، ليست أمرًا غير معروف في العربيّة السعوديّة، لكنها كانت حكرًا على المُجمّعات السكنيّة “كومباوند” التي يسكنها الأجانب، حيث هُناك برك السباحة، وكان يُسمح للسيّدات فيها بقيادة السيّارة، وذلك قبل السماح الرسمي لهن بالقيادة في شوارع المملكة العامّة، لكن هذه التجمّعات كانت بعيدةً عن أعين الإعلام.

وسلّطت وكالة “فرانس برس” الأضواء على شاطئ على ساحل البحر الأحمر في جدة، وأجرت مقابلة مع فتاة سعوديّة، ظهرت هويّتها في مقطع الفيديو، وقالت أسماء للوكالة أن بات بوسعها قضاء نهار عطلة نهاية الأسبوع مع صديقها في شاطئ على ساحل البحر الأحمر في جدة، بل وحتى الرقص معه على أنغام الموسيقى في حفلة ليلية على الرمال توفر وقتاً “ممتعاً” للرواد.

وقالت الشابة البالغة من العمر 32 عاماً التي ارتدت قميصا أزرق اللون فوق ملابس البحر المبتلّة لوكالة فرانس برس: “أنا سعيدة أنه بات بوسعي المجيء إلى شاطئ قريب والاستمتاع بوقتي بوجود ألعاب وأنشطة” مختلفة. وتابعت أسما التي صبغت جزءا من شعرها بالأصفر أن التجربة توفر “قمة المتعة، الحلم أننا نأتي إلى هنا لقضاء عطلة نهاية أسبوع جميلة”.

والحديث هُنا تحديدًا عن تجربة شاطئ “بيور بيتش” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (على بعد 125 كلم شمال جدة في غرب البلاد) الذي افتتح في أغسطس/ آب، فنهارًا وفق الوكالة الفرنسيّة، يستخدم الرواد الشاطئ ذات المياه الفيروزية اللون والرمال البيضاء بلا قيود مع السماح للنساء بارتداء البيكيني، وتدخين الشيشة، واصطحاب الحيوانات الأليفة. وبعد غروب الشمس، تصدح الموسيقى الغربية عالية من فوق مسرح أقيم على الرمال. وأمام المنصة، كان حبيبان يرقصان بهدوء غير عابئين بمن يرقص حولهم ومن بينهم شاب يرقص عاري الصدر وأخرى ترقص بفستان أزرق قصير.

واللافت بعد أن كانت تُطارد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر أي زوجين حال شكّها بالعلاقة التي تجمعهم إن كانت خارج إطار الزوجيّة، وقد تتسبّب مُطاردتها بقتلهم، لفت تقرير الوكالة الفرنسيّة بأنه لا يتأكد القائمون على الشاطئ من وجود صلة زواج بين كل زوجين من الرواد، لكنّهم يصادرون الهواتف المحمولة ويضعونها في جوارب بلاستيكية حفاظًا على “خصوصيّة” روّاد المكان، على ما قال مسؤول بالمكان، وهو ما يفتح باب الجدل والتساؤلات حول ما إذا كان سيُصبح بإمكان أي فتاة وشاب التواجد معاً على أراضي المملكة، ودون ضرورة لإثبات حالة زواج رسميّة، الأمر الذي يراه البعض تنشيطاً للسياحة.

ويقول منتقدون أن هذه المشاهد غير المألوفة على الشارع السعودي المُحافظ، سيجري تعميمها على باقي مواسم المملكة الترفيهيّة، وسيجري السماح بالاختلاط، والرقص، والأغاني، فيما لا يزال التساؤل مطروحاً حول السماح بالمشروبات الكحوليّة، التي لا تزال محظورةً في المملكة، على الأقل علناً بشكلٍ قانونيّ، وأمر سيكون مطلوباً لجذب السيّاح الأجانب، ضمن خطّة تنشيط السياحة، وتنويع مصادر الدخل غير النفطيّة، والتنافس مع دبي عبر مدينة نيوم المُستقبليّة، حيث دبي مدينة الأحلام بنظر البعض السياحيّة، وغيرها من أمور ترفيهيّة، وملذاتيّة.

العاصمة الرياض بدورها، ستكون على موعد مع موسم الرياض الترفيهي خلال الساعات القادمة 20 أكتوبر، ويمتد لسبعين يوماً، ويهدف إلى استقطاب السيّاح محليّاً، وخارجيّاً، ونجح باستقطاب 7 ملايين سائح في نسخته الماضية، ويبدو أن موسم الرياض الترفيهي، سيكون مُنافساً لفعاليات معرض إكسبو الذي انطلق في دبي بداية الشهر الحالي، والذي تُعوّل عليه الإمارات بجذب 25 مليون زائر، حيث فعاليات لافتة مُنافسة سيجري إقامتها ضمن ذلك الموسم السعودي، وهي: إقامة الحفلات في 14 منطقة، 6 حفلات غنائية عالمية، عدد الفعاليات 7500 فعالية، إقامة 70 حفلة غنائية عربية، عرض المصارعة الحرة، 18 مسرحية عربية بالإضافة إلى 6 مسرحيات عالمية، مباراة عالمية لم يعلن عن تفاصيلها، تحقيق 100 تجربة تفاعلية، 350 عرضاً مسرحياً.

ومع تسارع التحضيرات لموسم الرياض خلال جائحة كورونا، كان لافتاً توقيت رفع جميع تعليمات التباعد الاجتماعي، وإلزاميّة الكمامة، وإقامة الصلاة دون تباعد في الحرم المكّي لأوّل مرّة، وهي خطوة سبقت إقامة موسم الرياض، حيث الأصوات المّتشدّدة كانت ستوجّه سهام نقدها للسلطات السعوديّة حال عقد المهرجانات، واستمرار التباعد في المساجد والصلوات، وتظل التجمّعات البشريّة تحت الاختبار، رغم تلقّي المجتمع اللقاحات، وقد تكون سبباً في ارتفاع الإصابات كما حصل بالأردن على سبيل المثال، بعد فتح كامل وعودة الحياة لطبيعتها، وجدل عقد المهرجانات الغنائيّة المُكتظّة بالجماهير، فيما لا تزال إلزاميّة الكمامة قائمة في العديد من الدول على عكس السعوديّة التي تُسجّل إصابات يوميّة مُنخفضة لا تتعدّى الخمسين حالة، فهل انتهت جائحة كورونا بالسعوديّة حصرًا، ويستطيع العالم القُدوم إليها دون قيود، تساؤلات مطروحة.

وكانت الأوامر الملكيّة السعوديّة الأخيرة، قد أعفت وزير الصحّة توفيق الربيعة من منصبه، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب ذلك الإعفاء محليّاً بين السعوديين، حيث نجح الربيعة بإدارة ملف فيروس كورونا وواصل تخفيض الإصابات، وهو الذي قد يكون رافضاً للتعجّل بقرارات وقف التباعد الاجتماعي، وإزالة إلزاميّة الكمامة، الأمر الذي ربّما عجّل من إعفائه من منصبه، في توقيتٍ تتحضّر المملكة لمواسم الترفيه السياحيّة دون قواعد كورونا الصارمة، الربيعة بات الآن وزيرًا للحج والعمرة يقول الرافضون لفرضيّة أسباب إعفائه من منصبه، وحلّ مكانه فهد بن عبد الرحمن بن داحس الجلاجل.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير