رأى تقرير بريطاني، أن قضية مستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق – رغم عدم وجود موافقة نهائية حوله من بغداد وواشنطن – صار بحكم الاتفاق المبرم وينتظر الوقت فقط لأجل الاعلان عنه، لكنه أشار إلى أن قوة أمريكية ستتمركز في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، لتكون خط ارتباط مهم مع استمرار تواجدها في سوريا.
وذكر تقرير لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، أن “المفاوضين الأمريكيين والعراقيين اتفقوا على الانسحاب من العراق على مرحلتين، الأولى في أيلول 2025، والثانية أواخر العام 2026، بسبب تعرض القوات الأمريكية لهجمات متكررة من قبل وكلاء إيران”.
لكن التقرير، أشار إلى أن الاتفاق ما يزال بحاجة الى “موافقة نهائية” من جانب القادة في بغداد وواشنطن، إلا انه يعتبر بمثابة “اتفاق مبرم”، مذكرا بان “رويترز” نقلت عن احد المسؤولين الامريكيين قوله إن “الأمر الآن مجرد مسألة تحديد وقت الإعلان عنه”.
ورجح التقرير البريطاني، أن يرحب منتقدو “الحروب الأبدية” للولايات المتحدة بهذا الاتفاق، في حين ان صناع القرار في الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة الذين يركزون على نفوذ ايران، سيشعرون بالقلق.
ورأى التقرير، أن إخراج القوات الامريكية من العراق يمثل هدفا لإيران التي تتمتع بنفوذ كبير على جارها العراقي من خلال “علاقات الطاقة والدين والميليشيات التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين”.
وبحسب التقرير، فإن الخطة المتفق عليها بين العراق والولايات المتحدة تنص على أن جميع قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ستخرج من قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، على أن تقلص بشكل كبير وجودها في بغداد بحلول ايلول/سبتمبر 2025.
ووفق التقرير البريطاني، فمن المقرر أيضا أن يبقى الجنود الامريكيون ومن قوات التحالف في مدينة أربيل، لمدة عام واحد فقط، لأن انسحاب القوات الأمريكية من الاقليم قد يجعل الوجود العسكري لواشنطن في شمال شرق سوريا، “غير قابل للاستدامة”.
ونقل القرير عن المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي اندرو تابلر، قوله إن “اربيل حاسمة لدعم (المهمة) في سوريا”، موضحا أن الولايات المتحدة “بحاجة لان تكون لديها قدرة على تحريك الجنود والامدادات على الطريق البري بين الحدود العراقية وسوريا”.
ولفت التقرير إلى أن “المبرر القانوني” للولايات المتحدة بما يتعلق بوجودها في سوريا، حيث يتمركز 900 جندي امريكي، يستند على مبرر اتفاق واشنطن مع بغداد، مشيرا الى ان القوات الامريكية تتمركز في العراق وسوريا بشكل رسمي في اطار مهمة محاربة تنظيم داعش وهزيمته، الا ان هذا الوجود الامريكي ينظر اليها ايضا باعتبار انه بمثابة اسفين استراتيجي ضد ايران ووكلائها في المنطقة.
وتابع: “في حال انسحبت القوات الاميركية، فأن ذلك سيكون في وقت تمارس فيه قوى اقليمية اخرى قوتها العسكرية على الحكومة المركزية المتسمة بالضعف في العراق”، مشيرا بهذا السياق الى الغارات الجوية التركية الاخيرة في شمال العراق، في حين تم تخصيص مبلغ اضافي قدره 700 مليون دولار للحشد الشعبي البالغ عددهم 150 ألفاً تقريباً في ميزانية العراق لمدة ثلاث سنوات الصادرة في عام 2023.
وخلص تقرير “ميدل ايست آي” البريطاني، إلى أن “الموعد النهائي المعلن لانسحاب القوات الأمريكية، سيحل بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر العام 2024”.