لندن – القدس العربي”:
نشرت مجلة “ذي نيويوركر” تحقيقا أجرته جين ماير قام على وثائق وشهادات تقدم صورة جديدة عن معاداة مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب بيتر هيغسيث للإسلام وكيف أنه صرخ وهو مخمور “اقتلوا كل المسلمين”، وقالت إنه هتف بهذا الكلام في حانة عندما كان رئيسا لمجموعة من المحاربين السابقين.
وكان هذا واحدا من مجموعة من الاتهامات المذهلة التي وردت في تحقيق ماير عن تصرفات هيغسيث البذيئة عندما كان يقود مجموعتين غير ربحيتين محافظتين، والتي تضم السكر الدائم وسوء الإدارة المالية والسلوك الجنسي غير المناسب، وهو ما دفع المجموعتين لطرده من إدارتهما.
وكشفت مجلة “ذي نيويوركر” عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الجنسي المزعوم في 2017 والذي يهدد بتعطيل ترشيحه، بما في ذلك محاولة النجم التلفزيوني السابق في شبكة “فوكس نيوز” اتهام المرأة التي وجهت له اتهامات، بأنها معروفة بـ “فبركة الانتهاكات الجنسية”، رغم أن المدعي العام قال إن زعمه “مشكوك فيه” وغير مدعوم بالأدلة. ويقوم تحقيق ماير على تقرير قام به “مخبر” عن فترة عمل هيغسيث كرئيس “المحاربين القدماء الحريصين على أمريكا”، والتي استمرت من 2013- 2016. وبحسب التقرير الذي لم يكشف عنه سابقا، فقد قام موظفو المنظمة بإرسال شكاوى إلى إدارتها في عام 2015 وقالوا إن تصرفات هيغسيث المخمور أصبحت تثير الإحراج لبقية الطاقم.
وفوق كل هذا استخدم مركزه كمدير للتلصص على الموظفات العاملات وقسمهن إلى مجموعتين “فتيات الحفلات” و”فتيات لا يذهبن للحفلات”. وقال المخبر في تقريره إن مكان العمل في منظمة “المحاربين القدماء الحريصين على أمريكا” أصبح عدوانيا وانتشرت فيه اتهامات الانتهاكات الجنسية والتحرش والتي تم تجاهلها.
مكان العمل في منظمة “المحاربين القدماء الحريصين على أمريكا” أصبح عدوانيا وانتشرت فيه اتهامات الانتهاكات الجنسية والتحرش
وفي رسالة منفصلة إلى إدارة المنظمة وصف موظف سابق “هيغسيث وهو موجود في إحدى الحانات في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أيار/مايو 2015، أثناء جولة رسمية في كوياهوغا فولز، أوهايو، وهو يهتف مخمورا: “اقتلوا كل المسلمين! اقتلوا كل المسلمين!”.
ومع أن كل التحقيق في المجلة يتركز على سلوك هيغيسث الممل وسكره، عندما كان مديرا لمنظمة المحاربين القدماء، ومنظمة غير ربحية أخرى تدعى “محاربون قدماء من أجل الحرية” ودعمها ملياردير محافظ، إلا أن التحقيق أشار إلى سوء إدارة هيغسيث لماليتهما. وأشار التحقيق إلى أن منظمة محاربون سابقون من أجل الحرية أنفقت كل أموالها ولم تعد قادرة على بحلول عام 2008 على دفع الأموال للدائنين. شعر المانحون بالقلق من ضياع الأموال على برامج غير مناسبة كما قال أحد الأعضاء السابقين للمجموعة. وقال: “لم أكن أول من سمع عن وجود أموال متناثرة وسلوكيات جنسية غير لائقة في مكان العمل”.
ورفض محامي هيغسث تيم بالاتوري التعليق على ما ورد في تحقيق المجلة ووصفه أنه كلام لا يصدق لموظف سابق متذمر، تم غسله في “ذي نيويوركر” وقال “تعالوا إلينا أولا قبل أن تحاولوا عمل صحافة حقيقية”.
ولكن تقرير الشخص الذي يشير إليه تحدث عن حالات سكر في حفلات المنظمة إلى جانب شجار. ووصف ريتشارد بلومنتال، السناتور الديمقراطي عن كونكيتكت ما ورد في التقرير بأنه مثير للقلق، نظرا لأن وزير الدفاع سيكون مسؤولا عن الأسلحة النووية، كما هو مسؤول عن الجنود والحياة والموت والمسيرات. وقال إن مرشحا جمهوريا آخر وهو السناتور جون تاور لم تتم المصادقة على ترشيحه عام 1989 بسبب إدمانه على الخمر.
وترى المجلة أن هيغسيث طرد من عمله، مع أن المنظمة رفضت التعليق ولا الهيئة التي تقع تحت مظلتها وتمولها عائلة كوتش الثرية. وتشير إلى أن مجلة “بريتبارت نيوز” التي تدعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب حاولت قتل التحقيق قبل نشره متهمة المجلة بنشر معلومات من “عامل سابق حسود”.
مع أن تقريره تحدث عن عدد من الحالات التي شوهد فيها هيغيسث مخمورا، في الفترة ما بين 2013- 2015 وفي وقت كانت فيه المنظمة تحاول حشد الدعم لمرشحين محافظين وقضايا محافظة. ومنح موقعه في المنظمة، هيغيسث فرصة للتجوال في أنحاء أمريكا وجمع بيانات لمشروع الأخوين تشارلس وديفيد كوخ السياسي. وتحول للوجه العام للمنظمة وبظهور على شبكة فوكس نيوز.
ونقلت عن أحد اثنين ساهما في تقرير المخبر، أنه شاهد هيغسيث مخمورا أكثر من مرة. وقال إنه في مناسبة كان مخمورا جدا ونقل إلى غرفة أخرى. وأرسلت متطوعة بريدا إلكترونيا إلى إدارة المنظمة اشتكت فيه من درجة الفجور والتمييز الجنسي وبيئة العمل غير الصحية والأجواء التي تعامل فيها النساء بشكل غير عادل. ووفقا للمخبر الذي تحدثت الصحافية معه، لم تتلق المتطوعة أي رد. ولم تتمكن مجلة “نيويوركر“ من الوصول إلى المتطوعة.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2014 قررت “محاربين قدماء حريصين على أمريكا” عقد حفلة عيد الميلاد في فندق غراند حيات بواشنطن وكان هيغسيث “في حالة سكر واضحة وكان لا بد من حمله إلى غرفته”. وذكر التقرير، “كان سلوكه محرجا أمام الفريق، ولكن ليس مفاجئا، فقد اعتاد الناس ببساطة أن يتوقعوا من بيت أن يسكر في المناسبات الاجتماعية”.
هذا إلى جانب المشاكل المالية، ففي عام 2015 أرفقت مجموعة المحاربين القدماء في ملفها الضريبي ملاحظة جاء فيها أنها علقت العديد من برامجها في النصف الأخير من العام المالي. وتقول المجلة إن هيغسيث كان منفتحا حول تعاطيه الخمور بعد عودته من خدمته العسكرية الفعلية وشعر أنه ضائع. وشملت خدمته العسكرية حراسة معتقل غوانتانامو في كوبا والعراق.
وليست هذه المرة الأولى التي تعاني منها مؤسسات أدارها من مشاكل مالية، فقد عانت منظمة محاربين قدماء من أجل الحرية، حين شعر المانحون بالقلق من ضياع الأموال على برامج غير مناسبة كما قال أحد الأعضاء السابقين للمجموعة. وقال: “لم أكن أول من سمع عن وجود أموال متناثرة وسلوكيات جنسية غير لائقة في مكان العمل”. وقررت إدارة المنظمة عزل هيغسيث عام 2009، بعدما اعترف أن الجمعية لم يعد في خزانتها سوى 1,000 دولار وهي مدينة بمبلغ 434,833 دولارا. وكان سوء إدارة هيغسيث المالية هي التي أدت لقلق مستشارين سابقين حول قدرته على إدارة أقوى جيش في العالم ووزارة ضخمة جدا.
وقالت مارغريت هوفر، المستشارة السابقة لجمعية محاربين قدماء من أجل الحرية في تصريحات لشبكة سي أن أن: “راقبته وهو يدير المنظمة بطريقة فقيرة ويخسر ثقة المانحين”. وأضافت “انهارت المنظمة في نهاية المطاف واضطرت إلى الاندماج مع منظمة أخرى شعر الأفراد أنها قادرة على إدارة الأموال نيابة عن المانحين بشكل أكثر مسؤولية مما كان يستطيع هو. كانت هذه تجربتي معه”.
وفيما يتعلق بالادعاء بأن هيغيسث اعتدى جنسياً على امرأة في فندق في كاليفورنيا عام 2017، مما أدى في النهاية إلى دفعه سراً للمتهمة في عام 2020 لتجنب الدعوى القضائية، قال هيغسيث ومحاميه تيم بارلاتوري لماير إن “مصادر” أخبرته أن شرطة مونتيري لم تتهم هيغيسث لأنهم علموا أن “متهمته سبق أن وجهت تهمة اغتصاب كاذبة ضد شخص آخر، وبالتالي تقويض مصداقيتها”. وبحسب ماير، فقد أخبرها مكتب المدعي العام لمقاطعة مونتيري بأن “ادعاء بارلاتوري زائف” وأن “المكتب ليس لديه مثل هذا الدليل” بشأن اتهامات الاعتداء الجنسي الكاذبة الإضافية التي وجهتها المدعية.