لا شك أن لله يداً. فثمة دقة إلى هذه الدرجة في التزامن: قبل يوم من تقديم الزعيم لشهادته، وبعد بضعة أيام على بيان أمنستي حول الإبادة الجماعية في قطاع غزة. في الأيام التي ظهر فيها (مرة أخرى) وقوف صفقة التبادل على الباب، وأنها قد تدخل السموتريتشيين إلى معضلة معينة. لا يوجد تزامن ناجح أكثر لإسقاط الديكتاتور السوري.
الله فقط هو القادر على أن يكون دقيقاً بهذه الصورة. وثمة ذريعة أخرى لبيبي من أجل تأجيل شهادته (هو مطلوب في غرفة العمليات تحت الأرض، بالضبط في نفس اليوم والساعة). فرصة أخرى للمتهم كي ينسب لنفسه، “أنا أمرت”، حدث كوني آخر، بالأساس – ملعب احتلال قُدم على طبق من فضة، الذي سيسهل كثيرا على السموتريتشيين التمسك بالكراسي بدون شك، حتى لو، لا سمح الله، تم التوصل إلى صفقة في الجنوب.
يا الله، برافو، مرة أخرى أثبتّ بأنك وحدك القادر على جلب معجزات ناجحة جداً للسيدة ستروك.
المحللون يقولون إن شجاراً كبيراً يحدث الآن بين المجموعات المسلحة التي تبحث لنفسها عن مراكز قوة ونقاط سيطرة. المجموعة المسلحة الأولى التي سارعت إلى احتلال منطقة ونقطة سيطرة، هي إسرائيل. هذه غريزة غير قابلة للسيطرة عليها، وهي تندلع في اللحظة التي تشاهد فيها ملعباً فارغاً. في هذه الأثناء، لم نأخذ سوى “جبل الشيخ السوري”؛ فهو الآن لم يعد سورياً، لقد تغير من يملكونه. وبعد قليل سيأتي القطار التحتي، وبعده القطار العلوي، والكشك والتذاكر والمستوطنة الأولى. والجيش الذي سيدافع عنها والحزام الأمني الذي يحيط بها سيتوسع إلى درجة أن لا مناص من إقامة مستوطنة أخرى على الحدود، التي ستحتاج إلى جدار أمني ومسيرات للدفاع عنها.
بسهولة كبيرة، سيتم ضم جبل الشيخ السوري أيضاً إلى إرث أجدادنا. مندوب من الحاخامية الرئيسية سيعلن للمستوطنين بأن محصولهم من الجوافة يحتاج القلفة وسنة بوار، لأن “جبل الشيخ السوري” حسب الشريعة، هو ضمن حدود الوعد الإلهي. لذا، ثمة حاجة إلى تعيين حاخام لهذا المكان، ومفتش للحلال وبركة للتطهر، وبالطبع مجلس ديني، والمصادقة على جلوس الرجال والنساء بشكل منفصل في جلسات المجالس المحلية، ومدرسة عامة للأولاد الذين تعتبر توراتهم مهنتهم، هي فقط مسألة وقت.
الآن، حتى قبل مرور 24 ساعة على الانقلاب المعجزة، بدأت تظهر في الشبكات خرائط لحدود الوعد الإلهي، لأنه إذا أفادنا اللعب بهذه الورقة المجنونة، فلماذا نكتفي بجبل الشيخ السوري؟ إن الله وعد إبراهيم بأكثر من ذلك بكثير في كتاب العهد. لا يمكنني تصديق كم هو أكثر من ذلك.
المناسبة، أيها القراء الأعزاء، هل عرفتم أن الله وإبراهيم -حسب التراث اليهودي القديم- التقيا حقاً في المنطقة التي تم تحريرها للتو بين جبل الشيخ السوري ومزارع شبعا. هناك، بين الكثير من جثث الحيوانات، وعد الله إبراهيم ببلاد حدودها مثل حدود إمبراطورية حالمة – من البحر المتوسط، على طول النيل وحتى أسوان، ومن هناك مروراً بالسعودية في خط مباشر إلى الخليج الفارسي، ومن الخليج على طول نهر الفرات حتى تركيا تقريباً، بما في ذلك أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وجزء من الكويت وكل لبنان. هذا ليس سيئاً من أجل شعب صغير لديه جنون عظمة. هناك أيضاً خرائط سخية أكثر.
في المنطقة المحررة، أرسل المتحدث باسم الجيش، باللغة العربية، أوامر للقرى التي تم تحريرها. الدورية التقطت صورة في المكان ويمكن الافتراض بأن رجال الآثار في الطريق لتأكيد سيطرتنا على المكان. ستطالب وزارة الأديان بميزانية لإقامة نصب تذكاري للبهائم المقطعة التي قدمت أرواحها من أجل أرض إسرائيل وشعبها. ووزارة التعليم أظهرت الاهتمام.
ماذا بشأن ستروك؟ بالتأكيد، تصرخ فرحاً الآن، لأن قدرتها السحرية تأكدت مرة أخرى، لكن تنقصها الآن القبعة والمكنسة.
ب. ميخائيل
هآرتس 10/12/2024