غزة ـ «القدس العربي» ووكالات: كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة من قصفه على مناطق مختلفة في قطاع غزة، موقعا ضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، في الوقت الذي يشن فيه عمليات برية، أبرزها في المناطق الغربية لبلدة بيت لاهيا أقصى الشمال الغربي لقطاع غزة.
وكان قد بدأ عملية برية في رفح جنوب القطاع، ودخلت قواته مخيم الشابورة. وفي المقابل، تبنت “كتائب القسّام”، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إطلاق صواريخ من شمال غزة على مناطق عسقلان.
وكان آخر مجازر إسرائيل مساء أمس الجمعة، وحتى وقت كتابة هذه السطور، قد أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا نصفهم من الأطفال، في قصف استهدف شقة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وفق شبكة “الجزيرة”.
ويأتي هذا وسط تحذيرات تطلقها كل يوم منظمات أممية وإنسانية، من كارثة في القطاع جراء حرب التجويع التي تشنها إسرائيل ضمن حرب الإبادة، والتي تهدد حياة أكثر من مليونين ومئتي ألف غزّي، خصوصا مع قرب نفاد كميات الطحين التي قالت “الأونروا” إنه يكفي لـ6 أيام فقط.
وردت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على الاتهامات الأمريكية بعرقلتها التفاوض.
ونفت ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بشأن قطع الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، وأكدت أنها “لا تزال في قلب المفاوضات، وتتابع بكل مسؤولية وجدية مع الوسطاء، ولا تزال تتداول في مقترح (المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمّن الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق الانسحاب”.
وحذر رئيس حركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، من “تمرير خطة التهجير بحجة نقل المواطنين إلى مناطق آمنة”، مشيدًا بالموقف العربي والإسلامي الرسمي الرافض لخطة التهجير.
ولوّحت إسرائيل أمس بضم مناطق في غزة، ما لم تفرج حركة “حماس” عن الرهائن، حسب ما قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وقال أيضا “سنوسع العملية البرية حتى إطلاق سراح الرهائن وهزيمة “حماس”، باستخدام كل وسائل الضغط العسكري والمدني، بما في ذلك نقل سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب للتهجير الطوعي لسكان غزة”.
ويعاني الغزيون من شبح مجاعة حقيقي مع الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع منذ مطلع هذا الشهر.
ويقول حسن صالح، الفلسطيني الخمسيني، لـ”القدس العربي” إن “الوجبة الأخيرة التي تناولها مع أسرته، كانت قدرا صغيرا من الأرز، وآخر يصغره حجما من طبيخ الفاصولياء من دون أن يشبع أحد من الأسرة بعد صيام نهار رمضان”.
وكغيره اشتكى من ارتفاع جنوني حاليا في أسعار ما توفر من سلع قليلة، حيث بات ثمن كيلو البطاطس يفوق الـ 50 شيكلا (13.45 دولار)، فيما ارتفع ثمن الطماطم لأكثر من 30 شيكلا (8 دولارات)، والملوخية إلى أكثر من 30 شيكلا أيضا، وسط توقعات بأن تقفز هذه الأسعار في الأيام المقبلة ، في حال لم تحل أزمة اغلاق الاحتلال لمعابر غزة.
وقال متحدث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا، الجمعة، إن نقص المياه في قطاع غزة يؤدي لارتفاع معدلات الأمراض لا سيما بين الأطفال.
وقال الصليب الأحمر الدولي أمس الجمعة إن أقل من نصف عربات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني يعمل في غزة وذلك بسبب نقص الوقود.