الوثيقة | مشاهدة الموضوع - جولة روما بين طهران وواشنطن: أجواء ضبابية وتفاؤل حذر
تغيير حجم الخط     

جولة روما بين طهران وواشنطن: أجواء ضبابية وتفاؤل حذر

مشاركة » الاثنين إبريل 21, 2025 2:46 am

1.jpg
 
قال ممثل المرشد خامنئي في الحرس الثوري بمحافظة هرمزكان موسى بولادي اليوم الأحد، إن "مشكلتنا مع الولايات المتحدة هي مشكلة جوهرية لا تحل عبر التفاوض، لأن أميركا تجسد الشيطان الأكبر"، مضيفاً أن "الخلاف الأميركي معنا هو خلاف عقائدي، فأميركا تعارض الصلاة التي تنطوي على توجه والحداد الذي يحمل بعداً هادفاً".

قيم وزيرا الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره العماني بدر البوسعيدي المسار العام للجولة الثانية من المفاوضات النووية التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما بأنه إيجابي، غير أن شكوكاً جدية لا تزال قائمة بين كبار المسؤولين الإيرانيين في شأن الاستجابة لمطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ويدفع سجل النظام الإيراني في المفاوضات السابقة، ولا سيما في ملف الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) لعام 2015، واستمرار طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، إضافة إلى الدعم العلني الذي تقدمه طهران للجماعات والميليشيات المسلحة في المنطقة، والهجومين الصاروخي والطائرات المسيرة اللذين شنهما النظام الإيراني على إسرائيل، بعض المحللين إلى اعتبار احتمال ثقة إدارة الرئيس ترمب بوعود المسؤولين الإيرانيين أقل مما تروج له التكهنات الإعلامية.

وفي وقت يترقب فيه الجميع رد فعل الرئيس الأميركي على مفاوضات أمس السبت في روما، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عقب انتهاء المحادثات مع الولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية، عبر منشور له على منصة "إكس"، أنه من الضروري في الوقت الراهن الحديث عن نتائج هذه المفاوضات بحذر كبير، والابتعاد من التفاؤل المفرط.

وقال نائب القائد العام للحرس الثوري علي فدوي اليوم الأحد إن "الصمود والمقاومة هما الطريق الصحيح، ويجب مواصلة هذا النهج بقوة، ولا يجوز التراجع أمام عدو مسلح حتى النخاع".

وفي السياق نفسه زعمت صحيفة "كيهان" التي يترأس تحريرها ممثل عن المرشد الإيراني علي خامنئي، في مقالة نشرت اليوم، أن الرئيس دونالد ترمب، على رغم محاولاته الدؤوبة لتقديم نفسه كشخص يصعب التنبؤ بتصرفاته، بهدف تحرير الولايات المتحدة من الالتزامات، إلا أنه في الواقع "مضطرب نفسياً ومصاب بخلل في الشخصية ولا يمكن الوثوق به".

وأشارت الصحيفة في معرض تناولها لانتهاء الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن في العاصمة الإيطالية إلى أن "إيران تعد المركز العالمي لنشر شعار الموت لأميركا، وهي حاملة لواء طرد الولايات المتحدة من المنطقة، في وقت تعد أميركا أقوى أعداء نظام الجمهورية الإسلامية".وأضافت "كيهان" بأن "الواقع يؤكد أن أية مفاوضات لن تفضي إلى تغيير في عداء قوى الاستكبار تجاه الشعب الإيراني، كما أن شيئاً لن يضلل هذا الشعب أو يدفعه إلى الوهم".

في غضون ذلك أفادت صحيفة "شرق" الإيرانية اليوم بأن الأخبار الإيجابية حول المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية كان لها تأثير محدود في السوق الإيرانية، مشيرة إلى أن نشطاء السوق كانوا أكثر حذراً اليوم على عكس الجولة الأولى من المفاوضات.

وقال ممثل المرشد خامنئي في الحرس الثوري بمحافظة هرمزكان موسى بولادي اليوم إن "مشكلتنا مع الولايات المتحدة هي مشكلة جوهرية لا تحل عبر التفاوض، لأن أميركا تجسد الشيطان الأكبر"، مضيفاً أن "الخلاف الأميركي معنا هو خلاف عقائدي، فأميركا تعارض الصلاة التي تنطوي على توجه والحداد الذي يحمل بعداً هادفاً".

كما زعم المتحدث باسم اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني أحمد راستينة أن بلاده لا تعتبر الولايات المتحدة الأميركية طرفاً جديراً بإجراء مفاوضات مباشرة، مضيفاً أن "القول بأن النظام الإيراني اضطر إلى القبول بالتفاوض هو مجرد تضليل إعلامي لا يعكس الحقيقة".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور له عبر منصة "إكس" أن "الأجواء الإيجابية نسبياً التي تسود مفاوضات روما وفرت أرضية للتقدم في المبادئ والأهداف المحتملة لأي اتفاق مقبل"، مضيفاً "أوضحنا بشكل صريح أن كثيرين في إيران يرون أن الاتفاق النووي لم يعد كافياً لنا، ويعتقد هؤلاء أن ما بقي منه لا يتجاوز الدروس المستفادة، وأنا أؤيد هذا الرأي".

وتابع عراقجي أنه "من المقرر أن تنطلق خلال الأيام المقبلة جولة من المفاوضات الفنية لتوضيح التفاصيل وعندها يمكن التوصل إلى حكم أفضل، أما في الوقت الراهن فهناك مجال للتفاؤل ولكن بحذر شديد".

ولم يدل أي من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أو الرئيس دونالد ترمب بأي تعليق في شأن نتائج الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت في العاصمة الإيطالية حتى الآن، في وقت أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال للنظام الإيراني بالحصول على سلاح نووي، وقال بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن "أنا ملتزم بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ولن أتراجع عن هذا الالتزام ولو خطوة واحدة ولن أتركه لحظة واحدة، حتى ولو بمقدار مليمتر واحد".

وتظهر هذه الظروف أنه وبالنظر إلى العلاقات العدائية بين إيران وحكومات الولايات المتحدة الأميركية على مدى العقود الأربعة الماضية، فإن شكوكاً جدية لا تزال تحوم حول إمكان التوصل إلى اتفاق نووي مستدام بين الطرفين.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"
العناوين الاكثر قراءة








 

العودة إلى تقارير