الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لا ماء في البيان ولا سيادة.. قمة بغداد بين نضوب سر الحياة وتفاقم التوغل
تغيير حجم الخط     

لا ماء في البيان ولا سيادة.. قمة بغداد بين نضوب سر الحياة وتفاقم التوغل

مشاركة » الأحد مايو 18, 2025 4:14 am

البيان الختامي لقمة بغداد
تقرير..
في وقت تعيش فيه بغداد تداعيات السنين العجاف، اختُتمت القمة العربية دون أن تلامس أبرز الملفات السيادية التي تمسّ العراق، وعلى رأسها ملفا شحة المياه والتوغّل التركي المستمر شمالًا، ورغم الشعارات الداعية إلى التضامن العربي، خلا البيان الختامي من أي إشارة جادة إلى أزمة المياه التي تهدد الأمن المائي العراقي، أو إلى توغل القوات التركية المتكرر داخل الأراضي العراقية.
لا ماء في البيان ولا سيادة تصان، هكذا بدا المشهد العراقي وسط أولويات عربية تجنبت الخلاف وفضّلت الخطابات العامة على التطرق لجروح مفتوحة، وفي ظل هذا الصمت، تستمر تركيا في بناء السدود والعمليات العسكرية، بينما يبقى العراق يواجه وحده واقعًا يزداد تعقيدًا.
قمة بغداد رفعت رايات عدة، لكنها وقفت عاجزة أمام جراح العراق العميقة، فبقي السؤال معلقًا: متى تنتقل القمم من تكرار المألوف إلى اتخاذ قرارات بحجم السيادة والكرامة؟”
وفي غمرة هذا الصمت العربي، يتساءل الشارع العراقي عن جدوى القمم التي لا تلتقط أنين الأرض ولا تنصت لنداء دجلة والفرات، النهران اللذان كانا يومًا عنوان الحضارة، يتحولان اليوم إلى ضحيتين لمعادلات الجغرافيا والسياسة، وسط تجاهل لا يليق بحجم المأساة ولا بقدسية الروابط التاريخية التي يفترض أن تجمع الأشقاء.

وبالحديث عن هذا الملف انتقد النائب السابق محمد الشبكي غياب أي موقف عربي رسمي من التدخلات التركية في العراق خلال أعمال القمة العربية التي عقدت في بغداد، معتبراً ذلك “تقصيراً واضحاً” تجاه السيادة العراقية.
ويقول الشبكي في تصريح ، ان “الدول العربية المجتمعة لم تُشر من قريب أو بعيد إلى الاحتلال التركي للأراضي العراقية، رغم القصف المستمر الذي تنفذه القوات التركية، ووجود قواعد عسكرية في شمال العراق”.
ويضيف أن “القمة ركزت على ملفات عدة في دول مثل اليمن والسودان ولبنان وفلسطين، إلا أن أحداً لم يتطرق إلى التواجد العسكري التركي في شمال العراق، والانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية”.
ويشير إلى أن “العراق استضاف القمة على أرضه، في وقت تتعرض فيه أراضيه لانتهاكات مستمرة من قبل الجانب التركي”، متسائلاً عن “موقف الجامعة العربية من هذا الوضع، خاصة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار وسحب عناصره من جبال قنديل”.
ويتابع: “كنا نتوقع أن تتوقف الهجمات التركية بعد زيارة السوداني إلى تركيا ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان، لكن القصف لا يزال مستمراً، في ظل صمت عربي رسمي غير مبرر”.
ويختتم الشبكي بالقول إن “النقطة الجوهرية التي يجب التركيز عليها هي موقف الدول العربية من الاعتداءات التركية المتواصلة على العراق، وضرورة اتخاذ موقف واضح من هذه الانتهاكات”.
يُذكر أن القمة العربية الرابعة والثلاثين انطلقت أعمالها في العاصمة بغداد في وقت سابق من اليوم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير