الوثيقة | مشاهدة الموضوع - القوات الحكومية على مشارف السويداء بعد معارك أوقعت نحو 100 قتيل.. و”تحذير إسرائيلي واضح للنظام السوري”
تغيير حجم الخط     

القوات الحكومية على مشارف السويداء بعد معارك أوقعت نحو 100 قتيل.. و”تحذير إسرائيلي واضح للنظام السوري”

مشاركة » الثلاثاء يوليو 15, 2025 6:34 am

2.jpg
 
المزرعة: تقدّمت القوات الحكومية السورية، مساء الإثنين، نحو مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، بعد معارك أوقعت نحو مئة قتيل، في وقت وجّهت فيه إسرائيل “تحذيرًا واضحًا للنظام السوري” عبر قصف دبابات تابعة له.
وفي وقت متأخر من ليل الإثنين، أعلنت حركة “رجال الكرامة”، أحد أبرز الفصائل المسلحة الدرزية، لوكالة فرانس برس، أن مفاوضات تُجرى بين السلطات السورية وممثلين عن الدروز في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
تُعيد هذه الاشتباكات، التي اندلعت الأحد، إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، منذ توليها الحكم عقب إطاحة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول. وكانت أحداث مشابهة قد وقعت في الساحل السوري، حيث تتركز الأقلية العلوية، في مارس/آذار، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في أبريل/نيسان.

سكان: نحن لسنا ضد الدولة، لكننا نرفض تسليم سلاحنا دون ضمان وجود دولة تعامل الجميع بعدالة. نخشى تكرار سيناريو الساحل

واستمرت الاشتباكات، يوم الإثنين، في الريف الغربي لمحافظة السويداء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أنها تدور “بين مجموعات من عشائر البدو وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى”.
وتمكّنت القوات الحكومية، مدعومة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين، من السيطرة على قرية المزرعة ذات الغالبية الدرزية الواقعة عند مشارف السويداء، وتواصل تقدمها نحو المدينة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال القائد الميداني عز الدين الشمير للوكالة إن “القوات تتجه نحو مدينة السويداء”.
وفي وقت لاحق، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للتلفزيون الرسمي أن “قوات الجيش والأمن الداخلي اقتربت من مركز محافظة السويداء”.
من جانبه، اتهم باسم فخر، المتحدث باسم حركة “رجال الكرامة”، “فصائل لا تحمل عقيدة وطنية، إلى جانب بعض عشائر البدو التي تساندها، بتنفيذ عمليات قتل ونهب وحرق في بعض القرى الدرزية”، مضيفًا أن “المهاجمين سيطروا على خمس بلدات على مشارف السويداء”.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم “دبابات عدة في منطقة قرية سميع، بمحافظة السويداء جنوب سوريا”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وسبق للدولة العبرية أن أكدت استعدادها للتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للخطر، ووجّهت تحذيرًا للسلطات السورية الانتقالية من نشر قواتها في المناطق المحاذية لهضبة الجولان المحتلة.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الإثنين، أن الضربات في جنوب سوريا كانت “تحذيرًا واضحًا للنظام السوري” بعدم استهداف الدروز.
وفيما دعت قيادات روحية درزية إلى التهدئة، وحضّت سلطات دمشق على التدخل، أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، عن “رفض دخول” قوات الأمن العام إلى المحافظة، مطالبة بـ”الحماية الدولية”.
حالة رعب

أفاد مراسل فرانس برس بأن شوارع مدينة السويداء كانت شبه خالية، يوم الإثنين، في ظل استمرار دوي القذائف والرصاص، فيما شارك عدد قليل من السكان في تشييع مقاتلين سقطوا في المعارك.
وقال أبو تيم (51 عامًا)، أحد سكان المدينة: “عشنا حالة رعب كبيرة، القذائف كانت تسقط بشكل عشوائي، حركة الشوارع مشلولة ومعظم المحال مغلقة”.
أما يمامة (46 عامًا)، التي نزحت مع عائلتها إلى منزل أحد أقاربها في الجنوب، فقالت عبر الهاتف: “نحن لسنا ضد الدولة، لكننا نرفض تسليم سلاحنا دون ضمان وجود دولة تعامل الجميع بعدالة. نخشى تكرار سيناريو الساحل”، متمنية “حلاً سلميًا ينهي شلال الدم والاقتتال”.
ودعا وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، في منشور على منصة “إكس”، الجيش السوري إلى حماية المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدًا أن “كل تقصير يُسجَّل، وكل تهاون يُحاسَب”.
وأحصى المرصد السوري منذ اندلاع الاشتباكات، الأحد، مقتل 99 شخصًا، بينهم 60 درزيًا- معظمهم من المقاتلين- إلى جانب امرأتين وطفلين، و18 شخصًا من البدو، و14 عنصرًا من قوات الأمن، وسبعة مسلحين مجهولي الهوية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، مقتل 18 من جنود الجيش السوري، في هجمات وصفها بـ”الغادرة” شنتها مجموعة مسلحة “خارجة عن القانون”.
وفي منشور على “إكس”، كتب وزير الداخلية أنس خطاب الأحد أن “غياب مؤسسات الدولة، وخصوصًا العسكرية والأمنية، هو السبب الرئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة”، معتبرًا أن “لا حل إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها”.
وفي مقابلة مع قناة “الإخبارية”، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: “لا بد من نزع سلاح كامل المجموعات المسلحة المنفلتة الخارجة عن القانون”.

وزير الداخلية: غياب مؤسسات الدولة، وخصوصًا العسكرية والأمنية، هو السبب الرئيسي لما يحدث في السويداء. لا حل إلا بفرض الأمن

انقطاع الطريق الدولي

شاهد مراسل فرانس برس سيارات محمّلة بالمقاتلين وأرتالاً عسكرية تابعة لوزارة الداخلية، إلى جانب سيارات مدنية ودراجات نارية تقلّ مسلحين متوجهين نحو خطوط التماس عند أطراف مدينة السويداء، بالإضافة إلى سيارات إسعاف تنقل المصابين إلى مستشفيات دمشق.
وأكد المراسل انقطاع الطريق الدولي الذي يربط السويداء بالعاصمة دمشق.
ومنذ مايو/أيار، تولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. إلا أن ريف المحافظة يشهد تواجدًا لمسلحين من عشائر البدو السنة.
وبعد تسلّمها الحكم، حضّ المجتمع الدولي والموفدون الغربيون السلطات، ذات التوجه الإسلامي، على ضمان حماية الأقليات ومشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط مخاوف من إقصائهم، خصوصًا بعد أعمال عنف طائفية وانتهاكات متكررة.
وفي يونيو/حزيران، أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصًا، وقد حمّلت الحكومة تنظيم “داعش” المسؤولية عنه، ما زاد من قلق الأقليات في البلاد.
يُقدَّر عدد الدروز في المنطقة بأكثر من مليون نسمة، يتوزعون بين سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
وفي سوريا، يقدَّر عددهم بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم في الجنوب، وتعد السويداء معقلهم الرئيسي، كما يتواجدون في جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب شمال غرب البلاد.
(أ ف ب)
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron