الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أزمة المناخ تتعمق وبريطانيا تسجل الصيف الأكثر حرارة في تاريخها
تغيير حجم الخط     

أزمة المناخ تتعمق وبريطانيا تسجل الصيف الأكثر حرارة في تاريخها

مشاركة » الأحد سبتمبر 07, 2025 4:46 pm

4.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: سجَّلت بريطانيا صيف العام 2025 على أنه الأكثر حرارةً على الإطلاق في تاريخ البلاد، وذلك في أحدث إشارة على تعمق أزمة التغير المناخي التي يشهدها العالم، بما في ذلك أوروبا وبريطانيا، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى كوارث بيئية وأن تؤثر على المحاصيل الزراعية وغير ذلك من القطاعات الهامة.

وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فقد بلغ متوسط ​​درجة الحرارة خلال صيف العام الحالي 16.10 درجة مئوية، أي أعلى بمقدار 1.51 درجة مئوية عن المتوسط، وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية، وبذلك فإن صيف عام 2025 كان رسمياً هو الأكثر حرارةً على الإطلاق في بريطانيا.
وكشف مكتب الأرصاد الجوية أن متوسط ​​درجة الحرارة من 1 حزيران/ يونيو إلى 31 آب/أغسطس بلغ 16.10 درجة مئوية. وهذا أعلى بمقدار 1.51 درجة مئوية من المتوسط ​​طويل الأمد، و0.34 درجة مئوية من الرقم القياسي السابق المُسجل عام 2018.
ويُخرج هذا الرقم القياسي الجديد صيف عام 1976 من قائمة أكثر خمسة فصول صيف حرارةً في سلسلة تعود إلى عام 1884.
وبدلاً من ذلك، فقد سُــجِّلت جميع فصول الصيف الخمـــسة الأكثــر حرارةً منذ عام 2000.
وصرحت الدكتورة إميلي كارلايل، العالمة في مكتب الأرصاد الجوية: «تُشير إحصاءات مكتب الأرصاد الجوية المؤقتة إلى أن صيف عام 2025 هو رسمياً الأكثر حرارةً على الإطلاق، بمتوسط ​​درجة حرارة يبلغ 16.10 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 15.76 درجة مئوية المُسجل عام 2018».
ويعود استمرار ارتفاع درجات الحرارة هذا العام إلى مجموعة من العوامل، منها سيطرة أنظمة الضغط العالي، وارتفاع حرارة البحار بشكل غير معتاد حول بريطانيا، وجفاف التربة الربيعية.
وخلقت هذه الظروف بيئةً تتراكم فيها الحرارة بسرعة وتستمر لفترة طويلة، مع ارتفاع درجات الحرارة العظمى والصغرى بشكل ملحوظ عن المتوسط.
وأكثر خمسة فصول صيف حرارةً في بريطانيا حالياً هي: 2025 (16.10 درجة مئوية)، 2018 (15.76 درجة مئوية)، 2006 (15.75 درجة مئوية)، 2003 (15.74 درجة مئوية)، و2022 (15.71 درجة مئوية).
وبدأ الطقس الحار في حزيران/يونيو، وكان الأكثر حرارةً على الإطلاق في إنكلترا، وواصل تموز/يوليو هذا الاتجاه، حيث كان خامس أدفأ شهر تموز/يوليو في تاريخ المملكة المتحدة. وشهدت المملكة المتحدة أربع موجات حر خلال الصيف، على الرغم من أن كل واحدة منها كانت قصيرة الأمد نسبياً. وبلغت أعلى درجة حرارة مسجلة 35.8 درجة مئوية في فافيرشام، كينت.
وهذا أقل بقليل من ذروة درجة الحرارة المسجلة عام 1976 والتي بلغت 35.9 درجة مئوية، وأقل أيضاً من أعلى درجة حرارة قياسية في المملكة المتحدة، والتي بلغت 40.3 درجة مئوية، والتي سُجلت في تموز/يوليو 2022. ولا يزال الكثيرون يتذكرون صيف عام 1976 الذي شهد 16 يوماً تجاوزت فيها درجة الحرارة 32 درجة مئوية.
وللمقارنة، تجاوزت درجة الحرارة هذه الرقم القياسي هذا العام تسعة أيام فقط.
ووفقاً لمكتب الأرصاد الجوية، زاد احتمال حدوث الرقم القياسي لهذا العام 70 مرة بسبب تغير المناخ.
وقال الدكتور مارك مكارثي، رئيس قسم تحليل المناخ في مكتب الأرصاد الجوية: «يُظهر تحليلنا أن صيف عام 2025 أصبح أكثر احتمالاً بكثير بسبب غازات الاحتباس الحراري التي أطلقها البشر منذ الثورة الصناعية».
وأضافت: «في ظل المناخ الطبيعي، نتوقع صيفاً كصيف عام 2025 بفترة عودة تقريبية تبلغ حوالي 340 عاماً، بينما في ظل المناخ الحالي، نتوقع حدوث هذا النوع من الصيف مرة واحدة تقريباً كل خمس سنوات».
وتابعت مكارثي: «من النتائج المثيرة للاهتمام التي توصلنا إليها من تحليلنا، مقارنة هذا الصيف بصيف آخر حطم الأرقام القياسية، مثل صيف عام 1976».
وقالت: «يشير تحليلنا إلى أنه على الرغم من أن صيف عام 2025 قد سجل رقماً قياسياً جديداً، إلا أنه من المحتمل أن نشهد صيفاً أكثر حرارة بكثير في مناخنا الحالي والمستقبلي، ويُظهر كيف أن ما كان يُنظر إليه على أنه ظواهر جوية متطرفة في الماضي أصبح أكثر شيوعاً في ظل مناخنا المتغير».
وحذر توم لانكستر، محلل الأراضي والأغذية والزراعة في وحدة دراسات الطاقة والمناخ «ECIU»، من أن حرارة الصيف قد أثرت سلباً على المزارعين البريطانيين. وقال: «كان ربيع عام 2025 الأكثر دفئاً على الإطلاق في المملكة المتحدة، وهو الآن الأكثر سخونة في الصيف».
وإلى جانب واحد من أكثر فصول الربيع جفافًا منذ قرن وسلسلة من موجات الحر، أثّر هذا سلباً على مزارعي بريطانيا، حيث يتجه حصاد عام 2025 مجدداً إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، ويكافح مربي الماشية لزراعة ما يكفي من العشب لإطعام حيواناتهم. كما أدت الحرارة القياسية إلى موجة من حرائق الغابات في جميع أنحاء بريطانيا.
وأضاف لانكستر: «المساحة المحروقة أعلى بنسبة تزيد عن 60 في المئة من أسوأ عام سابق».
وبناءً على النتائج، يدّعي خبير الزراعة أن السبيل الوحيد لتجنب فصول الصيف القياسية في المستقبل هو الحد من انبعاثات الكربون.
وأضاف: «هذا الرقم القياسي ليس حدثًا منفردًا. إنه يأتي بعد يوم حار على الإطلاق في المملكة المتحدة في عام 2022 وأكثر شتاء ممطر على الإطلاق في عام 2023.. هذا ليس مجرد طقس، بل هو تأثير تغير المناخ في الوقت الفعلي، وستزداد هذه الآثار سوءًا إذا لم نبذل المزيد من الجهود لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر الصافي».
وتابع: «بقدر ما نستطيع بذل المزيد من الجهود لمساعدة قطاعات مثل الزراعة على التكيف، فإن الضمان الحقيقي الوحيد ضد هذه التأثيرات المناخية هو خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر. يجب أن يُنظر إلى هذا الأمر الآن كأولوية لأمننا الغذائي على المدى الطويل».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير