الوثيقة | مشاهدة الموضوع - صحيفة عبرية: هكذا لعب ترامب دور المسيح المخلّص والحمار في آن واحد.. وحين أخطأ نتنياهو في اسم العيد الإسرائيلي
تغيير حجم الخط     

صحيفة عبرية: هكذا لعب ترامب دور المسيح المخلّص والحمار في آن واحد.. وحين أخطأ نتنياهو في اسم العيد الإسرائيلي

مشاركة » الثلاثاء أكتوبر 14, 2025 2:49 pm

1.jpg
 
في هذا اليوم بالغ الأهمية، أودّ أن أبدأ بملاحظة بروتوكولية: رئيس الكنيست أمير أوحانا، في خطوة وقحة وفظة وخبيثة، خطوة تُجسّد للجميع مدى الشرّ وغريزة التحريض والانقسام لدى السلطة الحالية، دعا إلى الجلسة الخاصة اليوم جميع كبار المسؤولين من الفئة “ألف” باستثناء اثنين فقط: رئيس المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة.

تصرّف أوحانا كما كان متوقعًا منه داخل المنظومة البيبيستية؛ قريبًا سيخوض الانتخابات التمهيدية، وإذا تصرّف كما تفرض عليه وظيفته الرسمية، فسيتراجع إلى مؤخرة القائمة.

لكن كان بإمكان اثنين القيام بما هو مطلوب منهما دون جهد كبير: الأول هو رئيس الدولة، والثاني زعيم المعارضة. ليس بالمقاطعة – فليس من الحكمة المقاطعة في يوم يقوم على الإجماع. كان بوسع رئيس الدولة أن يصدر، بالتوازي مع الجلسة، بيانًا قصيرًا. وقد صغتُه له بأسلوبه المعتاد: “صديقي رئيس الكنيست أمير أوحانا أخطأ عندما امتنع عن دعوة رئيس المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة. أنا على يقين بأنه يندم على هذا الخطأ”.

سيتصرّف هيرتسوغ كما هو متوقّع من رئيس الدولة، بطريقته الخاصة: سينتظر حتى تهدأ القضية، ويتأكّد أن ما سيقوله لن يزعج أحدًا، ثم سيضيف بضع كلمات إلى سجلّ البروتوكول.

أما لابيد، فكان يحتاج إلى جهدٍ أقلّ من ذلك. كلّ ما كان عليه فعله هو أن يبدأ خطابه بالكلمات التالية: “فخامة الرئيس، الزملاء المحترمون، اسمحوا لي أن أضيف إلى جميع الشخصيات التي ذُكرت بحقّ، رئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف-ميارا، اللذين لا أعرف لِمَ لم يُدعوا إلى هنا”.

كم هو سهل، كم هو بسيط. هناك رؤساء معارضة يربحون العالم بجملة واحدة، وهناك رؤساء معارضة يفضّلون بدلًا من ذلك التصفيق الذي تناله أيدي عيديت سيلمان.

لقد عادوا، جميع المخطوفين العشرين الأحياء، وهم يقفون على أقدامهم. هذه هي خلاصة اليوم، خلاصة النشوة، خلاصة الشعور بالارتياح، وخلاصة الانفعال عند رؤية كل عناق وكل ابتسامة. جرح التخلي لم يلتئم بعد، لكنه توقف عن النزف. بالنسبة لملايين الإسرائيليين، ولي أيضًا، هذا يعني العالم بأسره.

فرح – مع ملاحظة صغيرة. عملية تحديد مواقع القتلى لا تسير بالوتيرة التي كنا نأملها. هي في أفضل الأحوال، ستستغرق بضعة أسابيع، وفي أسوئها لن تكتمل أبدًا.

لخص مكتب إدارة ملف المخطوفين الحدث أمس بثلاث كلمات: سنتين، ساعتين، عشرين. سنتان من الحرب، ساعتان من التحرير، عشرون مُفرجًا عنهم.

ترامب رئيس أمريكي مختلف في كل جانب. تعامله مع الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يختلف عن كل ما تصوّره أو فعله أسلافه. بدلًا من الانشغال بجذور الصراع، والشحنات العاطفية، والحمولات الإثنية والدينية والأيديولوجية، وبالنزاع على الأرض، يبدأ من المال. المال موجود في دول النفط العربية، ثروة هائلة تفوق الخيال. يقول لحكّامها: لماذا تهدرونها على الإرهاب ضد إسرائيل؟ أنتم تنفقون مليارات، وإسرائيل تزداد قوة. حيّدوا الصراع، وستربحون.

حتى مع الإسرائيليين يتحدث عن المال. يمكنكم أن تكسبوا الكثير من التعاون الاقتصادي مع السعودية وقطر والإمارات، وبدلًا من ذلك، تنفقون مليارات على الأمن. أليس هذا تبديدًا؟

ترامب وقع في حبّ السلام، وهذا جيد. أحبّ فكرة حلّ الصراع الذي لم يتمكن أحد من حله قبله، وهذا أمر مثير. جهله وسطحيّته وفظاظته هي سلاحه. خطابه في الكنيست كان محرجًا بطوله وثرثرته وبكلامه الخبيث عن سابقيه. ترامب مخلّصنا، وهو الحمار أيضًا. إنه النقيض التامّ لباراك أوباما: كانت لأوباما سيطرة مدهشة على النفس، لغته غنية ودقيقة، كل كلمة في مكانها، كما في قصيدة. أما عند ترامب فلا توجد سيطرة، لغته فقيرة إلى حد الإحراج، والكلمات الصحيحة محاطة ببحر من العبارات الزائدة. ومع ذلك، يبدو أن نهج ترامب أفضل، فبينما كان أوباما في النهاية رئيسًا ضعيفًا، مترددًا، عمّق الصراعات في الشرق الأوسط وأضرّ باستقرار أنظمته، يبدو أن أسلوب ترامب أكثر فاعلية.

لم يكتفِ ترامب بإعادة المخطوفين، بل أنهى الحرب. نتنياهو، الذي حاول في البداية إنكار هذه الحقيقة، اضطر إلى الاعتراف بها في خطابه في الكنيست. ترامب فرض على نتنياهو أن يقول الحقيقة للإسرائيليين.

نظرة إلى المستقبل تكشف أن المؤتمر الذي عقده ترامب في شرم الشيخ يحمل في طياته إمكانات ذات أبعاد تاريخية. إمكانات – لا واقع بعد. إنه بمثابة إعلان افتتاح لمسار لا يهدف فقط إلى إعادة إعمار قطاع غزة، بل إلى بناء تحالف شرق أوسطي جديد بقيادة ترامب. ستنضم إسرائيل إليه بشرط أن تتصرف كما ينبغي. أيامها كـ”الفتوّة المحلية” المفيدة والضرورية في مواجهة إيران وحزب الله كانت قصيرة. أموال النفط العربية والقوة العسكرية الأمريكية ستكونان أساس هذا التحالف الجديد.

لقد دُعي محمود عباس إلى الحدث، لأن الحكام العرب يحتاجونه لإثبات -شعبيًا- أن فلسطين لم تُنسَ ولم تُخَن. وهكذا سيكون الأمر لاحقًا أيضًا: الفلسطينيون لن يطبخوا هذه الوجبة، لكنهم سيُطلبون لمنحها ختم الشرعية.

عندما سمع نتنياهو أن عباس دُعي، توسّل أن يسافر. وعندما أدرك أن صورة له مع عباس ستؤدي إلى تفكك حكومته، توسّل أن يبقى. تم تسخير العيد كذريعة، واتضح أنه لم يكن يعلم أن غدًا عيد “سمحات توراه” – لم يُنبّهوه.

كل المديح الذي أُغدق على نتنياهو لم يغيّر للحظة صورة الواقع كما يراها ترامب: “بيبي على ما يرام”، لأنه قَبِل طائعًا بالصفقة التي أنا، ترامب، فرضتها عليه. سلوك ترامب المتعالي أوضح أمرًا واحدًا: نتنياهو لن يستطيع المناورة طويلاً بين تحالفين – ذاك الذي يبنيه ترامب، وذلك الذي يقوده سموتريتش وبن غفير.

اليوم، قال لي أمريكي مطّلع على الأشخاص المعنيين عن قرب، كان أفضل يوم في علاقة ترامب ونتنياهو. أما في شرم الشيخ، فستُزرع الألغام التي تنتظر الطريق.

يديعوت أحرونوت 13/10/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron