الوثيقة | مشاهدة الموضوع - قيادي في «النجباء» لا يستبعد استئناف استهداف قواعد أمريكا
تغيير حجم الخط     

قيادي في «النجباء» لا يستبعد استئناف استهداف قواعد أمريكا

مشاركة » الثلاثاء ديسمبر 02, 2025 1:11 am

5.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: على وقع وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكية، مايكل ريغاس، إلى العاصمة الاتحادية بغداد، كشف قيادي في أحد الفصائل العراقية المُنخرطة في صفوف «محور المقاومة الإسلامية»، عن تحصينات تُجريها لقياداتها ومقراتها بالاستعانة بـ«التقنيات الحديثة».
وفيما اعتبر أن الوجود الأمريكي في العراق غير شرعي، أشار إلى إمكانية عودة استهداف القواعد الأمريكية مجدداً.
وقال فراس الياسر، عضو المجلس السياسي لحركة «النجباء» بزعامة أكرم الكعبي، وهي أحد الفصائل المسلحة الشيعية المنضوية في ائتلاف «المقاومة الإسلامية» في العراق، خلال مقابلة مع وكالة «تسنيم» الايرانية للأنباء، إن «فصائل المقاومة تعمل على تطوير هيكلها التنظيمي القتالي، والذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات المسيّرة منذ انتهاء عمليات طوفان الأقصى، وهي تتحسن في أي لحظة للمشاركة في أي عملية عسكرية ضد الكيان الإسرائيلي».
وأضاف أن «فصائل المقاومة العراقية تعمل حاليًا على ملف أمني متقدم جدًا يشمل تحصين القيادات، والاستفادة من التقنيات الحديثة في الاتصالات، وتحسين حماية مقرات الفصائل».
وأشار إلى أن «مشاركة فصائل المقاومة العراقية في إسناد المقاومة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول اختبرت قدرات الفصائل»، موضحًا أن «المسافة الكبيرة بين العراق وفلسطين لم تعد مؤثرة بعد التجربة التي اكتسبتها الفصائل خلال تلك المشاركة».
ولفت إلى أن المقاومة الإسلامية العراقية في طور تحديث أهداف غير مألوفة ستكون مؤثرة ومؤلمة للكيان الإسرائيلي وللوجود الأمريكي في العراق والمنطقة في حال وقوع معركة».
وأكد أن «التطور الكبير لدى القوات المسلحة اليمنية في التقنيات الصاروخية وعمليات الاستهداف وتقنيات الجي بي أس، يفتح مجالالتعاون أوسع يمكن لفصائل المقاومة، وبالتحديد حركة «النجباء»، الاستفادة منه في تطوير قدراتها». وأوضح أن «الولايات المتحدة، لا ترغب بالخروج من العراق بسبب أهميته الاستراتيجية»، لافتًا إلى أن «إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عدم وجود نية للانسحاب بل الانتقال في المهام فقط يمثل وجودًا غير شرعي حسب رؤية المقاومة الإسلامية».
وشدد على أن «المقاومة الإسلامية، رغم مراعاتها للظروف الحالية في العراق والمنطقة، لا يمكن أن تقبل ببقاء القوات الامريكية»، مؤكدًا أنه «لا يستبعد في أي لحظة استئناف استهداف القواعد الامريكية».
يتزامن ذلك مع كشف السفارة الأمريكية عن وصول نائب وزير الخارجية الأمريكي، مايكل ريغاس إلى العاصمة العراقية بغداد.
وذكرت في بيان صحافي أن «هذه الزيارة تعزز العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق من خلال التواصل مع القادة والمجتمعات المحلية لدعم الأهداف المشتركة والمعنية بتحقيق السيادة والازدهار».
وبالإضافة إلى ذلك، يستعد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق، لمباشرة مهامه رسمياً في غضون الأسبوعين المقبلين.
وأول أمس، قال مارك سافايا، إن العراق أمام مفترق طرق حاسم، داعياً إلى إبعاد السلاح عن السياسة، فيما حذّر من الوقوع في دائرة التعقيد مرة ثانية.

قال إن الفصائل تعمل على تحصين قياداتها ومقراتها

وبين في «تدوينة» له «اليوم ينظر العالم إلى العراق باعتباره دولة قادرة على لعب دور أكبر وأكثر تأثيراً في المنطقة، بشرط حلّ قضية الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة بشكل كامل، وحماية هيبة المؤسسات الرسمية».
وأضاف: «فلا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو، ولا يمكن لأي شراكة دولية أن تنجح، في بيئة تتشابك فيها السياسة مع السلطة غير الرسمية. وأمام العراق الآن فرصة تاريخية لإغلاق هذا الفصل وتعزيز صورته كدولة مبنية على سيادة القانون، وليس قوة السلاح».
وتابع: «لا يقل عن ذلك أهمية ترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، واحترام الأطر الدستورية، ومنع التدخلات التي قد تعطل عملية صنع القرار السياسي أو تضعف استقلال الدولة»، مشيراً إلى أن «الأمم القوية تبنى عندما تعمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ضمن حدودها المحددة، وتخضع للمساءلة من خلال آليات قانونية واضحة، وليس من خلال مراكز الضغط أو التأثير».
ولفت إلى أنه «يقف العراق عند مفترق طرق حاسم. فمن الممكن أن تتجه نحو مؤسسات مستقلة قادرة على إنفاذ القانون وجذب الاستثمار، أو أن تقع مرة أخرى في دائرة التعقيد التي أثقلت كاهل الجميع».
وختم تدوينته بالقول إن «المطلوب اليوم هو دعم مسار البلاد، واحترام الدستور، وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات، والالتزام الراسخ المقترن بعمل ملموس لإبعاد السلاح عن السياسة. وهذا هو الطريق لبناء عراق قوي يحظى باحترام العالم».
في مقابل ذلك، ردّ رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم المحمداوي، على تصريحات سافايا، واصفاً إياها بالقراءة القاصرة وغير الموضوعية، بينما دعا وزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير الأمريكي لإبلاغه «الرفض العراقي» لهذه الأساليب غير المسؤولة.
وقال في بيان «نعبر عن استنكارنا الشديد للتصريحات التي أدلى بها سافايا، والتي جاءت بصيغة تتجاوز الأصول الدبلوماسية المتعارف عليها، وتمثل تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية للعراق»، مشيراً إلى أن «هذه اللغة المستخفة بسيادة الدولة لا تنسجم مع طبيعة العلاقات التي يفترض أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل».
وأضاف: «لقد أثبت العراق، من خلال مؤسساته الدستورية وقواته الأمنية ووحداته التي تعمل تحت راية الدولة، قدرته الكاملة على إدارة ملف الأمن وتنظيم سياساته الدفاعية دون الحاجة إلى وصاية أو إملاءات خارجية، وأن محاولة تصوير المشهد العراقي على أنه يحتاج إلى تدخلات من هذا النوع هي قراءة قاصرة وغير موضوعية».
ووفق المحمداوي فإن «العراق شهد مؤخراً عملية ديمقراطية ناضجة تجسدت في الانتخابات العامة، حيث شارك الشعب العراقي بنسبة واسعة تفوق المشاركة السابقة، وأدلى بصوته بكل حرية، ما أنتج خريطة سياسية تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، وهذه الانتخابات بحد ذاتها تعكس نضج الدولة واستقلال قرارها، وتؤكد أن مصير العراق يصنعه شعبه داخل صناديق الاقتراع وليس عبر تصريحات مبعوثين أجانب».
وأشار إلى أن «الحشد الشعبي جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية العراقية، ويعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، وقد أثبت كفاءته وانضباطه ودوره الحاسم في الدفاع عن العراق وسيادته وعليه».
ودعا رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية وزارة الخارجية العراقية إلى «اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذه التصريحات، واستدعاء السفير الأمريكي لإبلاغه الرفض العراقي الواضح لهذه الأساليب غير المسؤولة، والتأكيد بأن العراق لا يقبل أي وصاية أو تدخل، ولا يسمح بالتشكيك في مؤسساته أو في إرادة شعبه».
وأكد أن «العراق بلد ذو سيادة، كامل الاستقلال، يمتلك من الوعي السياسي والدستوري ما يجعله قادراً على إدارة شؤونه الداخلية بعيداً عن أي ضغوط خارجية، وسيبقى القرار العراقي محكوماً بثوابت الدولة، وبإرادة أبنائها، لا بما يصدر من تصريحات متعجلة أو غير منسجمة مع الأعراف الدبلوماسية».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير