الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أي كارثة ستجلبها إسرائيل على نفسها بحرب أخرى مع إيران؟
تغيير حجم الخط     

أي كارثة ستجلبها إسرائيل على نفسها بحرب أخرى مع إيران؟

مشاركة » الأربعاء ديسمبر 24, 2025 1:19 am

6.jpg
 
إسرائيل غامرت مغامرة كبيرة عندما شنت هجوماً مباشراً في أراضي إيران. وقد حققت هذه المغامرة نجاحاً كبيراً، تجلى في الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمشروع النووي الإيراني، ومنصات إطلاق الصواريخ ومخازن الصواريخ البالستية التابعة للجمهورية الإسلامية. مع ذلك، خلال المواجهة التي استمرت 12 يوماً، أطلقت إيران مئات الصواريخ البالستية على إسرائيل، والجدير بالذكر هنا أن جهود إيران استهدفت بشكل رئيسي القواعد العسكرية والأهداف الاستراتيجية وليس المراكز السكانية المدنية.

على الرغم من ذلك، ورغم مساعدة الولايات المتحدة في اعتراض الصواريخ، إلى جانب القدرات المذهلة لمنظومة “حيتس” التي نجحت في اعتراض الكثير منها، فقد أصابت عشرات الصواريخ أهدافاً استراتيجية وأحياء سكنية وألحقت أضراراً كبيرة. لو وجهت جميع الصواريخ نحو مركز تل أبيب الكبرى لانتهت هذه المجازفة بكارثة وطنية مخيفة. إضافة إلى ذلك، فقد انخفض مخزون صواريخ الاعتراض لدى إسرائيل والولايات المتحدة بشكل ملحوظ، وقد أوضحت الإدارة الأمريكية بالفعل أنها لن تتمكن من توفير نفس الكمية من الصواريخ في مواجهة قادمة مثلما فعلت في الجولة السابقة.

يجب تذكر أن المقامرين الكبار يميلون في معظم الأحيان إلى خسارة ثروتهم بالكامل في نهاية المطاف. فعندما يقامر الشخص ببلاده، فإنه يعرضها لخطر الخسارة الكاملة. ويجب تذكر أنه رغم الضربة القاسية التي وجهتها إسرائيل لإيران فإن الإيرانيين يتعافون بسرعة. وبدعم من الصين يحصلون على آلاف الصواريخ البالستية الجديدة، وربما تصل طاقتهم الإنتاجية في القريب إلى 3 آلاف صاروخ في الشهر.

إذا قررت إسرائيل شن هجوم جديد، وهو ما ينوي نتنياهو اقتراحه على الرئيس ترامب في لقائهما المخطط له في نهاية الشهر، فمن المرجح جداً أن يوجه الإيرانيون هذه المرة الصواريخ البالستية مباشرة إلى المراكز السكانية، لا سيما منطقة “غوش دان”. وتهدد إيران بالفعل بالرد بمثل هذه الخطوة في حالة تكرار الهجوم. وهي في هذه المرة مستعدة أكثر من المرة السابقة، دفاعاً وهجوماً. وقد ينتج عن ذلك أضرار جسيمة لا تحصى، ستنعكس على الأرواح والبنى التحتية في “غوش دان” حيث يتركز 70 في المئة من سكان البلاد و80 في المئة من المراكز الاقتصادية الإسرائيلية.

يجب أن نتذكر أيضاً علاقات القوة الجغرافية بين الدولتين. حتى لو نجحت إسرائيل في إيقاع ضربة قاسية أخرى، والمس بطهران بدرجة كبيرة، فهذا الأمر لا يشبه تأثير المس الكثيف بتل أبيب الكبرى (غوش دان). فمساحة إيران أكبر 75 ضعفاً من مساحة إسرائيل. إيران بناء على ذلك، ستبقى حتى لو تكبدت ضربات قاسية، ولكن قد لا تستطيع إسرائيل التعافي من ضربة شديدة في منطقة “غوش دان”.

لكن حتى إذا خرجت إسرائيل من المواجهة القادمة وهي منتصرة، رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه بلا شك، وحتى لو تلقت إيران ضربة قاسية، فستمتلك إيران في غضون ستة أشهر فقط نفس ترسانة الصواريخ التي تمتلكها الآن. هل تستطيع إسرائيل تحمل الانجرار إلى جولة قتال كل بضعة أشهر؟ من الواضح لكل عاقل أن إسرائيل في مثل هذه الحالة لن تتمكن من الصمود طويلاً نظراً لصغر حجمها ومواردها المحدودة وضعف تماسكها الاجتماعي.

الطريقة الوحيدة التي بقيت إذاً أمام إسرائيل هي تعزيز الاتفاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، ومع حلف الناتو ودول أخرى، وخلق ميزان رعب استراتيجي وسعي دائم لعقد اتفاقات سلام مع دول عربية أخرى.

هآرتس 23/12/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير